الجزائر - A la une

إشكالية الإعلام ودوره في خدمة الإنسان


إشكالية الإعلام ودوره في خدمة الإنسان
طرحت ورشة المؤتمر الدولي حول الأنوثة و ثقافة السلم" نهاية الأسبوع المنظم من طرف مؤسسة جنة العريف و الجمعية الدولية غير الحكومية للطريقة الصوفية العلوية بقصر الاتفاقيات أحمد بن محمد (وهران) إشكالية " كيف نجعل الإعلام في خدمة الإنسان " و التي نشطها جمع من الصحفيين الأجانب و الجزائريين و هم بتريك بيسكي ( جمعية السنونوات العالمية المهتمة بشؤون الشباب و المرأة ) فيليب دوسان (مدير المشاريع الدولية في قناة TV5 الفرنسية) ، الشريف لحديري (الوطن ) ،ليلى بوكلي المترجمة السابقة لدى رئاسة الجمهورية والمديرة السابقة للقناة الإذاعية الجزائرية الثالثة و فاطمة شمنتل (الجمهورية ).و اتضح جليا من خلال مداخلات منشطي الورشة و النقاش الذي أثراه المتدخلون من الجمهور المهتم بالإعلام و الاتصال أن الإشكال المطروح حاليا يتمثل في السرعة التي فرضتها التكنلوجيا الحديثة في مجال تدفق المعلومة و قدرة المتلقي على التعامل معها ، و أيضا مسؤولية الصحفي في تقديم إعلام متكامل من حيت الشكل و المضمون و هنا يُطرح إشكال آخر و هو تكوين الدوري و المستمر للصحفيين و أيضا طرح المتدخلون مسألة التخصص الإعلامي و هو الشيء الذي لا يزال يفتقده الصحفي الجزائري بشكل عام .و حول طبيعة الخبر الذي يصل إلى المتلقي و مدى صحته و دخول ذاتية المحرر فيه الذي قد يسهب في التحليل أو التعليق أصرت السيدة بوكلي على ضرورة التقيّد بميثاق أخلاقية المهنة و أيضا إشراك المتلقي في صناعة الخبر بإثراء الإعلام الجواري .و قد استعرض من جانبه باتريك بيسكي تجربة جمعيته الإعلامية في عديد البلدان الإفريقية منها الكونغو الديمقراطي و اشكالية صعوبة الوصول إلى إعلام يشرك الإنسان كطرف في هذا الفضاء بدل سيطرة الخبر الرسمي على الخبر الإعلامي.و لم يفوّت فيليب دوسان الفرصة للحديث عن تجربته في وسائل الإعلام الفرنسية واستطلاعاته في عديد الدول حيث وقف في طريقة الوصول إلى الخبر و كيفية عرضه و ارتباطه بالقنوات الرسمية في مقارنة بين الإعلام الغربي و إعلام العالم الثالث .في حين دافع شريف لحديري عن الإعلام الخاص و طريقة تعامله مع تقديم الخبر.و استعرضت صحفية الجمهورية كيفية جعل الإعلام في خدمة الإنسان من خلال معرفة ماذا نتلقى كخبر و طريقة تسيير هذا الخبر دون السقوط رهينة في شباك الجهات التي تروج لهذا الخبر من مجموعات الضغط التي قد تكون سياسية أو مالية أو حزبية .كما تطرقت إلى ضرورة إعداد فرد سوي مسلّح بتقنيات التعامل مع الإعلام الذي يتلقاه و ذلك يعود بنا إلى تربية النشء منذ البداية من خلال إدراج برامج تقنية في النظام التربوي دون نسيان دور الأسرة و من خلال هذه التربية يتحقق الحوار المفضي إلى حسن الاتصال دون الترويج إلى عدم المساواة و العنصرية ما قد يفضي إلى انغلاق المجتمعات على نفسها و اذكاء التطرف .و بدى واضحا من خلال النفاش أن الجمهور المتتبع كجزء بسيط من الجمهور الكبير الذي يود نصيبه من الإعلام كطرف صانع له لم يجد نفسه بعد في هذا الإعلام الجزائري الذي تحكمه المصالح سواء الخاص أو العمومي .و لم يفوّت المناقشون الفرصة من أجل التوجه بنقد لاذع لوسائل الإعلام الفرنسية التي جانبت الموضوعية خلال مأساة الجزائر بتسويق أخبار كاذبة و أخرى عنصرية و ثالثة مضخمة من أجل جلب المتتبع و خلص المناقشون الذين طرحوا هذه الفكرة أن الإعلام الفرنسي بدوره في حاجة إلى التقيّد بميثاق المهنة و الابتعاد عن الهدف التجاري .و رغم التعليمات التي تُعطى لوسائل الإعلام العمومية بمختلف أنواعها بضرورة إثراء الإعلام الجواري طرح الجمهور خلال النقاش ابتعاد وسائل الإعلام الحكومية والخاصة عن المواطن و انشغالاته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)