الجزائر

إنتاجية العمل في الجزائر لا تتجاوز 33 % المعدّل يتراجع إلى مستوى كارثي في شهر رمضان


إنتاجية العمل في الجزائر لا تتجاوز 33 %                                    المعدّل يتراجع إلى مستوى كارثي في شهر رمضان
كشف الدكتور “بشير مصيطفى”، أنّ انتاجية العمل في سوق الشغل الجزائرية، لا تتجاوز بحسب التقديرات 33 بالمائة، وهي درجة ضعيفة للمؤشر بالمقارنة مع ما يحدث في دول منتجة للثروة مثل تركيا، أين يبلغ متوسط ساعات العمل الفعلية لأي موظف تركي 55 ساعة.
في تصريحات حصرية ل “السلام”، عزا “د. مصيطفى” ما يحصل في الجزائر من عزوف غريب عن العمل، إلى نمط منظومة العمل في الجزائر، حيث نجد ما يلي: 15 بالمائة من اليد العاملة النشطة تشتغل في قطاع الإدارة، أي 30 بالمائة من الوظيف العمومي، وهو ما يؤدي إلى تدني الانتاجية تحت ضغط تضخم عدد الموظفين.
ويدرج الخبير الاقتصادي البارز عاملا ثانيا يتعلق باحتلال الوظيف العمومي 40 بالمائة من سوق العمل، حيث تغيب المراقبة وتضعف العلاقة بين الأجور، التعويضات وإنتاجية العمال، كما لا يستبعد مصيطفى الطبيعة العائلية للقطاع الخاص، حيث هناك 400 ألف مؤسسة تضعف فيها العلاقة أيضا بين التعويضات ونصيب العمال في الثروة، وطبعا الأمر ينطوي في النهاية على آثار اقتصادية غير محمودة.
ويسجّل الأستاذ بكلية العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر، تراجع مؤشرات الإنتاجية في رمضان للأسباب التالية: الخلفية الثقافية للعامل الجزائري على أساس أنّ رمضان شهر العبادة، وبالتالي يقلّ عطاء كثير من العمال تحت غطاء “التفرغ للعبادة”، ويركّز محدثنا أيضا على التسيب في الإدارة، حيث يتخذ البعض من الصوم ذريعة لتقليل ساعات العمل، فيما يلجأ آخرون إلى تكثيف العطل المرضية وطلب العطلة السنوية خلال رمضان، وهي سلوكات تعززها خلفية اجتماعية، حيث نجد ركودا عاما في النشاط بشكل عام أثناء أيام الصيام.
من الجانب العلمي، يفسّر “د. مصيطفى” الظاهرة بكون العامل الجزائري في رمضان يجد نفسه في حالة “السواء” من حيث تحقيق المنفعة بين العمل والراحة بسبب تدني الأجور في القطاع العام، وضعف التحفيزات وضعف المراقبة فيميل إلى عدم العمل.
بالمقابل، يشير الدكتور مصيطفى في نفس الوقت إلى ازدهار العمل في مجموع النشاطات الموازية ذات العلاقة بالاستهلاك على منوال ما هو حاصل في الأسواق غير الشرعية والطاولات التي تقترح سلعا لها صلة بشهر رمضان وكذا عيد الفطر، على منوال الحرف الموسمية الخاصة بشهر الصيام في قطاع الصناعات الغذائية والتوزيع والحلويات.
بيد أنّ مناصب العمل المذكورة تتسم بطابعها المؤقت، وليس لها تأثير في المؤشر العام للإنتاجية، علما أنّ هذه الأنشطة التجارية تزدهر ويمارسها أصحابها من الصباح الباكر إلى أوقات متأخرة من الليل، وهي مدعومة بتراخي الحكومة في مراقبة السوق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)