الجزائر - A la une

أمريكا حاولت التجسّس على الجيش الجزائري


أصدرت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر حكما يقضي ببراءة كل من بن السايح بلقاسم وأمزيان جمال العائدين قبل ثلاث سنوات من سجن غوانتامو بعدما قضيا فترة 12 سنة سجنا، أين خضع أحدهما لإستجواب من قبل القوات الأمريكية بخصوص مواقع ثكنات عسكرية جزائرية وأنواع الأسلحة المنتشرة في الجزائر.وثبت من الملف القضائي أن المدعو بلقاسم بن السايح انتقل من الجزائر إلى باكستان سنة 1990 عبر تونس رفقة أشخاص آخرين ومنها دخل إلى أفغنستان.واعترف المتهم خلال سماعه من قبل الأمن الجزائري أنه سافر بغرض الجهاد في الأراضي الأفغانية في معارك ضد الروس، واستمر انضمامه لجبهات القتال لمدة سنتين، أين كان يعمل لفائدة زعيم الإتحاد الإسلامي في أفغنستان والذي كان يجاهد ضد الحكومة الأفغانية التي يترأسّها محمد نجيب الله.عاد بن السايح إلى باكستان سنة 1992 ليقرّر أداء مناسك الحج سنة 1995 فانتقل إلى السعودية بجواز سفر مزوّر يحمل اسما مستعارا "غلام" منح له من المدعو الاستاذ نور التابع للحكومة المؤقتة الذي كان يتزعمها الإتحاد الإسلامي في افغنستان، ومن السعودية سافر بن السايح إلى اليمن أين حصل على جواز سفر جديد مزوّر يحمل اسم المدعو عبدالكريم الصبّاحي قبل أن ينتقل للعيش في البوسنة بعد نهاية الحرب فيها سنة 1995، وفي سنة 1996 تزوّج من بوسنية تدعى "ألاينا".بن السايح أتهم بمحاولة تفجير السفارتين الأمريكية والإيطالية بالبوسنةوواجه المتهم أمام القضاء البوسني تهمة التزوير، كما وجد نفسه متابع في قضية محاولة تفجير السفارتين الأمريكية والبريطانية في البوسنة، وهي التهم التي مثل بشأنها أمام محكمة البوسنة واستفاد بالإجماع من حكم البراءة، غير أن قرار القضاء البوسني لم يرض السلطات الأمريكية التي عمدت إلى اختطاف بن السايح بلقاسم بعد خروجه من المحكمة رفقة خمسة أشخاص جزائريين آخرين متهمين في نفس القضية ليتم نقله إلى القاعدة الأمريكية في البوسنة رفقة أشخاص آخرين من بينهم ثلاثة جزائريين، اثنين منهم أعيدا إلى البوسنة ورحّل آخر إلى فرنسا، فيما تم ترحيل بن السايح الى غوانتانامو 11 جولية 2002 أين مكث لمدة 12 سنة. 7 آلاف بوسني يخرجون إلى الشارع بعد اختطاف بن السايحوعرفت قضية الجزائريين الستة ضجة إعلامية كبيرة بفعل ما نقله الإعلام البوسني بخصوص واقعة اختطاف المتهمين بعد استفادتهم من البراءة من محكمة البوسنة من قبل جماعة ملثمة تبين أنها تابعة للقوات العسكرية الأمريكية ما أدى إلى خروج قرابة سبعة ألاف بوسني إلى الشارع.وخلال تواجده في سجن غوانتانامو خضع بلقاسم للإستجواب من قبل القوات الأمريكية بخصوص ثلاث ثكنات عسكرية تتواجد في منطقة أفلو بولاية الأغواط، كما عرضت عليه خريطة وصور تتعلق بتوزيع الأسلحة وأنواع الأسلحة المتواجدة في الجزائر، ولكن بن سايح أكّد للضبطية القضائية الجزائرية أنه رفض تقديم أي إجابات بخصوص تلك الأسئلة.وتبيّن من الملف القضائي الخاص بالمتهم أمزيان جمال أنه سافر سنة 1992 إلى النمسا ومنها إلى كندا، قبل أن يلتحق بالأراضي الأفغانية، ولكنه أنكر المشاركة في أي عملية قتالية في أفغنستان، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه في إطار حملة التوقيفات التي كانت تطال العرب الموجودين في أفغنستان ليتم ايداعه سجن غوانتانامو.من جهتها، أكّدت حسيبة بومرداسي محامية المتهمين أن عديد الجزائريين وعلى غرار شباب مختلف الدول الإسلامية كانوا يسافرون الى أفغنستان للجهاد ضد الروس سنة 1990 بدعوات من حكومات بلدهم وبلغ عددهم 23 ألف شاب عربي إلتحقوا بالأراضي الأفغانية خلال تلك الفترة ولكنهم وجدوا أنفسهم في قلب حرب فصائل.يذكر أن بلقاسم بن السايح من مواليد 10 سبتمر 1962 بمنطقة المخادمه بورڤلة، إبن البشير وخيرة، يحمل الجنسيتين الجزائرية والبوسنة، وزاول دراسته بمسقط رأسه إلى غاية السنة الرابعة متوسط، ثم عمل في بلدية ورڤلة، انتقل مطلع التسعينات رفقة عدد من الزملاء إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج ومنها إلى البوسنة أين استقر بها، كان يعمل في إحدى منظمات للإغاثة العربية، تزوّج من "ألاينا" البوسنية المسلمة وأنجب منها طفلتين.وفي سنة 2001 تم اعتقاله ونقل إلى معتقل غوانتانامو بكوبا رفقة كل من آيت إيدير مصطفى، شلنة الحاج، بومدين لخضر، بوضلعة الحاج، لحمر صابر."ألاينا" طعنت في قرار المحكمة الأمريكيةوكشفت ألاينا البوسنية زوجة بلقاسم في تصريحات إعلامية أن زوجها راح "ضحية مؤامرة أمريكية من صنع مكتب التحقيقات الفدرالي أف بي آي"، من خلال تلفيق تهمة جديدة لم تنسب لزوجها في السابق، وهي التخطيط للذهاب إلى أفغانستان وتسهيل مهمة سفر آخرين لمحاربة القوات الأمريكية، مؤكدة أنها تهم "غير صحيحة على اعتبار أن بلقاسم لم يغادر التراب البوسني من قبل، ولم تكن له أي انتماءات سياسية أو علاقة بتنظيم ارهابي"، مشيرة إلى أن" التهمة الثانية وجهّت له خصيصا عقب اتهامه بجرم محاولة تفجير السفارتين البريطانية والأمريكية بالبوسنة".ووصفت ألاينا قرار المحكمة الأمريكية التي ترأسها القاضي "ريتشارد ليون" بواشنطن، والتي قضت بضرورة إطلاق المعتقلين الجزائريين الخمسة باستثناء زوجها بالقرار "المجحف وغير المؤسس قانونا" وطعنت فيها، كما ناشدت عدة مرات السلطات الجزائرية والبوسنية وكذا المنظمات الحقوقية بالتدخل لإنقاذ زوجها. ويعرف أن بن السايح بلقاسم وأمزيان جمال رفضا إعادتهما إلى الجزائر على أساس أنه لا توجد عائلة فيها وخشية التعرّض لتجاوزات، حسب ما أكّده محاميهما روبرت كيرش في تصريحات سابقة لوكالة "فرانس برس"، أين أكّد أنه تدخّل لدى وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين وكذلك لدى سفارة الجزائر في واشنطن لتفادي نقلهما، فيما طالب بن السايح السلطات الأمريكية بأن تسمح له بالتوجّه إلى البوسنة أين تقطّن زوجته وبناته.وعانى كل من بن سايح وجمال امزيان من عدم إمكانية الاتصال بمحاميه لفترة طويلة قبل إعادتهما إلى الجزائر على اعتبار أن الأخيرة البلد الوحيد المسموح له بموجب القانون الأمريكي استقبال مواطنيه المعتقلين في غوانتانامو.وجاء في رسالة إلكترونية بعث بها محامي المتهمين إلى وزارة الخارجية الأمريكية جاء فيها "..إن أرسلته الولايات المتحدة إلى الجزائر فإنها ستحكم عليه بخسارة عائلته بصورة دائمة"، معتبرا أن على واشنطن "أن لا تجبر بن السايح على العودة إلى الجزائر، حيث لم يعد له أقارب ولم يعش فيها منذ أكثر من 20 سنة".وأضاف المحامي في الرسالة أنه يخشى أن "يتعرّضا في الجزائر لأعمال انتقامية من مسلمين متطرفين لا يشاطرهم الأفكار نفسها". وكتب أيضا إلى السفارة الجزائرية جاء فيها "نناشد بكل احترام الحكومة الجزائرية بأن تفي بوعدها الذي قطعته لبن السايح في 2006 واحترام حقه بعدم إعادته رغما عنه".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)