إنزال عسكري وديبلوماسي عربي وأوروبي في الجزائر

وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة قطر في زيارة إلى الجزائرعرفت الجزائر خلال فترة قصيرة، إنزالا كبيرا من قادة عسكريين وديبلوماسيين عرب وأوروبيين، حيث شكلت القضية الليبية محور اهتمام من طرف الزوار، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.رغم أن البرقيات الرسمية حول الزيارة التي قادت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأسبوع الفارط، إلى الجزائر، أكدت أنها تندرج في إطار حرص البلدين الشقيقين على تمتين وتعزيز أواصر الأخوة والتعاون في كافة المجالات، وتكريس سنة التنسيق والتشاور السياسي بينهما حول مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلا أن مصادر إعلامية اشارت إلى أن زيارة ولي عهد ابو ظبي، جاءت لإزالة سوء التفاهم الذي تبع وقف سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالجزائر، منح تأشيرات السفر للرعايا الجزائريين لأقل من 40 سنة، فيما ذهبت جهات إلى التأكيد على أن الإمارات ترغب في الاطلاع على تفاصيل المبادرة الجزائرية المتعلقة بتنظيم حوار الأطراف الليبية المتناحرة، الذي ”تشكك” أبوظبي في إمكانية نجاحه.وجاءت تحركات الإمارات في أعقاب زيارة قائد أركان الجيش الفرنسي، الفريق بيير دو فيلي، إلى الجزائر ولقائه الفريق أحمد ڤايد صالح، وزيارته الناحية العسكرية الرابعة في ولاية بسكرة، القريبة من الحدود الليبية، ما جعل الزيارة تحمل أبعادا سياسية أمنية، وفتحت باب التأويل بأن فرنسا تبحث عن مساعدة الجزائر للتدخل عسكريا في ليبيا.فيما أكدت مصادر أن الزيارة تندرج في إطار الضغط على الجزائر لإقحامها في الأزمة الليبية، علما أنه من المهم بالنسبة للدول الغربية أن توافق الجزائر على مخططاتها للتدخل، بالنظر إلى دورها المحوري والمكانة التي تحظى بها إقليميا، كما أنها ستضطر لا محالة إلى استعمال مجالها الجوي في العملية، ما يجعل الموقف الجزائري يشكل حجر عثرة أمام مساعيها، ولهذا تسعى للضغط بشتى الطرق لتحظى بمباركة الجانب الجزائري.هذا ولقيت مساعي الجزائر استحسانا لدى الطرف الأمريكي وحتى الأوروبي، وتأكد ذلك خلال لقاءات وزير الخارجية رمطان لعمامرة، مع كاتب الدولة الأمريكي جون كيري، ومسؤولين آخرين على هامش انعقاد الدورة العادية ال69 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، وخلال اجتماع وزاري لدول الجوار الليبي، إضافة إلى استقبال عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية، للمبعوث الخاص الأمريكي ديبورا جونس، والمبعوث الخاص البريطاني لليبيا جوناتان باول، والتي حملت زيارتهما رغبة في التعرف على محتوى المبادرة الجزائرية لحل الأزمة الليبية.وبدعوة من الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، يتواجد اللواء الركن حمد بن علي العطية، وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة قطر، بالجزائر، في زيارة تستغرق يومين، حيث أوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه سيكون للطرفين بمناسبة هذه الزيارة محادثات من أجل الوقوف على الوضع الحالي لعلاقات التعاون العسكري، والنظر في سبل ووسائل تعزيزها وتوسيعها إلى مجالات اهتمام أخرى مفيدة ومثمرة لجيشي البلدين.