أغنية "مزطول".. آخر أعمال لطفي دوبل كانون

بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهه بالجزائر، لم يجد مغني الراي لطفي دوبل كانون من ملاذ ليواصل فضح سياسة الحكومة الجزائرية غير شبكة اليوتيوب، حيث قام بتقديم آخر أعماله.أصدر لطفي دوبل كانون أغنية تعد من آخر إنتاجاته الفنية تحمل عنوان ”مزطول”، تطرق من خلالها إلى الآفة الاجتماعية التي اجتاحت الجزائر في السنوات الأخيرة، والمتمثلة في تعاطي جميع أنواع المخدرات، حيث تكلم ”الرابور دوبل كانون” باستعمال كلمات وصور تعكس جانبا من الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الجزائري، والتي قال أنها ”أصبحت عادية وتمس جميع فئات المجتمع الجزائري بكل الأعمار والفئات، كطلاب ومدرسين وأطباء ومسؤولين، إضافة إلى شبان فاقدين للأمل جراء تعدد مشاكلهم الاجتماعية، من بطالة إلى أزمة سكن واختناق بسبب غياب فضاءات الترفيه”. الأغنية التي تضم كلمات وصور تعكس جانبا من مجتمعنا الجزائري أطلقها لطفي عبر الشبكة الالكترونية، وتم بثها يوم 17 جويلية الفارط على مواقع التواصل الاجتماعي وأرضيات تقاسم الفيديوهات، خاصة على الصفحات الخاصة بالمغني والشركة المنتجة ك”يوتوب” و”فايسبوك”، وشهدت الأغنية منذ إطلاقها متابعة الآلاف من محبي لطفي دوبل كانون. ورافق أغنية ”مزطول” التي تعالج الواقع المعاش بالجزائر، فيديو كليب احتوى تركيبا لمجموعة من الصور والمشاهد لجزائريين كانوا قد ظهروا في فيديوهات أخرى نشرت منذ مدة على النت، على غرار مشاهد الأغنية العالمية ”هابي” للمغني الأمريكي فرال ويليام. وجراء استعمال الصور والمشاهد دون استشارة مالكي الفيديو كليبات، نشير أن الكليب خلق ضجة على الشبكة الالكترونية، ليتم بعدها بيوم حذف الأغنية من موقع يوتوب احتراما لحقوق التأليف.كلام من القلب.. حصة ترفيهية متعددةوكان لطفي دوبل كانون قد أطلق حصة موجهة للبث على النت تتراوح مدتها بين أربع إلى خمس دقائق، يتطرق خلالها إلى عديد المواضيع التي تضم محاور دينية واجتماعية وسياسية وتاريخية، عبر قصص وروايات وأحداث تجري في المجتمع الجزائري، حيث تعد مفتوحة المجال وتختلف مواضيعها من عدد إلى آخر، قصة يقدمها بطريقة راوي يعطي من خلالها رسائل موجهة إلى الجمهور الجزائري خاصة وجمهور المغرب العربي ثانويا. وأطلقت الحصة تزامنا مع شهر رمضان المنصرم، تحدث خلالها عن الاعتداء الإرهابي الذي مس الجارة تونس، وعن الجزائر وقدرات هذا البلد المادية منها والبشرية، وأيضا عن قضايا الدين والضجة التي تثيرها بعض القضايا، كحادثة المفطرين في رمضان بمدينتي بجاية وتيزي وزو، وخروج سكان الولايتين للإفطار الجماعي كرد عن منتهكي حرمة الشهر الفضيل، وكذا قضايا أخرى تخص دور المرأة وحريتها في المجتمع.وتعد الحصة تواصلا للنشاطات الاجتماعية للفنان بالجزائر، خاصة أن لطفي يتمتع بتجربة في الميدان كانت بداياتها سنة 2008 مع إطلاق حملة ”كبش عيد لكل مواطن”، والتي كان الهدف منها مساعدة العائلات الفقيرة، وكانت قد فاقت قيمة التبرعات قرابة 170 ألف دولار أمريكي، وأيضا مساندته لعديد القضايا، كالصدامات التي تعيشها مدينة غرداية والقضية الفلسطينية ودعم المتظاهرين المنددين باستخراج الغاز الصخري بمدينة عين صالح، وعديد الرسائل التي يبعثها عبر صفحته الرسمية التي تسجل مشاركة أكثر من ثلاث ملايين ونصف متابع.وتعد حصة ”كلام من القل” من إعداد وتقديم لطفي دوبل كانون، حيث يعتبر العمل من بين ابرز النشاطات التي يقوم بها لطفي تواصلا لانخراطه في دعم وتوجيه الشباب نحو فعل الخير وبعث رسالة تجمع قيم المحبة والتسامح والأخوة. وقد سبق للمغني أن خاض تجربة مشابهة على قناة جزائرية خاصة.”مسلم يونايتد” المنتج الجديد للطفيوبعد أن أغلقت الأبواب على الفنان بالجزائر، واتخاذ قرار استقراره النهائي بفرنسا للتحرر من القيود الممارسة ببلادنا، يتعامل لطفي بلعمري الملقب ب”دوبل كانون” في السنوات الأخيرة مع شركة ”مسلم يونايتد” التي أنشئت سنة 2008 من طرف عبد المجيد بلوكة، الجزائري المغترب بمدينة ”فيتري سور سان” بباريس الفرنسية، وتختص هذه العلامة في إنتاج ملابس خاصة حاملة لشعار ”مسلم متحد”، إضافة إلى الإنتاج الموسيقي والفيديو كليب المرافق لمغنيي موسيقى الراب، حيث تقوم الشركة بدعم المغنيين المغتربين من ذوي الأصول المسلمة خاصة الشباب منهم، والذي يعاني من مختلف أنواع التهميش ونقص الفرص لدخول عالم الفن وإبراز مواهبهم بفرنسا. ويعد لطفي دوبل كانون من أبرز المغنين الذين تنتج لهم شركة ”مسلم يونايتد”، خاصة أن الشراكة تتيح للمغني الكلام بكل حرية، من بينها آخر فيديو كليبات لطفي التي أطلقها في الأشهر الفارطة على شكل السينغل، كأغنية ”صامدون” التي جمعته مع فرقة ”ديزار بويس” من مدينة عين صالح، والتي أبرزت قضية استخراج الغاز الصخري بالجزائر والضجة التي خلفتها، وأيضا أغنية ”ما تهدرش” التي خصت حرية التعبير وشهدت مشاركة رجل الأعمال والناشط السياسي رشيد نكاز، وأغنية ”اتبع محمد” التي أنتجت كرد على الإساءة التي طالت الإسلام والرسول ”ص” بعد الهجوم الإرهابي على جريدة ”شارلي إيبدو” الفرنسية، والأغنية السياسية الملتزمة ”دز معاهم”.لطفي دوبل كانون: ”الشعب الجزائري واع ومن واجبنا بعث نقاشات لإيجاد الحلول”ويعرف عن مغنيي الراب عالميا بانتقاده الشديد للسياسة وكشف الأوضاع الاجتماعية، وأيضا عكس الواقع المعاش من طرف الشباب، خاصة الفئات المقصاة. ويعاب على لطفي دوبل كانون في الجزائر تحاوره وتعامله في العديد من مراحل مسيرته الفنية مع السلطات الجزائرية، ورد المغني عن منتقديه في مناسبات مختلفة عبر فضائيات وأيضا صفحته الرسمية التي تضم أزيد عن ثلاثة ملايين مشترك بالقول ”لطفي لا يحث الشعب الجزائري على القيام بربيع عربي، المجتمع الجزائري حاليا واعي، ورسائل الأغاني التي أوجهها إلى الشباب محتواها يندد بطريقة سلمية للحفاظ على الوطن بدون فوضى ولا عنف”.ويؤكد لطفي دوبل كانون خلال أغانيه على ضرورة بعث نقاشات لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل السياسية والاجتماعية، وأيضا بعث نقاش حول عدة مفاهيم من بينها الإصلاح، والمقصود من الأغاني هو تقاسم الأفكار والمعلومات. وفي إحدى الفيديوهات التي بثها على النت قال ”احتمال كبير أن أخطئ، نحن هنا للاستفادة والتعلم أيضا”.ويشار أن لطفي دوبل كانون بدأ مسيرته الفنية سنة 1996 مع الفنان وهاب، ليفترقا بعد إنتاج ثلاثة ألبومات موسيقية، وواصل الفنان المتميز بأسلوبه الغنائي الذي أصبح مثالا يتبعه الشباب الصاعد في مجال أغنية الراب شق طريقه ليخلق نوع وطابع خاص به.