الجزائر - A la une

أفراد جيش التحرير كسبوا الرهان بحرب العصاباتتحدّوا فرنسا الاستعمارية والحلف الأطلسي


أفراد جيش التحرير كسبوا الرهان بحرب العصاباتتحدّوا فرنسا الاستعمارية والحلف الأطلسي
اتّبع جيش التحرير الوطني منذ اندلاع الثورة أسلوب حرب العصابات، كونه لا يملك الأسلحة الثقيلة التي بحوزة الجيش الفرنسي، وكذا لا يستطيع مجابهة العدد الكبير من جيش العدو المدجج بالدبابات والطائرات الحربية وبدعم من الحلفاء، نظرا لعدم التكافؤ بين القوتين المتحاربتين.ويرتكز فن حرب العصابات حسب ما جاء في كتاب الأستاذ الجامعي مسعود عثماني: الثورة التحريرية أمام الرهان الصعب على عدة عناصر كجودة التسليح، التدريب، التوزيع، الانضباط، الموقع الجغرافي، وعنصر المفاجأة، حيث تتجنّب المجموعات الصغيرة التصادم مع القوة الكبيرة كي لا تتكبد اكبر قدر من الخسائر في الأرواح، وهذا ما اعتمده الشهيد زيغوت يوسف في هجمات الشمال القسنطيني في أوت 1955.
وأوضح الأستاذ الجامعي أنّ عدد المقاتلين في جيش التحرير الوطني لم يتجاوز ثلاثين ألف مقاتل، حسب احصائيات جمعتها الاستعلامات الفرنسية، وقد أشار إليها ديغول في مذكراته قائلا: «ومع ذلك فإنّ الثوار منظّمون في فرق نظامية، ولم يتجاوز عددهم في أي زمن ثلاثين ألف رجل، وهم يكادون يكونون مزوّدين بالبنادق والقنابل اليدوية، وأحيانا بالرشاشات ومدافع الهاون ولم يكن لديهم مدافع ميدان أو أي دبابة أو أي طائرة».
غير أنّ فيالق جيش التحرير أضاف مسعود عثماني تجد نفسها في وضع يسمح لها بأن تخوض حرب مواجهة حقيقية ضد قوات تتفوق عنها عددا وعدة، ولا تبالي بالنتائج التي سوف تترتّب عن المعركة أو تجد نفسها مكرهة على خوض غمار المعركة بسبب الحصار المفروض حولها. وقد أبلى جنود جيش التحرير في كثير من المعارك التي خاضوها بلاء حسنا، وسجّلوا صفحات خالدة غذت الأمل في النصر في قلوب الجزائريين وشجّعتهم على المزيد من الدعم للثورة.
وفي هذا الصد، أشار ذات المصدر أنّ القوات الفرنسية تفطّنت خلال السنوات الأخيرة من الثورة إلى أهمية حرب العصابات، فاستغلت هذا التكتيك وشكّلت مجموعات صغيرة بنفس عدد عناصر أفواج المجاهدين من عناصر مرتدة أو تم ترويضها على الخيانة بعد أسرها، هذه العناصر لها خبرة واسعة بحياة المجاهدين في الجبال وطرق تنقلهم وأماكن اختبائهم ومراكز تموينهم والمعابر المفضلة لديهم.
وقد تمّ تزويدهم بألبسة شبيهة بألبسة المجاهدين وأسلحة مماثلة، وتركت لهم حرية التنقل في مناطق معروفة لترصد الثوار ثم يأسرهم أو يقتلون إذا
همّوا بالفرار، وشكّلت نتائج عمل هذه الافواج خطورة كبيرة على الثورة من خلال عمليات التضليل التي كانت تمارس بها نشاطها، ممّا جعلها تكتشف مراكز التموين والمخابئ، وتضليل كثير من المناضلين المنخدعين بالمظاهر الشكلية لهذه العناصر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)