الجزائر - A la une

أوضاع كارثية تنذر بالانفجار في مستشفى علاج السرطان للغرب بوهران


استدعاء موتى لإجراء الفحوصات بعد فوات الأوان
تعيش المؤسسة الاستشفائية “الأمير عبد القادر” المتخصصة في علاج السرطان بوهران، وضعية كارثية بسبب المشاكل الكبيرة التي تنذر بتفجر الوضع في هذا المستشفى الذي يتكفل باستقبال المصابين بمرض السرطان من 14 ولاية للجهة الغربية، وكانت التعطلات المتتالية لأجهزة السكانير، آخرها تعطل قبل أسبوع والتأخر في صرف رواتب الأطباء، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت الأطباء يلوحون بشل المستشفى. وقد أثارت التعطلات المتكررة لأجهزة السكانير عدة تساؤلات عن مصير المرضى الذين صارت حياتهم مرتبطة بتاريخ إجراء الفحص الإشعاعي، وتوفي العديد منهم دون أن يتمكنوا من ذلك. وقد كان المستشفى، المتخصص الوحيد في علاج السرطان بالغرب، يضم ثلاثة أجهزة سكانير، تعطل اثنان منهما منذ عدة أشهر، ليلقى الجهاز الأخير المتبقي المصير نفسه قبل نحو أسبوع.
ويزداد الوضع تفاقما بالمستشفى مع تلويح 100 طبيب مقيم بشل المؤسسة، وهذا بسبب عدم تلقيهم لرواتبهم منذ شهر نوفمبر الفارط دون أي مبرر، حسب ما صرحوا به ل”البلاد”، حيث هددوا بالدخول في إضراب عن العمل يوم الخميس القادم، وهذا بعدما استنفدوا كل الإجراءات مع الإدارة لحل المشكل، حسب ما صرح به مجموعة منهم، والذين أكدوا أنهم راحوا ضحايا وعود الإدارة التي كانت قد التزمت بصرفها في بداية مارس الجاري، إلا أن التأخر في صرفها من دون مبررات على حد تعبير الأطباء المقيمين جعلهم يلجأون الى خيار الإضراب كحل وحيد لإسماع صوتهم خصوصا أنهم كانوا قد تلقوا ردا غير مقنع من الإدارة يرجع فيه مسؤولوها التأخر غير المسبوق في صرف الميزانية الخاصة بهذه الفئة التي تضخها وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، إلى كون الأطباء المقيمين لا يتمتعون بمناصب مالية خصوصا أن الوظيف العمومي يعتبرهم في هذه الفترة كمتربصين لا غير. ومن جهة أخرى طالب الأطباء المقيمون بالمؤسسة من نقابة “c.a.m.ra” التي تمثلهم لدى الاتحاد العام للعمال الجزائريين بالتحرك واصفين فرعهم النقابي بالفاشل بالمقارنة مع نقابات أخرى افتكت حقوق المنتسبين إليها مؤخرا في عديد القطاعات، إذ اكتفى حسبهم فرعهم النقابي المذكور بأشعار بالأضراب سلم لمديرة الموارد البشرية بالمؤسسة قبل 3 أشهر من الآن والتي كانت قد وعدت ممثليهم بصرف أجور المقيمين من الأطباء في بدايات مارس الجاري إلا إن الوعود تبين أنها كانت مجرد مناورة لكسب الوقت وتجنب حركة احتجاجية وشل المستشفى الذي يعاني فيه المرضى والأطباء على حد سواء وتغيب فيه “القوانين” على حد تعبير ممرض ساخط على الأوضاع المهنية التي يواجهها العمال من تعسف خاصة وأن محدثنا تم توقيفه عن العمل ل50 يوما بعد أن طلب منه “تقديم الطعام للمرضى” وتسير الأمور إلى التعفن أكثر فأكثر حسب الأطباء الذين أكدوا أن منحة المناوبة الليلية لم يتلقوها منذ عامين، مؤكدين أنها ستكون في أجندة مطالبهم المشروعة. وأخطر من ذلك فقد طالب أعوان الأمن الداخلي والممرضون والمنظفات بلجنة تحقيق وزارية بخصوص التجاوزات التي تمارس في حق المنظفات اللائي يشتغلن نهارا كاملا ويتلقين مليون سنتيم في الشهر، في الوقت الذي يتم فيه إرغامهنعلى الإمضاء على مقررات تنصيب جديدة كل شهرين بغية التملص من إدماجهن والتلاعب أمام الوظيف العمومي على أساس أنهن عاملات جديدات للتخلص من أقدميتهن وخبرتهن بأساليب وصفتها إحدى عاملات التنظيف ب”الحڤرة” خاصة أنهن يحصلن على عطلة 4 أيام فقط في الشهر، مع العلم أنهن عاملات بالتوقيت الجزئي ويحق لهن العمل نصف يوم فقط، إلا أن تعسف الإدارة وتهديداتها بفصلهن في أي لحظة بسبب التلاعبات في مقررات تنصيبهن جعلهن يرضخن للأمر الواقع ويقبلن “بالحڤرة” على أن يرمين للبطالة خاصة إذا علمنا أنهن لم يتلقين أجورهن على غرار الأطباء المقيمين منذ 6 أشهر كاملة. ويشتغل بعضهن في المطاعم ليلا، وكاد معظمهن يلجأ للتسول في حين ترك نحو 30 عاملة من بين 80 منظفة تضمها المؤسسة، العمل منذ أسابيع تاركة المرضى والمصالح المختلفة في حالة يرثى لها.
ولم تقتصر كوارث التسيير التي أفرزت مثل هذه الوضعية على الإجحاف الممارس في حق المنظفات، إذ يعاني أعوان الأمن الداخلي وسلك الأمانة الطبية من نفس الأوضاع نفسها خاصة أنهم يتلقون أجورا أقل من الأجر القاعدي المضمون وسط ظروف عمل كارثية.
وقد بلغت كارثية الوضع بمستشفى علاج السرطان بالغرب أنه ثمة مصابين وافدين إليه من تم برمجة مواعيدهم سنة 2015، وهو ما يطرح تساؤلا حول مصيرهم. كما أفاد مصدر من المستشفى أن بعض المرضى تم استدعاؤهم للقيام بالعلاج الكيميائي والإشعاعي بعد وفاتهم، بسبب التأخير الكبير في عملية العلاج بالأشعة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)