الجزائر - A la une

إعلامنا و"ضراير نعيمة"؟!



إعلامنا و
في الغرب ألهبت صور كيم كارديشيان العارية مواقع التواصل الاجتماعي، في حملة لتلهية الإنسان الغربي عن واقعه المرير، وما تقوده بلدانهم من فوضى في العالم لا تصب في مصلحته بقدر ما تصب في حسابات تجار السلاح والسياسة.وعندنا نحن ألهبت تصريحات رئيسة حزب إسلامي الشبكة، وهي تتفاخر بأنها مع تعدد الزوجات وأن زواج زوجها بمثنى وثلاث ورباع لا يقلقها، بل هو نعمة سينعم الله بها عليها لتدخل الجنة راضية مرضية.وعندنا أيضا ارتفعت حدة الغضب دائما على مواقع التواصل الاجتماعي لأن مدير الجمارك منع الجمركيات من ارتداء الخمار، وجعلت الأحزاب الإسلامية من هذا القرار قضيتها وراحت كعادتها تضرب “الريح بالهراوة” لأنها غير قادرة على طرح المشاكل الحقيقية على طاولة النقاش، علما أن تعليمة بودربالة عمرها سنتان، ولم تتفطن هذه الأحزاب والمتباكين على شرف النساء إلا اليوم، لأن الجمارك قررت تنفيذ تعليمة ربما بعدما تأكد مديرها أن الرياح التي هزت عرش هامل الشهر الماضي صارت بعيدة عنه.هذه من النعم التي أنعمت بها علينا الديمقراطية، النقاش الهامشي وترك لب الحديث، وتناسى ما آلت إليه البلاد، في هذا الظرف الصعب الذي تمر به.فمن يقوى على التساؤل عن صحة الرئيس وعن مدى صحة ما تؤكده وسائل الإعلام الفرنسية التي كانت أول من يخبرنا بدخول بوتفليقة إلى مستشفى لأمراض القلب بغرونوبل الفرنسية، وأول من يبشرنا بخروجه واتجاهه إلى المطار عائدا إلى الجزائر، في الوقت الذي بكمت كل الأصوات بالداخل، ولم يعد هناك من يقدر على تكذيب أو نفي أو تأكيد المعلومات المتداولة على كل وسائل الإعلام العالمية؟حتى زمن بومدين والحزب الواحد، عالجت وزارة الإعلام وقتها أخبار مرض بومدين بصورة أحسن، وكانت تفتتح نشرات الأخبار التي كان ينتظرها الجزائريون بشغف ب”ما زالت برقيات التعاطف والتمنيات بالشفاء العاجل للرئيس هواري بومدين...”، في غياب تفاصيل عن مرضه وعلاجه وأين يتواجد...فبعد أزيد من عشرين سنة من التعددية السياسية والإعلامية ما زال الجزائريون يستقون معلوماتهم من الإعلام الخارجي، وما زالت السلطة تتعنت وترفض إعلام مواطنيها بحقيقة ما يتداوله الإعلام الخارجي عنا!؟ولم نستخلص الدرس من التجارب السابقة، إذ كان الإعلام الفرنسي في كل مرة يكشف ما تريد الجهات الرسمية التستر عليه. وكان كافيا أن تصدر رئاسة الجمهورية أسطرا تسميها بيانا إن شاءت، وأن تقول إن الرئيس ذهب لإجراء فحوصات روتينية، وتقطع دابر الشك لأن سكوتها قد يفهم منه أن الوضع خطير وأن السلطة وقعت في ورطة ما ولم تجد ما تقوله لمواطنيها!؟لا بأس إذاً أن نتلهى بأخبار ضراير لالا “نعيمة” و”ديوانيات” بودربالة، ونغرق في التفاهات!؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)