إخفاء ينابيع تلمسان وقنواتها

حرص سلاطين تلمسان وحكامها، على إخفاء الينابيع والقنوات التي تزود مدينتهم بالماء، ودفنها تحت الأرض أو تغطيتها، والحفاظ على سرية مكانها، حتى لا يتفطن لها الغزاة المحاصرون للمدينة.
وكان من الأسباب الرئيسية التي جعلت أهل تلمسان، يستسلمون لحصار السلطان أبي الحسن المريني سنة 737هـ/1337م، بعد صمود ومقاومة شديدة دامت أكثر من ثلاثين شهرا، هو اكتشاف المرينيين لمصدر المياه الذي يزود السكان، فقطعه أبو الحسن عليهم وحوله إلى جهة أخرى، فسقطت المدينة في يده 1.
وعندما استقر بها أبو الحسن أعاد لها الماء، وعمل على جلب مصادر أخرى، فأوصل المياه إلى أحياء لم تكن فيها القنوات والصهاريج من قبل، كسويقة إسماعيل، ودرب منشر الجلد 2. كما كانت مدينة تلمسان تزود من عين أخرى تعرف بـ"الفوارة" عبر قنوات تحت الأرض، تبعد عن المدينة بنحو ثلاثين فرسخا 3.
1 : شهاب الدين ابن فضل الله العمري، كتاب مسالك الأبصار في عجائب الأمصار، مخطوط، تونس: دار الكتب الوطنية، رقم 6778، القسم 7، ورقة 206.
2 : محمد ابن مرزوق الخطيب، المسند الصحيح في مآثر ومحاسن مولانا أبي لحسن، تحقيق: ماريا بيغيرا، الجزائر: ش.و.ن.ت، 1981، ص 417.
3 : مارمول كربخال، إفريقية، ترجمة: محمد حجي وآخرون، الرباط: دار نشر المعرفة، 1988- 1989، ج.2، ص 300.