الجزائر - A la une


إدريس بوديبة
كشف محافظ المهرجان الدولي للسماع الصوفي، السيد إدريس بوديبة، عن مشاركة تسعة دول في الطبعة السادسة من المهرجان، ناهيك عن تسعة فرق محلية ارتأت المحافظة أن تثمّن من خلالها، الموروث السماعيّ للجنوب الجزائري بدءا من أدرار، فورڤلة، غرداية، بسكرة، والمسيلة.وفي ندوة صحفية أكد بوديبة أنّ ”السماع” هو لغة التصالح مع الذات في عالم تنهشه الآلام والتمزقات، فلا شيء يعيد الإنسان ليسلك دروب الأمن والسعادة، كالمسموع الصوفيّ بكل تجلياته الإنسانية الراقية التي تسمو بالإنسان إلى عوالم السكينة والمحبات. وأوضح أنّ المهرجان الدولي للسماع الصوفي، هو فضاء لتثمين لغة الروح الممثلة في الشعر الصوفي الراقي الذي يؤدى بمختلف الأصوات والطبوع. مشيرا أنّ الحضور الكبير في مختلف الطبعات السابقة، دليل تعطش لمثل هذه المواعيد الثقافية التي تخلق الانسجام والتوازن داخل الفضاء الثقافي الوطني، ما يعزز الاعتقاد القائل ”إنّ الإنسان كائن صوفيّ قبل أن يكون كائنا ترابيا”. وبذلك، فالأعمال العظيمة التي خلدها التاريخ انطلقت دائما من هاجس الثقافة الروحية، سواء الإسلامية أو الغربية أو الآسياوية.وأفاد المحافظ بأنّ المهرجان عرف منذ تأسيسه، إقبالا جماهيريا واسعا رغم خصوصية الموضوع، وهو ما يؤكد أنّ السماع لم يعد حكرا على الدوائر أو النخب، بل انتزعت دائرته مختلف الفئات من شبان وعائلات إلى طلبة وأساتذة باحثين، ما يعتبر مؤشرا على قدرته في الاستقطاب والتوغل وفقا لجديد كل طبعة. كما حرص على أهمية حضور طلبة الجامعة ومريدي الزوايا بولاية سطيف، كونهم العمق الثقافي والطبيعي لهذه التظاهرة الدوليّة التي ترسي معالم التواصل بين مختلف الأجيال.كشف محافظ المهرجان الدولي للسماع الصوفي، السيد إدريس بوديبة، أنّ انتقاء الفرق المشاركة يتم على أساس الجودة، وأن يتّفق أداء وتخصص المؤدين أو الفرق مع موضوع وأهداف المهرجان، بعد إجراء عمليات استقصاء واستيماء لمختلف الأشرطة التي حصلت عليها بالوسائل المتاحة.وعن الدول المشاركة يقول بوديبة: ”المهرجان في طبعته السادسة، يستضيف تسعة فرق من دول أجنبية هي: مصر، تركيا، تونس، المغرب، إيران، ألمانيا، سوريا، إسبانيا والسنغال.” كما تحدث عن التفاعل والاحتكاك بين الفرق، حيث يسعى المهرجان الدولي للسماع الصوفي لخلق عمل تفاعلي بين الفرق الأجنبية ونظيرتها المحلية، بغية الاحتكاك والتواصل، لتقدم أحيانا، وداخل البرمجة الواحدة، سماعا مشتركا. وعرّج على النشاطات المرافقة للمهرجان، حيث قال إنّ المهرجان لا يكتفي ببرنامجه الفني، وإنّما يُرفق كذلك ببعض الحوامل البيداغوجية المتمثلة في معرض الفنون الإسلامية، الذي تشارك في إغنائه، كل سنة، صفوة التّشكيليين المختصّين في هذا المجال القادمين من ربوع الوطن. وأكد حضور الفنان يزيد خلوفي من مغنية، والفنان مصطفى بوسنة من برج بوعريريج، والفنان عبد الحق جلاب من أم البواقي، في الطبعة الحالية، زيادة إلى سلسلة المحاضرات التي تهتمّ بماهية التصوف وأعلامه في المغرب العربي مثل: ”أبو مدين الغوث”. مشيرا إلى أن تلك المحاضرات العلمية والأكاديمية، طبعت مسبقا، ووُثقت داخل كتاب المهرجان. إلى جانب ورشة تكوينية حول: ”أساليب التعبير في الغناء الصوفي”، يؤطرها ثلاثة أساتذة جامعيين هم: محمد بن عبد الرحمان بن صالح من المسيلة، وعمار مدني من الوادي، ويوسف سلطاني من البليدة، وهي موجهة للفرق الشابة التي تنشط في السماعيات الصوفية.وألحّ محافظ المهرجان، الأستاذ إدريس بوديبة، على الأهمية والدعم الذي توليه السلطات الولائية لهذا المهرجان الدولي، والذي أصبح وجهة ثقافية لها حضورها في يوميات المدينة. مختتما ندوته الصحفية، بالإشادة والتنويه للمرافقة الإيجابية لوسائل الإعلام المحلية والوطنية، ومساهمتها في تقديم الوجه الحقيقي لفن السماع الصوفي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)