الجزائر - A la une

استقرار الجزائر مفتاح ترقية الثقافة الوطنية والعربية




استقرار الجزائر مفتاح ترقية الثقافة الوطنية والعربية
أكدت وزيرة الثقافة، السيدة نادية لعبيدي، في أكثر من مرة، على أن اهتمام الجزائري بالميدان الثقافي أكثر فأكثر، "هو نتاج سياسة الجزائر المنتهجة في المجال الثقافي".. وبالإضافة إلى هذا الاهتمام "الداخلي"، نجد متابعة دولية للتظاهرات الجزائرية الكبرى، بما في ذلك عاصمة الثقافة العربية.. ولكن، لو لم تتمتع الجزائر بالاستقرار في مختلف الجوانب، هل كان لها أن تحتضن بنجاح مثل هذه التظاهرات؟ وهل كان بإمكانها أن تولي الاهتمام اللازم للثقافة والإبداع؟لا مجال للفّ أو الدوران لكي نجيب عن هذين السؤالين، فبدون استقرار لن يكون هناك مجال لا لدعم الثقافة، ولا للتنمية بمفهومها العام. كما أن الدبلوماسية الحديثة لم تعد تقتصر على القنوات السياسية التقليدية، بل صارت تعتمد أيضا على ما يدعوه أهل الاختصاص "دبلوماسية الصف الثالث"، التي يقودها الأكاديميون والمثقفون والمبدعون والرياضيون، وقد ثبت أنها، في كثير من الأحيان، أكبر أثرا وأعظم فائدة من قرينتها التقليدية.الوزيرة لعبيدي أيضا تجنبت اللف والدوران، حينما اعتبرت بأنه من البديهي أن لا تستطيع بعض البلدان المشاركة بقوة نظرا لأوضاعها السياسية غير المستقرة، فالطلبة المقيمون بالجزائر، أو السفراء، هم من سيمثلون بلدانهم."أوضاع الجزائر ورهانات جعلتها عاصمة يتداول عليها الوزراء والمسؤولون، ووصولنا إلى وئام ومصالحة وسلم أبرزت مكانتها الخاصة على الساحة الدولية" حسب لعبيدي.ولا يقتصر الأمر على وجهة النظر الرسمية، والجزائرية، ممثلة في وزيرة القطاع، بل هو رأي كثير من أشقائنا في الوطن العربي.. على سبيل المثال، كنا قد طرحنا على الناشر المصري ياسر رمضان، صاحب دار كنوز للنشر والتوزيع، سؤالا عن الوضع الذي تعيشه عديد الدول العربية الشقيقة، وكيف أثر ذلك على المشهد الثقافي العام بالمنطقة، وحمّل الجزائر مسؤولية مادية ومعنوية في حمل لواء الثقافة العربية. وأجابنا رمضان بأن صناعة الكتاب العربية تعرف ركودا كبيرا بعد أحداث الربيع العربي، وذلك نظرا لما تعرفه دول عربية عديدة من اضطرابات، وهو ما يؤثر سلبا على القراءة والثقافة بصفة عامة، لأن المواطن صار لديه أولويات أكثر من القراءة.وأشار هنا إلى أن سوريا مثلا وهي منتجة هامة للكتاب، والعراق وهو مورّد حقيقي للمثقفين، ولكنهم للأسف باتوا مشتتين ومتغربين في مختلف أصقاع العالم.. وما يحدث في هذين البلدين، يقول رمضان، أثّر كثيرا على الوضع العام للكتاب في الوطن العربي. و«لكننا مع ذلك نبقى متفائلين، ونترقب تحسنا لوضع الكتاب العربي"، يقول محدّثنا.نفس السؤال كنا قد طرحناه على الدكتور ربيع كسروان، ممثل مركز دراسات الوحدة العربية، وهو الذي اعتاد المشاركة في صالون الجزائر بشكل مطّرد، حيث حدثنا عن الوضع السائد في الوطن العربي وتأثيره على تراجع صناعة الكتاب، وهو مجال اختصاصه، مؤكدا على نعمة الاستقرار التي تحظى بها الجزائر.حيث اعتبر الدكتور كسروان بأن تأثير الأوضاع الحالية في المنطقة العربية، في ميادين الثقافة وعلى رأسها صناعة الكتاب، أثرت دونما شك، وبشكل كبير، على وضع الثقافة وبالخصوص سوق الكتاب عربيا، وهو ما نلحظه سنة بعد سنة، إذ تسجل مشاكل كبيرة يعرفها الناشرون والمثقفون. وأضاف كسروان: "نحمد الله على أن الوضع في الجزائر مستقر".. مضيفا بأن المجتمع الجزائري مجتمع حي ثقافيا ومعطاء ودائم المتابعة والمطالعة، وأن الجزائر لها رونقها الخاص وطابعها الثقافي الخاص.ولا يتوقف الأمر على تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، بل هي سياسة ثقافية تشمل مختلف التظاهرات الثقافية بالجزائر، وعلى رأسها المهرجانات الوطنية، التي تهدف إلى التنعم بالاستقرار والاستفادة منه في ترقية الثقافة، من جهة، ومن جهة أخرى إظهار هذه النعمة وإبرازها للعالم.. وفي هذا السياق، كانت السيدة فتيحة قدوري، محافظة المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر، قد قالت إن هذا الأخير "فرصة أخرى لإبراز ما تحقق من إنجازات" في الجزائر، كما أنها سانحة لتجسيد التفتح على الآخر، وإظهار أن الجزائر ليس لديها أدنى عقدة من ثقافة الآخر.أما محافظ مهرجان "الصيف الموسيقي بالجزائر"، السيد معمر قنة، فسبق وأن أكد لنا أن أحد أهداف هذا المهرجان هو "إظهار الأمان الذي تعرفه العاصمة"، التي قال عنها قنة إنها "مدينة يطيب العيش فيها"، واعتبر إمكانية النجاح في هذه المهمة ممكنا في ظل توفر كل الشروط وعلى رأسها مجهودات أجهزة الأمن المسخرة للحفاظ على السير الهادئ لمختلف التظاهرات الثقافية.. هي فرصة إذن لنقطف ثمار الاستقرار، وكلنا أمل أن نغتنم هذه الفرصة إلى أقصى الحدود.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)