الجزائر - A la une

أطباء يحذرون من اختلاط المرضى بالأصحاء وعدم الالتزام بالعزل



لامس عدد الإصابات بفيروس كورنا في الجزائر 600 حالة يومية، خلال الأيام الأخيرة، ومن بين العوامل التي قد تزيد من الإنتشار الرهيب للفيروس اختلاط المرضى الخاضعين للعلاج في بيوتهم بالمواطنين وعدم الالتزام بالعزل الذاتي،لاسيما بعد تقليص فترة العلاج إلى 5 أيام، «الشعب» طرحت هذا الانشغال على الأطباء الذين يتحملون عبء المفاضلة بين المرضى لاختيار الأحق بالخضوع للعلاج في المراكز الاستشفائية لاستفسارهم.في ظل ما تشهده المستشفيات الجزائرية من ضغط كبير راجع إلى تفشي الفيروس، يضطر الأطباء منذ أيام إلى تحديد المرضى الذين لهم الأولوية في العلاج وعدم التكفل بجميع المرضى الذين يتوافدون على مصالح « كوفيد-19» إلا الحالات الصعبة والخطيرة، الأكثر حاجة إلى العلاج في المستشفى خاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، في حين بات أغلبية المرضى الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة ومعتدلة يتلقون العلاج في منازلهم ويأخذون نفس الأدوية التي توصف في المراكز الاستشفائية.
بالرغم من التحديات التي تواجه الأطباء مهنيا وأخلاقيا نظرا لتحملهم عبء التكفل بجميع المرضى واختيار الأحق في الخضوع للعلاج داخل المستشفى والمساهمة في إنقاذ العديد من الأرواح، إلا أن هذه المجهودات المبذولة لم تأت بنتيجة في ظل غياب الوعي لدى الكثير من المرضى الذين يعالجون في بيوتهم ضاربين خطر الفيروس عرض الحائط، ما زاد أكثر من معاناة الأطباء في مكافحة الوباء، بسبب عدم تطبيق العزل الذاتي والتسبب في نقل العدوى ونشرها بشكل سريع بين المواطنين.
في ذات السياق، حذر بعض الأطباء مرضى كورونا من الاستهتار والتهاون، في إتباع إجراءت العزل الذاتي، لتجنب نقل عدوى الفيروس إلى آخرين، مؤكدين أن الاختلاط بالأصحاء قبل انتهاء مرحلة العلاج والتأكد من الشفاء من المرض، ينتج عنه ضرر كبير يمس جميع أفراد العائلة والأقرباء والأصدقاء، وهو ما يتسبب أيضا -على حد قولهم - في نشر الفيروس بشكل أوسع.
من جهتها، قالت الطبيبة العامة، ليلى قبلي، أن بعض المرضى الذين تفحصهم بعد ظهور أعراض كورونا عليهم يرفضون تقبل فكرة إصابتهم ويتسببون في نقل العدوى إلى آخرين، واصفة إياها بالتصرفات غير المسؤولة والأنانية، وهو ما يؤدي -حسبها- إلى زيادة الإصابات والتأثير على عمل الأطباء الذين لا يواجهون الوباء فقط وإنما حتى غياب الوعي، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة يتلقون نفس بروتوكول العلاج في بيوتهم ولا يختلف عما تقدمه المستشفيات في علاج مرضى كورونا، ويتم ذلك حسب درجة الإصابة بالفيروس.
أما الدكتورة، سهام لحرش، دعت إلى التطبيق السليم للعزل الذاتي، من خلال بقاء المريض لوحده في غرفة لمدة تتجاوز 14 يوما، مع الحرص على الابتعاد عن الجميع والتقيد بشروط النظافة وارتداء الكمامة بشكل دائم، محذرة من مخاطر عدم التزام الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بكورونا، بعد ظهور علامات وأعراض تتمثل في سعال وحرارة مرتفعة وفقدان حاسة الشم والتذوق وآلام الرأس والعضلات وفي بعض الأحيان يصابون بإسهال وتعب شديد، إلى غاية التأكد من خلو الفيروس من الجسم نظرا للنتائج الكارثية التي تحدث بسبب نقلهم للفيروس، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات «كوفيد -19»، وهم الذين يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)