الجزائر - A la une


إضراب "الكناباست"..بين شرعية المطالب وصمت الأولياء


إضراب
عاد مرة أخرى قطاع التربية بولاية بومرداس، ليغرق في متاهات الأزمة وعدم الاستقرار بعد فترة من الهدوء النسبي، حيث شلت، أمس، أغلب المؤسسات التعليمية وخاصة الثانويات نتيجة الإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة الكناباست لتجديد مطالب مهنية واجتماعية أصبحت لصيقة بالقطاع منذ عقود، مقابل تنديد من طرف الأولياء وحتى بعض الأساتذة الذين رأوا فيه نوعا من البزنسة في حق البراءة واتهموا جهات بتشجيع الدروس الخصوصية على حساب المدرسة الجزائرية..وصف المنسق الولائي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية "الكناباست الموسع"، عبد الرزاق صالحي، في اتصال مع "الشعب" الإضراب بالناجح ويعكس مدى نضج الأساتذة في التمسك بمطالبهم المشروعة التي لم تتجسد في الواقع رغم وعود الوزارة المقدمة في كل مرة لنقابات القطاع.وعن سير عملية الإضراب في يومه الأول ونسبة الاستجابة أكّد صالحي بالقول"لقد سجلنا لحد الآن استجابة واسعة في الميدان خاصة على مستوى الثانوي حيث دخلت 41 ثانوية في إضراب من أصل 42 ثانوية بنسبة تتراوح بين 85 بالمائة إلى 90 بالمائة نظرا لوجود حالات استثنائية لبعض الأساتذة المتربصين أو غير المنضوين تحت مظلة النقابة، في حين استجابت حوالي 70 إكمالية للإضراب من أصل 90 إكمالية بنسبة قد تصل حتى 70 بالمائة، بالمقابل تبقى النسبة في الإبتدائي متباينة ولم نستطع حصرها لحد الساعة لكنها قوية، حيث شهدت عديد المؤسسات استجابة تامة وأخرى جزئية، لكن رغم ذلك فهو مؤشر على نجاح الإضراب ودليل على مدى تغلغل النقابة في عمق القطاع..".وفي سؤال عن طبيعة المطالب المرفوعة واستراتيجية النقابة في تسيير الإضراب، عاد ممثل نقابة الكناباست مرة أخرى للتموين من الأرشيف ومحاولة إعادة بعث الحياة في مطالب استهلكت الكثير من الوقت والجهد على رأسها معالجة الخلل في القانون الأساسي، طب العمل، السكنات الوظيفية، إعادة النظر في قانون التأهيل والترقيات لبعض الرتب، ثم ملف الخدمات الاجتماعية من خلال دعوة الوزارة إلى تفعيل اللجان الخاصة بجرد ممتلكات قطاع التربية لفترة تجاوزت 16 سنة من تسيير النقابة السابقة، أما الاستراتيجية التي تخوضها النقابة في إدارة الإضراب على حد وصف النقابي، فهو الضغط المتواصل على الوصاية وليس مبدأ خذ وطالب، كما تحاول الكناباست أيضا التلاعب بالمصطلحات من خلال إعلان إضراب متجدد آليا وليس إضرابا مفتوحا، وبالتالي فإن الكرة الآن في مرمى الوزارة يقول عبد الرزاق صالحي لتحديد فصول القضية.هي حكاية صراع ثنائي بالمراحل والأشواط بين نقابات قطاع التربية والوصاية، بعد استبعاد الطرف الثالث الذي يبدوا أنه فقد كل التوازن ولم يعد بمقدوره تقديم حلول وسط أو حتى إسماع صوته، وهي الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ وحتى الفدرالية الولائية لبومرداس التي وجدت نفسها على هامش الأحداث، رغم ذلك تبقى العديد من الأصوات المرفوعة من قبل الأساتذة الذين سئموا كثيرا من هذه الوضعية، خاصة وأن اختبارات الفصل الثاني على الأبواب، كما ندّد أساتذة آخرون تحدثوا للشعب باستغلال مناضلين وأعضاء في المكتب الولائي لنقابة الكناباست الفرصة لتقديم دروس خارجية لتلاميذ النهائي ب 1000 دينار للشهر بالموازاة مع الإضراب، مقابل الزج بأبناء الغلابى من القطاع في متاهات مفتوحة بحجة الدفاع عن حقوق العمال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)