الجزائر

ارتفاع "جنوني" لأسعار أغراض الرضّع يربك أرباب العائلات البعض أرجعه إلى كثرة الطلب


ارتفاع
عرفت مستلزمات وأغذية الرضّع ارتفاعا كبيرا في الأسعار مع زيادة الطلب عليها من قبل العائلات، وحاجتهم الماسة إلى تلك المواد المهمة بالنسبة لأطفالهم، وهو ما دفع بعض التجار إلى استغلال هذا الأمر ليضاربوا بأسعارها.
تعتبر أغذية وحاجيات الرضّع من الأمور الضرورية التي لا تستطيع تلك الفئة الاستغناء عنها، إلا أنّ أسعارها تشهد ارتفاعا إلى مستوى لا يناسب الحالة المادية لبعض الأسر، بالرغم من أنّ تلك المواد من ضمن الأشياء التي لا تستطيع تلك الفئة التخلي عنها، وهو ما أدى إلى ظهور أعباء جديدة عليهم حمّلت الأسر المحدودة الدخل ميزانية ثقيلة لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية.
ومع زيادة الطلب على تلك المواد الأساسية استغل الكثير من التجار حاجة الرضّع اليومية إليها لتلحق المضاربة بالأسعار حتى تلك المواد التي يتم اقتناؤها يوميا، من طرف الأسر حتى التي تعاني من سوء حالتها المادية، وهذا ما دفعنا إلى القيام بجولة استطلاعية والتوجه إلى أحد المراكز التجارية المتواجدة بشارع حسيبة بن بوعلي لنقف عند الأسباب المؤدية إلى ارتفاع تلك الأسعار.
وقد أكد لنا البائع المتواجد بنفس المكان أن المواد الخاصة بالرضّع قد عرفت ارتفاعا نظرا لقلة استيرادها من الخارج إضافة إلى ندرتها بأسواق الجملة، ويضيف أن بعض الزبائن يفضلون أغذية الرضّع المستوردة نظرا لنوعيتها الجيدة والمضمونة مقارنة بالمحلية.
وجدنا بنفس المحل التجاري زبائن يقفون حائرين أمام لافتة الأسعار التي وصفوها بالباهظة واضطر الكثيرون إلى إعادة حساباتهم، في كيفية سد احتياجات أطفالهم الكثيرة لدفع الفاتورة الباهظة الثمن أو الاكتفاء بالقدر القليل وحرمان الرضيع من بعض الأمور، وهو ما أكده لنا أحد الزبائن الذين التقينا بهم بالمكان حيث أخبرنا أنه يضطر لشراء قطعة واحدة من الحفاظات يوميا لطفله نظرا لحالته المادية الصعبة التي لم تمكنه من اقتناء كمية كبيرة منها، كما يضيف أن راتبه المحدود أصبح لا يكفي حتى لسد مستلزمات رضيعه الكثيرة التي لا يستطيع الاستغناء عنها بسبب الأسعار المرتفعة التي عرفتها.
انتقلنا إلى أحد الصيدليات فلاحظنا ارتفاعا بأسعار أغذية الرضّع المتواجدة حيث وصل سعر حليب الرضيع العادي جدا إلى 400 دينار، أما عن الغذاء الخاص بتلك الفئة فقد تجاوز 300 دينار، أما عن أسعار الحفاظات فحدث ولا حرج حيث وصلت إلى 600 دينار. وأرجعت صاحبة الصيدلية التهاب الأسعار إلى قلة العرض مقابل زيادة الطلب عليها، وعن الزبائن فتقول إن أغلبهم من ميسوري الحال أما محدودي الدخل فقالت إنهم يتراجعون عن شرائها بمجرد سماعهم لأسعارها المرتفعة.
وتتسبب المضاربة التجارية بأسعار مستلزمات الرضّع الضرورية التي تمس أغذية الرضّع في جعل تلك الفئة معرضة لسوء التغذية، خاصة وأن بعض الأمهات يكتفين بحليب البودرة المخصص للكبار وأحيانا حليب الأكياس الذي تقتنيه الأسر يوميا عوضا عن حليب الأطفال، إضافة إلى الحفاظات التي تعتبر من ضمن الأشياء التي يجب شراؤها بشكل يومي من قبل الأسر التي تضطر إلى اقتنائها لأطفالها الرضّع، حتى وإن كانت قدرتها المادية لا تتناسب مع أسعارها، ومع الارتفاع الذي عرفته تلك المستلزمات تضاعف الحمل عليهم، فمنهم من اضطر إلى التضحية بممتلكاته في سبيل شراء ما يحتاجه أطفالهم من مستلزمات تتطلب استخدامها بشكل يومي، وهو ما حدثتنا عنه جميلة التي اضطرت إلى بيع جميع مجوهراتها لشراء حليب رضيعها، وقد أشارت أن حالتها الصحية المتدهورة منعتها من استبدال هذا الحليب بالرضاعة الطبيعية.
فريدة هي الأخرى إحدى الأمهات اللواتي ضقن ذرعا من تكاليف مستلزمات أطفالها الباهظة الثمن التي فاقت ما تمتلكه من إمكانات مادية، وحسب قولها فإنها استبدلت الحفاظات العصرية بالتقليدية إضافة إلى استبدال أغذية رضيعها بما يتواجد في منزلها من خضروات تقوم بتحضيرها كوجبة أساسية لطفلها، كبديل للأغذية التي تباع في الأسواق، وقد أشارت خلال حديثها أن أسعارها لا تتناسب مع قدرتها الشرائية.
لقاحات مفقودة بالمستشفيات وعائلات تتكبد عناء شرائها
تتسبب ندرة اللقاحات الضرورية الخاصة بالأطفال التي تحدث بين فترة وأخرى في وضع العائلات في مواقف حرج، خاصة بسبب المضاربة التي يقوم بها بعض التجار لرفع أسعارها في الأسواق، خاصة وأن العائلات مضطرة لاقتنائها قصد حماية الرضيع من العديد من الأمراض.
وتعتبر اللقاحات من الأشياء الضرورية التي تعمل على وقاية الرضّع من الأمراض، إلا أن ندرتها بالمستشفيات العمومية أدت إلى المضاربة في أسعارها التي تشهد ارتفاعا لدى الخواص، مستغلين زيادة الطلب عليها لتبقى الأسر المحدودة الدخل ضحية لمثل هذه التصرفات التي امتدت إلى الخدمات الصحية، وما زاد من صعوبة الوضع على العائلات أن أصحاب بعض الصيدليات وحتى بعض العيادات الخاصة، قد استغلوا الحاجة الكبيرة لها ليرفعوا من أسعارها بالرغم من درايتهم بوضعية بعض الأسر المادية الصعبة، وهو ما أكده لنا جمال حيث أكد لنا أن إحدى الممرضات أخبرته بنفاذ اللقاح من المستشفى ثم شاهدها تمنحه خلسة لأحد أقاربها وهو ما اعتبره تصرف يعرض حياة الرضّع للخطر، كما يضيف أنه اضطر لشراء هذا اللقاح من الصيدلية بسعر باهض وصل إلى 2000 دينار رغم أنه من أصحاب الدخل المحدود على حد قوله. كما أكدت لنا إحدى الأمهات أنها اضطرت لاقتراض المال لتشتري اللقاح الخاص بالتهاب الكبد الفيروسي خوفا من تعرض طفلتها الرضيعة للأمراض.
لتبقى الأسرة المحدودة الدخل حبيسة مضاربة الأسعار بعد أن تعمد بعض التجار استغلال زيادة الطلب على مستلزمات الرضّع وحاجتهم الماسة إليها، ما دفع ببعض محدودي الدخل إلى الاستغناء عنها ما قد يتسبب في تعريض الرضّع لسوء التغذية أو الإصابة بالأمراض.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)