الجزائر - A la une

أطفال يبيعون كل شيء من أجل العيد


أطفال يبيعون كل شيء من أجل العيد
يعد شهر رمضان بالنسبة للعديد من البطالين شهر الفرص لتحقيق المكاسب المالية والأرباح من خلال ممارستهم لنشاطات بسيطة، وقد ترسخ هذا الفكر لدى كافة فئات المجتمع حتى الأطفال الذين باتوا يحرصون على استغلال الشهر الفضيل، لمساعدة عائلاتهم أو التعود على العمل."أيمن، أسامة، خالد ..." وغيرهم عشرات الأطفال نصادفهم يوميا يفترشون حافة الطريق بتشكيل طاولة من العلب الكرتونية ليضعوا عليها بضاعتهم، فبالنسبة للتجار الصغار كل شيء يصلح للبيع والشراء فمن الحشيش والمعدنوس، الزيتون، للمطلوع، وبيع الشواء والشاي في السهرات الرمضانية. يقول "أسامة" طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، يدرس في السنة الثالثة ابتدائي، منذ اليوم الأول من شهر رمضان نزلت رفقة شقيقي الأكبر مني سننا لسوق حسين داي، واشترينا الحشيش والمعدنوس، السلق، الفجل واخترت مكانا عند مدخل عمارتنا كي أبيعها بسعر 20 دج، وعن الأسباب التي تدفعه للبيع يقول: "أعمل كي أشتري ملابس العيد التي أرغب فيها، فأنا أريد حذاء رياضيا أصلي، ووالدي ليس بوسعه شراءه، لذا أردت الاعتماد على نفسي مثل بقية أصدقائي". أما عبد السميع 11 سنة، وهو تلميذ نجيب يشهد له أبناء حيه بذكائه وحيويته، فقد فضّل وضع طاولة لبيع "الفلان" كي يتعلم الاعتماد على نفسه فبعد خروجه من المدرسة يسارع لإنزال علب "الفلان" ووضعها بجوار سوق لعقيبة ببلكور، ليضيف جميع إخوتي يعملون ومن يريد شراء شيء عليه اقتناءه من ماله الخاص، فوالدي متقاعد وراتبه لا يكفي لذا نحاول مساعدته كل على حسب استطاعته، مستطردا لقد اجتزت شهادة التعليم الأساسي ووعدني إخوتي بهدية نجاح متمثلة في هاتف نقال حديث، ونحن نتحدث إليه اقتربت منه سيدة اتضح فيما بعد أنها والدته، أكدت لنا أن الدنانير القليلة التي يجمعها أبناؤها تساعد عائلتهم البسيطة".بينما رفض خالد 14 سنة يبيع الديول، المطلوع والبيض بحسين داي، التحدث إلينا مكتفيا بعبارة "أنا ماشي نخدم غير في رمضان أنا خدام على العام"، وهو ما يتضح جليا من خلال معرفته بالباعة وبعض الزبائن، فطريقة كلامه معهم تنم عن سابق معرفة بينهم، فيما أبدى شقيقه الصغير أيمن والذي كان يرافقه رضاه عن البيع مع أن الدخل قليل، فهم يتواجدون في السوق منذ الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الرابعة، ولكن يظل هذا الخيار أفضل من لاشيء. وإن كان بعض الأطفال يقدمون على البيع لتأمين مصروفهم أو مساعدة عائلاتهم فهناك فئة أخرى من عائلات ميسورة الحال أوليائهم موظفون، لكن أبنائهم يقبلون على العمل لاختبار التعب وكيفية تحصيل أو مثلما يقال بالعامية "باش يعرفوا قيمة الدراهم"، فقد صادفنا العديد من الحالات لأطفال يمارسون نشاطات تجارية مختلفة إما بمفردهم وإما برفقة أصحاب محلات تجارية من أقاربهم وأصدقائهم، فضلوا العمل في رمضان للاحتكاك بالناس والتعرف على أصول المعاملة معهم وإدراك قيمة المال، كما أن ذويهم يشجعونهم على ممارسة هذه الأعمال بدلا من المكوث في البيت أو التسكع في الحي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)