إقرا واعتبر...لن أصير أمّا بعدما أجهضت الحمل وخسرت الرّحم

تحية طيبة وبعد: معتوه من يكفر بنعمة الله، ويتطاول على أحكامه، ومجنون من يحسب نفسه أسرع من القدر بل أمسك بزمام أمور حياته بين يديه فلن تنفلت منه أبدا، ليكون بوسعه التخطيط للمستقل مثلما يحب ويشتهي، وهذا ما فعلته حين رفضت الإنجاب بعد زواجي مباشرة، لأن طموحي في الحياة، كان أكبر بكثير أن ينحصر في القيام بدور الزوجة والأم، مما جعلني أجهض حملي لأكثر من مرة، رغبة مني في مواصلة مشواري الدراسي وطموحي العلمي من دون معوقات، لم أكن أفكر للحظة بأن ما أقدمت عليه يداي جريمة شنعاء، كيف لا وهو قتل أرواح بريئة لا حول لها ولا قوة .لقد فعلت فعلتي ولم أخبر زوجي، أخفيت عنه الأمر، لأنه ما كان ليوافق، وبعد مرور سنوات عن الذي حدث وصار، ويوم رغبت في الإنجاب وانتظرت أن تنقطع دورتي الشهرية، كي أسارع للقيام بالفحص الأولي للحمل، لم يحدث هذا الأمر وانتظرت لعدة أشهر، وبعدها ذهبت إلى طبيبة النساء، كي تساعدني على الإنجاب، فاكتشفت ما لم يخطر على بالي أبدا.لقد تبين بعد مسح شامل لبطانة الرحم، وإجراء عدة تحاليل وفحوصات، أن المكان يحتوي على ورم خبيث، لم يبلغ بعد مرحلة الانتشار، وحتى لا يحدث ذلك كان لزاما علي استئصال الرحم، لكي أنجو بنفسي من قبضة السرطان، لم يكن الوقت كافيا فأجريت العملية وانتهى كل شيء.لقد عشت والخوف يسكنني من عودة هذا الخبيث، ولكن لله الحمد والمنة لم يحدث هذا الأمر، بالرغم من ذلك، لا أشعر بالطمأنينة أبدا لما أقدمت عليه في الماضي، فكيف هان علي قتل أولادي قبل أن يبصروا النور، كيف سولت لي نفسي فعل ذلك، ولأن الله يمهل ولا يهمل، فقد حرمني من العضو الذي كان فراشا لأجنتي وقرار مكين، بالرغم من ذلك بلغته بجهلي وعن طريق خلطات تقليدية اخترقت هذا المكان وسلبت من كانوا فيه حق الحياة، فكان هذا جزائي في الدنيا ناهيك عما ينتظرني يوم تشخص الأبصار وتذهل كل مرضعة وتضع كل ذات حمل حملها، يوم ترى الناس سكارى وماهم بسكارى. @ رتيبة/ الشرق