الجزائر - A la une

احتفاء خاصّ بالشاعر المقتدر سي محند أومحند


نظّمت مؤسّسة فنون وثقافة بفضاء النشاطات بشير منتوري، في إطار الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية لقاء فكريا نشّطه كلّ من حميد بيلاك أستاذ في الأنثروبولوجيا والكاتب رمضان لعراب، تم التطرّق فيه إلى القيم الثقافية لينّاير، وما تتضمّنه صور الاحتفالات من مظاهر التلاحم التي تعود جذورها إلى صلب الثقافة الشعبية الوطنية.. إلى جانب استذكار سيرة "سي محند أومحند" الذي يعتبر من أعلام الشعر الأمازيغي.تناول أستاذ الأنثروبولوجيا حميد بيلاك في محاضرته الموسومة بعنوان "ينّاير الاحتفال وأبعاده الثقافية"، الجانب الرمزي والدلالي لاستقبال المناسبة الوطنية "ينّاير" وذلك من خلال الممارسات والعادات والتقاليد المميّزة، فضلا عن الاحتفالات والتعبيرات البصرية والفولكلورية التي تطبعها، وأكّد على أنّ الاحتفال هو محطة هامة ووسيلة لإرساء هوية ثقافية، بحيث يحيي هذا التقليد، المتجذّر في الحكايات الشعبية القديمة لشمال أفريقيا.
وفي سياق عرضه قال إنّ الاحتفالات هي فرصة لتجديد الغنى التراثي وتكييفه مع متطلّبات الوقت الراهن، وفرصة لتحقيق تنمية ثقافية مستدامة وتكريس للفكر الأمازيغي الجزائري وفق دراسات أكاديمية ومراجع تاريخية، وذلك وفقا للشعار الخاص الذي اختير للاحتفالات الرسمية لهذه السنة المتمثل في "ينّاير كنز ثقافي أصيل ووعاء جامع من أجل تنمية مستدامة".
من جهته، قدّم الكاتب رمضان لعراب أهم المحاور التي ارتكز عليه إصداره الموسوم ب«رحلة سي محند أومحند"، حيث تروي صفحاته مسيرة هذا الشاعر الذي اشتهر بالحكمة والوقوف الصارم ضدّ الاستعمار الفرنسي، وتحريض أبناء الجزائر على رفض العبودية والكفاح ضدّ الاستعمار، وأجّج الحماس في النفوس بكلماته الشاعرة، ما جعل فرنسا الاستعمارية تعتقله وتعذّبه عقابا شديدا، وتنفي أفرادا من عائلته إلى كاليدونيا الجديدة، ولكنّه لم ييأس وظلّ يقول شعرا ضدّ المستعمر.
وتابع لعراب وهو يجول بين مجموعة من الإصدارات التي تناولت سيرة الشاعر: "إنّ كلّ أقوال وأشعار السي محند، جمعت بعد وفاته في ديوان (أسفرو Asefru)، الذي طبع سنة1904م، ثم أعاد طبعه الأديب والكاتب مولود فرعون عام 1960 لتصدر طبعة أخرى منقّحة من طرف الأديب مولود معمري عام 1969، وأعيد طبعه وترجمته إلى العربية عام 2000، ويروي هذا الديوان معاناة الشاعر مع الوحدة والحياة ويمجّد في جزء كبير منه التاريخ الجزائري والكفاح ضدّ المستعمر الفرنسي.
وتخلّلت اللّقاء وصلة من قراءة في قصائد شعرية للشاعر الكبير سي محند أومحند، من إلقاء الشاعرة الشعبية مينة بن ميهوب، وتم تنظيم معرض للفنّ التشكيلي والتحف الفنية التقليدية، شاركت فيه نحو 30 عارضة من حرفيات وفنّانات تشكيليات، زيّنّ الفضاء الثقافي بشير منتوري بلوحات تعكس الأصالة الجزائرية والامتداد الأمازيغي العريق، واندرجت أغلب اللّوحات في الفنّ التجريدي.
اختتمت الأمسية الفكرية الثقافية المتنوّعة بمأدبة عشاء على طبق الكسكس، كما ارتأت مسؤولة الفضاء الثقافي الشاعرة فوزية لارادي أن تشارك هي الأخرى بإلقاءات شعرية عبّرت فيها عن العمق الحضاري والاجتماعي والثقافي الشعبي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)