الجزائر - A la une

"أغنية الشعبي مرآة الشعب"




اعتبر الفنان توفيق عون الذي كان ضيف شرف السهرة الثانية من المهرجان الوطني لأغنية الشعبي في طبعته العاشرة، أن المهرجان فرصة للمواهب الشابة من أجل الظهور ومقابلة الجمهور، ناهيك عن الاحتكاك بأساتذة كبار في هذا الطابع الموسيقي الذي يعد مرآة الشعب.حيث أكد أن الموسيقى الأندلسية مدرست الأولى وهي الأساس والأصل، لهذا: "تجدني دائما أعود إلى التراث الذي يعد مكتبة وأرشيفا كبيرا أعتمد عليه لإيجاد الكلمات المناسبة، كما أن المدرسة الأندلسية جعلتني أحقق كل هذا المسار، ومع الوقت والاشتغال والاحتكاك احترفنا طبوعا عديدة منها أغنية الشعبي، وما دام الصوت موجودا فلا يمكنني أن أبخل على جمهور"وأضاف "ليس إلى حد بعيد فالشعبي لم يشوه الأندلسي لأن الأندلسي هو الأصل وسيبقى كما هو، وإنما أخذت مقاطع من هذا التراث شوهت، حيث تم تحويلها عن مسارها الحقيقي، وعوض البحث عن أشياء جديدة تم أخذ تلك المقاطع ولم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، كما أن بعض الممارسين الذين استنبطوا من الموسيقى الأندلسية قاموا بأخذ تلك المقاطع عن طريق السمع والأشرطة وليس من عند شيوخ الذين يعدون الأصل وهو ما جعلهم يشوهون هذا النوع، لكن لو تقربوا من الشيوخ والجمعيات الموسيقية التي تعنى بهذا لكانوا أخذوها بالطريقة الصحيحة، ولذلك نلاحظ في الآونة الأخيرة العديد من مغنيي الأندلسي يؤدون أغنية الشعبي ونجدهم يؤدون بطريقة جيدة لأن تكوينهم صحيح، وبالعودة إلى المحافظين فعندهم غيرة على الموسيقى الأندلسية والشيء الذي تعبوا من أجله، وهذا شيء عادي ويحدث ويمكنهم التعبير عن رأيهم بكل صراحةلماذا نلمس غياب الجمعيات المختصة في أغنية الشعبي عكس الأندلسي؟هذا الأمر يعود لكون الشعبي ليس طابعا كلاسيكيا بل هو إبداع والكل يؤدي حسب طريقته الخاصة مثل الجاز الذي يعتمد على البديهية عكس الطابع الأندلسي الذي يعتبر موسيقى كلاسيكية تدرس، رغم أننا نجد لقاءات بين موسيقيي الشعبي لكنها تبقى مجرد فرق فقط تنشط فيما بينها في حين الموسيقى الأندلسية تمشي وفق قواعد وأسس، إذا كانت هناك ضرورة لإضافة آلات معينة فلما لا، فالحاج أمحمد العنقى أدرج القانون والبيانو رغم أنه يعتبر من مؤسسي أغنية الشعبي، فإدخال آلات جديدة أمر عادي ولكن على شرط أن تبقى الموسيقى في نسقها العام ولا تخلف خللا، وبالتالي فكل إضافة نوعية مرحب بها، وأريد القول بأن الشعبي مرآة الشعب لهذا فأنا ضد كلمة النيو شعبي التي يتم تداولها مؤخرا."كما أوضح مصرحا: "المهرجان شيء جميل لأن المواهب كثيرة في الجزائر ولم تجد الطريقة من أجل إظهار قدراتها، فالجيل القديم وأنا شخصيا احتكيت بالفنانين ولكن هناك كثيرون لم يجدوا الفرصة رغم المواهب التي امتلكوها، ولذلك فالمهرجانات فرصة خاصة للقاء الجمهور ، والمنافسة ترفع من النسق والمستوى العام عند المترشحين، كما أن وصول المهرجان لطبعته العاشرة أمر جيد وهو مجال لاكتشاف المواهب ومنحها الفرصة لمقابلة الجمهور وهذا حافزا للتقدم." الطبعة العاشرة ترفع لروح الفقيدين كمال مسعودي ورشيد نوني وافتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي فعاليات الطبعة العاشرة من المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي ،ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالتراث اللامادي والعمل على حماية أغنية الشعبي .كما أشاد بروح المنافسة التي تكرسها سياسة المهرجان بهدف اكتشاف المواهب الشابة المهتمة بهذا النوع الموسيقي خاصة وان المترشحين من مختلف ولايات الوطن وليس من العاصمة فقطوقدم محافظ المهرجان معمر قنة ذرع التكريم لعائلات الراحلين كمال مسعودي ورشيد نوني في خطوة اعتبرها إحدى أهم تقاليد المهرجان الثابتة .حيث تقدم كل طبعة العرفان والتقدير لأعلام هذا الفن ممن رحلوا وتركوا بصماتهم في ريبارتوار أغنية الشعبي .ثم إعطاء المشعل للمترشحين المشاركين لإكمال المسيرة والمحافظة على هذا النوع الموسيقي الأصيلمن جهتها عبرت عائلة الفنان الراحل كمال مسعودي عن سعادتها لأن التكريم كان تكريما محترما ومشرفا يليق بتاريخ ابنها ومساره الفني الذي لا يزال يسكن ذاكرة الجزائريينكما أشادت عائلة الفنان القدير رشيد نوني بالتكريم وبالوثائقي الذي عرض حفلات ووصلات موسيقية قدمها الراحل ولا تزال في الأرشيف الفني محفوظة بأمانة *** ميهوبي: "المهرجان الوطني لأغنية الشعبي ..حماية موروث واكتشاف جيل"أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على أهمية المهرجان الوطني لأغنية الشعبي في حماية الموروث اللامادي من خلال إعادة الشباب لأبرز الأغاني وقال عن الطبعة العاشرة " أتوقع أن التحضير كان جيدا وان المنظمين قاموا منذ فترة بعمل انتقائي لمن تتوفر فيهم الشروط ممن يحسنون العزف والأداء ويحترمون معايير الأغنية والقواعد الموسيقية" .وقال لموقع المهرجان عن التكريم "المسابقة هذه السنة بدون شك مرفوعة إلى روح فنانين كبيرين هما "رشيد نوني وكمال مسعودي" عرفانا وحفاظا على ما تركا من أعمال خالدة .المسابقة ستعرف التنافس اللازم الذي يكشف جوانب جديدة لمعرفة المستوى الذي بلغته أغنية الشعبي بعد رحيل جيل كامل وأيضا أغنية الشعبي تعرف منافسة قوية من أغنية الراي والراب والأغنية الأندلسية وأغنية الديوان والقناوي وغيرها من الطبوع".وأشار وزير الثقافة إلى حرصه على المضي قدما في مجال الأرشفة و التوثيق للتراث اللامادي قائلا "تبذل مؤسسات الدولة جهودا كبيرة لأرشفة أعمال عدد من الفنانين الجزائريين من خلال الديوان الوطني للحقوق المجاورة وحقوق المؤلف والمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، التاريخ وعلم الإنسان وستوزع هذه الأعمال على دور الثقافة والجامعات ". ***سحواج جمال يختار المديح النبوي ومزيان على خطى العنقى وشهد اليوم الثاني من منافسة المهرجان الوطني لأغنية الشعبي دخول المشاركين سحواج جمال وهشام مزيان، بفضاء أغوار بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، وسط توافد ملفت للعائلات التي استمتعت بأجواء السهرة.دخل المتنافس سحواج جمال من ولاية الشلف اليوم الثاني من المهرجان العاشر لأغنية الشعبي، وهي المشاركة الثالثة للمترشح في دورات 2009 و2010 التي نال فيها جائزة بوجمعة العنقيس الخاصة، وفي هذه الطبعةطعم المشارك حضوره بقصيد نبوي للشيخ عبد العزيز المغراوي، شدى بصوته الرخيم "يا الساهي شمر للجد لا يغير برق النو"، ومعه تعالت الزغاريد منشية بالأجواء الرمضانية فوفق في اختيار أغنيته التي تتنافس على جوائز مسابقة المهرجانوبخصوص ولعه بأغنية الشعبي، قال سحواج أنه جزء من التراث وهي بمثابة فكاهة الثقافة الجزائرية التي نتلذذ بها كمؤديين ومستمعينوختم المترشح هشام مزيان منافسة اليوم الثاني بأداء قصيد للكاردينال الحاج محمد العنقى عنوانها "وين سعدي"، وتعد مشاركته الأولى من نوعها في المهرجان وهو ذو ال19 ربيعا ويمثل مدينة الجزائر العاصمة، ونهل أصيل مدينة أزفون المعروفة بأعمدة أغنية الشعبي من عزف والده الذي اتبع المدرسة العنقاوية، وهو في مرحلة تقليد الشيخ العنقى، ثم مع مرور الوقت يجد الفنان نفسه في أسلوب خاص به، وذكر أنه يؤدي كذلك لكمال مسعودي وعمر الزاهي، وذواق لأعمالهم الفنية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)