الجزائر - A la une

أطفال يقصون من العطلة الصيفية ويضطرون للمكوث في منازلهم




أطفال يقصون من العطلة الصيفية ويضطرون للمكوث في منازلهم
بعض الأطفال لا يلتمسون لعائلاتهم أي عذر لكونهم يدركون أنهم يعانون الأمرين، في سبيل توفير الراحة والطمأنينة لأبنائهم إلى جانب مصاريف الدراسة والأكل واللباس التي تثقل كاهلهم، ففي الوقت الذي يستمتع فيه معظم الأطفال بامتيازات العطلة من سفر وترفيه رفقة عائلتهم، يضطر آخرون للمكوث بالمنزل نتيجة انشغال آبائهم الدائم في العمل الذي أصبح يحظى بالأولوية في حياتهم، وهو الأمر الذي سيلقي بظلاله على نفسية هؤلاء الأطفال، وفي بعض الأحيان تكون نتيجة المعدلات السلبية التي يأخذونها هي العائق الوحيد في طريق الأبناء والتمتع مثل أقرانهم بالعطلة." الجزائر الجديدة" ارتأت الغوص في هذا الموضوع لمعرفة رأي الأطفال حول العطلة وأين يقضون أجمل أوقاتهم خلالها.لا أشعر بالفرق بين العطلة والأيام العاديةبسؤالنا للطفلة ريهام ذات 12 ربيعا عن الأماكن التي تزورها خلال العطلة ومدة استمتاعها بالأنشطة التي تقوم بها تجيب أنها لا تشعر بالفرق بين العطلة وأيام الدراسة، حيث تقول أنها لا تغادر هي وشقيقاتها منزل العائلة خلال العطلة بسبب انشغال والدها بالعمل، وأن أنشطتها تقتصر فقط داخل البيت من انجاز بعض التمارين التي تعطيها لهم الأساتذة استعداد للعودة لمقاعد الدراسة، أو قراءة بعض الكتب الثقافية محاولة منها التخلص من الملل الذي يسيطر عليها في تلك الفترة في الوقت الذي يستمتع صديقاتها بالعطلة من خلال السفر رفقة ذويهم، مؤكدة أن والدتها فشلت بإقناع والدها بضرورة أخذ عطلة والنظر إلى أولاده قليلا شأنه شأن باقي الأباء، حيث يبرر والد ريهام دائما انشغاله في العمل وأن عمله لا يسمح له بأخذ عطلة وقت ما يشاء كونه عامل يومي، حيث تؤكد والدة ريهام السيدة وهيبة أن والدهم كذلك يرفض بشدة فكرة أن يسافر أبنائها بمفردهم أو رفقة والدتهم، فرغم سن ريهام فهي تلتمس لوالدها العذر، لكونها تدرك أن والدها يعاني من أجل توفير الراحة والطمأنينة لهم، في سبيل توفير الأموال اللازمة لضمان مستقبلها وباقي شقيقاتها، وفي بعض الأحيان اللجوء إلى الأساتذة الخواص لمساعدتهم على انجاز واجباتهم خلال العطلة وفهم كل الأمور الصعبة، وهو الأمر حسب الطفلة الذي أغلق عليها وعلى شقيقاتها أي مجال للاستمتاع بوقتها بعيدا عن كل ضغوطات الدراسة."علاش ما نروحوش كيما صحابي نحوسو"من جهة أخرى يكون في بعض الحالات انشغال الأب الدائم وعدم استفادته من العطل تداعيات سلبية على نفسية الأبناء، حيث يجدون أنفسهم محرومون من العطلة والاستمتاع بها مثل أصدقائهم، حيث نجد الطفل محمد ذات 9 سنوات الذي تروي والدته تفاصيل معاناته التي لا تدري متى سيكون الخلاص منها، ما يجعلها في بعض الأحيان في مواقف صعبة مع الأساتذة والأطفال، حيث يكون منفرد بحاله وهذا نتيجة بعد والدهم عنهم الذي يحتم عليه عمله رؤية أبنائه من شهرين إلى 3 شهور، فمحمد حسب والدته دوما يبدي رغبته في زيارة العديد من المناطق التي يقصدها زملاؤه بالمدرسة خلال العطلة مثل التفسح في جبال الشريعة أو الذهاب إلى ولاية أخرى من الوطن، ويطلب من والديه قضاء أيام بتلك الأماكن، لكنه يصطدم دوما برفض والده، مقدما نفس المبرر الذي لم يعد يقنع أسامة،" علاش مانروحوش كيما صحابي نحوسو" هي الجملة التي يرددها محمد دائما خلال عطلته لأمه، " علاش ياخي بابا عندو الدراهم"، هي أسئلة دائما تتردد على مسامع والدة محمد، الذي أصبح عاجزا عن تحمل المكوث في المنزل وهو في سن 8 سنوات طيلة أيام العطلة، وإخفاء الحزن الذي يخيم على وجهه دائما، عكس أخويه اللذين يراعان ظروف والدهم، فالسيدة مروة لا تخفي قلقها عن ابنها من أن يكثر حزنه ليصل إلى مرحلة الاكتئاب بعدما أصبح دائم الانعزال ويتحاشى الحديث مع أخويه ويقضي معظم وقته داخل غرفته منشغل بالقراءة أو اللعب بالبلاي ستايشن.سفر الوالدين الدائم أغلق عليها مجال التمتع والاستمتاع بالعطلةونفس الحالة منطبقة على إكرام ذات الرابعة عشر، فهي بدورها تعاني من انشغال والديها في العمل وسفرهما الدائم خارج البلاد، حيث تعيش إكرام عندما لا يكون والديها مع جديها، وهو الأمر الذي أغلق على أكرام أي مجال للتمتع والاستمتاع بالعطلة الصيفية مع والديها، حيث تؤكد إكرام أن السعادة كانت تغمرها في سنوات طفولتها الأولى عندما كانت بين أحضان والديها، لكن تلك السعادة تلاشت مع مرور الوقت، لكثرة سفر والديها، بالرغم من أن اكرام زارت العديد من الوجهات السياحية والأماكن الجميلة في العطل رفقة عدد من الأقارب الذين كانوا يصرون على اصطحابها معهم، إلا أن ذلك لم يعوض الإحساس بالنقص الذي يلازمها لكونها على عكس كل زملائها بالدراسة والأطفال فعائلتها محرومة من متعة السفر رفقة أفراد أسرتها.لا أحلم بالعطلةهذا وأكدت الطفلة وردة أن العطلة الصيفية بالنسبة لها مثل الأيام العادية، حيث لا تختلف كليا ، وحسب الطفلة وردة فهي دائما في العطلة الصيفية تقضيها في المنزل هذا ما يعكر صفو حياتها اليومية دائما، حيث تردد دائما لماذا لا أتمتع بالعطلة مثل صديقاتي الأخريات اللواتي يذهبن إلى مناطق عديدة من الوطن للاستمتاع بالعطلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)