الجزائر - 2011 Tlemcen, Capitale de la Culture Islamique

ا لمعطيات العلمية لانتقال العلماء وطلاب العلم بين الأندلس وتلمسان خلال القرن السادس للهجرة




شهد المغرب الإسلامي على العموم خلال القرن السادس للهجرة ازدهارا حضاريا، وعدت هذه المدة من أخصب المراحل التاريخية التي مر بها لاسيما في معطياتها الحضارية والعلمية منها على وجه الخصوص وزخرت مدنه بطلاب العلم في العلوم وصار له دوره الواضح في تغذية شريان الثقافة الإسلامية بما قدم من علم وعلماء ، و أصبحت صلة الأندلس وثيقة بعموم المغرب الإسلامي وصاحب ذلك انفتاح فكري أندلسي على المغرب الإسلامي وظهرت حركة تنقل للعلماء وطلاب العلم الأندلسيين في مراكز مراكز الاستقطاب العلمي ومنها تلمسان ، وبنفس الوقت انتقل أبناء تلمسان لينهلوا من علوم الأندلسيين. وعند استقراءنا للنصوص التي قدمتها كتب التراجم التي تبحث في سيرة العلماء وجدنا خلال القرن السادس للهجرة حركة انتقال دائبة للعلماء وطلاب العلم بين الأندلس وتلمسان من الجانبين ، اذ رحل الأندلسيين الى تلمسان وبنفس الوقت انعكست الصورة ورحل تلمسانيين الى الأندلس وان اختلف الأسباب التي كانت وراء ذلك لدى الجانبين الا ان النتيجة الايجابية لذلك كانت واحدة بالتبادل العلمي بين الطرفين وهذا ما سنحاول دراسته في بحثنا الذي سنقسمه الى ثلاثة محاور هي :المحور الأول نعالج فيه الأسباب التي أدت إلى ذلك الانتقال ومنها اسباب عامة تتعلق بالازدهار الحضاري والوحدة السياسية فضلا عن أسباب خاصة كوجود عدد من الشخصيات العلمية المهمة في الأندلس او تلمسان حرص العديد من طلاب العلم على لقائها على سبيل المثال ابو علي الصدفي الذي اصبح قبلة طلاب الحديث النبوي الشريف في الأندلس اذ رحل اليه من تلمسان ابو الحسن علي بن عبد الرحمن وابن الصيقل يحيى بن عيسى لأخذ الحديث النبوي الشريف عنه . المحور الثاني نتناول فيه ابرز الراحلين من الطرفين ونعرف بحصيلتهم العلمية التي نهلوها من بلدهم قبل انتقالهم إلى الأندلس او تلمسان لاسيما وان منهم شخصيات مهمة مثل محمد بن عبد الرحمن بن علي التجيبي الأندلسي الذي دخل تلمسان واستقر بها و قاضي تلمسان ابو عبدالله محمد بن عبد الحق الذي رحل الى الأندلس واخذ فيها عن علمائها وبعد ذلك عاد الى تلمسان . المحور الثالث نبحث فيه نتائج ذلك الانتقال عن طريق معرفة ابرز العلوم التي حظيت باهتمام الطرفين وتسليط الضوء على ابرز النتاجات العلمية التي دخلت الطرفين عن طريق ذلك الانتقال ووسائل ذلك ، على سبيل المثال هناك من الأندلسيين ممن لم يرحلوا الى تلمسان ولكن وصل علمهم اليها عن طريق طلابهم لاسيما من استقر منهم بتلمسان مثل احمد بن سلمة بن احمد من أهل لورقة دخل تلمسان واستقر بها وفيها قام برواية ما أخذه عن شيوخه الأندلسيين منهم ابن بشكوال وابي اسحاق بن قرقول.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)