الجزائر - A la une

أطفال المعوزين بين السدود والبرك والأثرياء يتنعمون في مسابح "الهاي كلاس"



أطفال المعوزين بين السدود والبرك والأثرياء يتنعمون في مسابح
يختلف مفهوم العطلة الصيفية عند الكثير من الأطفال والمراهقين، حيث تتفاوت درجة الاختلاف وفق الحالة الاجتماعية للأسر التي ينحدرون منها، فمنهم من يقضي عطلته رفقة عائلته بجزر الكاراييب أو ماليزيا في حين هناك من تقتصر عطلته على العمل الشاق بالبساتين والمصانع لتحصيل المال لإعالة أسرهم، الشروق اقتربت من عدة نماذج وتسليط الضوء على الظاهرة المتناقضة.أطفال الفقراء بين النبش في المفرغات والسباحة في الأحواضالبداية كانت مع أطفال منطقة حاسي بونيف بوهران الذين لم يجدوا سوى تجارة جمع البلاستيك والنفايات الحديدية على مستوى المفرغة العمومية، حيث يجدون متعة لا تضاهي حسب ما أكده لنا أحدهم حين ينهض باكرا ويصل للمفرغة للنبش في النفايات المتراكمة، ففي كل مرة يعثر على أغراض تهمه، فمرة يعثر على دراجات هوائية، ومرات ألعاب وفي الكثير من الأحيان ينجح في العثور على بقايا أطعمة الفنادق، والتي يقوم رفقة أصدقائه بحملها بعيدا عن المفرغة ثم تنظيفها بالماء وتناولها.وقد حاول إسلام صاحب 15 سنة لفت انتباهنا حين أكد أنه يلجأ بعد عناء يوم شاق، للتمتع بالسباحة حيث ظننا أن الأمر يتعلق بزيارات للشواطئ، أو المسابح غير أن الصدمة كانت كبيرة، حين أشار إلى بعض الأحواض المتواجدة بمحاور الدوران بحي الصباح، حيث يجتمع مع أقرانه للتمتع بالمياه الباردة، التي تصدرها النافورات، غير مبالين بالخطر الناجم عن تلك الألعاب الخطيرة، خاصة إذا علمنا عن تواجد حنفيات ومضخات حديدية تتواجد بقاع الحوض، يمكن أن ترتطم رؤوسهم بها لحظة قفزهم من أعلى. أطفال سيدي بلعباس يجازفون بحياتهم في البحيرة القاتلةرغم كل التحذيرات التي تطلقها الجهات الوصية بسيدي بلعباس، بخصوص تفادي السباحة داخل البحيرة الوحيدة التي تتواجد بتخوم سيدي بلعباس، إلا أن حشود من الأطفال والمراهقين يركبون المخاطر ويجازفون بالتنقل جماعات للتمتع بجمال المكان، الذي صنف من بين أجمل البحيرات بالجزائر، بالنظر لما تزخر به من ثورة حيوانية ونباتية نادرة، ويبقى همهم الأكبر هو التلذذ بمياه البحيرة البادرة، رغم أن هذه الأخيرة سبق لها وأن ابتلعت الكثير من الضحايا، وصل الأمر لحد وضع زورق إنقاذ للتدخل في الحالات الخطيرة، ومع ذلك يغتنم بعض المتهورين الفرصة للسباحة على ضفاف البحيرة معتمدين على وسائل بدائية للإنقاذ، كوضع قارورات بلاستيكية على أحواضهم لمنع غرقهم، أو ربطهم بحبال غليظة، حتى لا يتمكن التيار من جذبهم نحو القاع، وقد تدخلت مصالح الدرك في الكثير من المرات، لطرد المتهورين، لكن سرعان ما يعودون كلما سمحت الفرصة خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تتعدى الأربعين في فصل الصيف. أطفال يموتون في السدود والأحواض المائية؟ومثل باقي الأطفال الفقراء، لم يجد أطفال ولاية تيارت من طريق للتسلية والهروب من الحرارة المرتفعة، سوى المغامرة بالنفس والغطس في السدود أو البحيرات وتكون النتيجة في كل موسم مؤلمة حيث تسجل عدد من الوفيات يروح ضحيتها أطفال وقصر، وفي كثير من الأحيان من نفس العائلة حيث يحاول الثاني إنقاذ الأول فليحق به دواليك، وقد حذرت مصالح الحماية المدنية من خلال رسائل نصية قصيرة تصل لكل مشتركي الهاتف النقال، من خطورة السباحة داخل السدود أو البحيرات غير المحروسة، لتفادي سيناريو الموت الذي بات يهدّد أكثر من أي وقت مضى حياة الأطفال. 10 آلاف دينار لدخول مسبح "الهاي كلاس" تحت حراسة البودي قارد؟ وللعودة لأبناء الأثرياء وأطفال المسؤولين الكبار، فإنك تجدهم في أماكن معينة يستحيل أن يتواجد بها المعوزون مثل مسابح الهاي كلاس بفندق الشيراطون والميريديان حيث تفوق تذكرة الدخول 10 آلاف دينار، وهو ما يجعل هؤلاء يتمتعون بالسباحة بعيدا عن الفوضى والزحمة، حيث يقضون طيلة اليوم هناك، مرفقين بالسائقين الخواص التابعين لأوليائهم، وأحيانا كثيرة يسجل ما يطلق على تسميتهم البودي قارد حضورهم هناك لحمايتهم من أي اعتداء محتمل، وكأن الأمر يتعلق بفيلم سينمائي وليس بواقع مرّ ومتناقض. الدراجات رباعية الدفع و"الجات سكي" لخدمة أبناء الأغنياء؟غير بعيد عن وسط مدينة وهران وتحديدا ببعض المركبات السياحية مثل الأندلسيات يتم توفير للمصطافين، خدمات راقية موجَهة لزبائن المركبات السياحية المقيمين بالفنادق المطلة على البحر مثل الدرَاجات رباعية الدفع و"الجات سكي" وما يلفت الانتباه أن أغلب زبائن تلك الوسائل الترفيهية هم من الأطفال والقصر من أبناء الأكابر، الذين يقضون هذه الأيام أيام عطلتهم بالمدن الساحلية، وغير مبالين في نفس الوقت بالأموال التي تصرف لأجل هذا الغرض حيث يفوق سعر الرحلة الواحدة للدراجات المائية، 3 آلاف دينار لربع ساعة وهي تسعيرة لا يقدر على توفيرها أطفال السدود والبحيرات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)