الجزائر - A la une

أشغال التهيئة كلفت أزيد من ‎20‎‏ مليار سينما «إفريقيا» تعود لجمهورها بحلة جديدة



أشغال التهيئة كلفت أزيد من ‎20‎‏ مليار                                     سينما «إفريقيا» تعود لجمهورها بحلة جديدة
تستعد إحدى أجمل وأشهر قاعات السينما الواقعة بقلب العاصمة لاستقبال جمهورها من جديد، بعد أزيد من ‎7‎‏ سنوات من الغلق، عرف خلالها هذا المرفق الثقافي الجميل شتى أنواع الإهمال، مما حولها إلى ملجأ للمنحرفين والأشباح. ومن المنتظر أن تفاجِىء ״إفريقيا״ مرتاديها بحلتها الجديدة، حيث ستفتح أبوابها مع انطلاق التظاهرات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال وعيد الشباب الذي تحضر له الجزائر برنامجا استثنائيا. وكلفت أشغال تجديد ‏«إفريقيا» أزيد من ‎20‎‏ مليار سنتيم سمحت برفع التدني الذي آلت إليه طيلة سنوات غلقها.‏
قبل عودتها إلى جمهورها من محبي الفن السابع، وقبل أسابيع من حلول موعد التدشين الرسمي من طرف والي العاصمة وسلطات بلدية سيدي أمحمد المسيرة لهذا المرفق، زارت «المساء» قاعة «إفريقيا» واطلعت على تفاصيل التغييرات التي عرفتها من تجديد كلي للأرائك والشاشة المخصصة لعرض الأفلام، فضلا عن مختلف وسائل تشغيل الكاميرات، أجهزة الصوت وغيرها. ولعل ما يلفت الانتباه هو اللون البنفسجي الذي اختير لأرائكها، مما زادها جمالا وجاذبية، فضلا عن الشعور بسعة المكان، رغم أن مساحة هذا المرفق لم تتغير. وتحتوي قاعة «إفريقيا» على ‎1500‎‏ أريكة بنفسجية مستوردة من إسبانيا، كلها موزعة على الطابقين الأرضي والعلوي، حيث يسع الطابق الأعلى ل ‎426‎‏ مقعدا، بينما تتوزع البقية في الطابق الأرضي.
لم تكن الأشغال قد انتهت بعد عندما قمنا بالزيارة، حيث وجدنا العمال منهمكين في وضع اللمسات الأخيرة على القاعة، وهي وضع آخر الأرائك بالنسبة للجانب الداخلي وإضافة الرتوشات الأخيرة على الواجهة الخارجية للقاعة، حيث وضعت بها لوحات فنية تشكيلية رائعة الجمال، صممت بأنامل فائقة البراعة استوحت أشكالها من عمق الثقافة الجزائرية الأصيلة، على غرار كتابات ورسومات من منطقة الطاسيلي، وأخرى مجسدة لبعض التقاليد الإفريقية على خارطة إفريقيا اللافتة للانتباه في إحدى اللوحات المعلقة على جدران القاعة العريقة.‏

التخوف من عودة ريمة إلى حالتها القديمة
لم يخف العمال الذين كانوا يقومون بمهامهم داخل القاعة بكل تفان، التزاما منهم بتسليم القاعة في التاريخ المحدد، تخوفهم من أن تعود القاعة إلى حالها السابق، حيث أكد «محمد»، الذي كان يضع مقاعد الجهة الخلفية من الطابق الأرضي للقاعة، أنه يتمنى أن تبقى القاعة في شكلها الجديد، كما تسلم نظيفة، جميلة وجذابة، مسترجعا الصورة المزرية التي وجدها هو وزملاؤه من العمال حين دخلوها لأول مرة عند بداية الأشغال؛ « أملي هو أن يراجع الجمهور الذي يتوافد على قاعات السينما أنفسهم باحترام المكان وتجنب التخريب والإهمال، مع تجنب الممارسات التي طالت جميع القاعات المتواجدة بالعاصمة، مما أدى إلى تدهورها وغلقها في آخر المطاف». فيما أبدى «علي» العامل الآخر الذي كان مكلفا بأشغال الإنارة، قلقه إزاء تراجع دور قاعات السينما من حيث الأفلام المختارة للعرض، فضلا عن تراجع عدد المتوافدين عليها لمشاهدة فيلم، مرجعا ذلك إلى التطور الكبير لوسائل الاتصال والإعلام التي أصبحت –حسبه - تغني عن التنقل إلى هذه القاعات لمشاهدة فيلم، فكل شيء أصبح متوفرا لمشاهدة ما نريد من الأفلام في البيت.

‎20‎‏ مليار سنتيم لتجديد القاعة وإخضاعها للمقاييس العالمية
من ناحية نوعية الأشغال المجسدة بمشروع إعادة التهيئة، أكد رئيس بلدية سيدي أمحمد، السيد مختار بوروينة ل» المساء «، أن قاعة ‏«إفريقيا» في شكلها الحالي تستجيب لجميع المقاييس المعمول بها، والمتعلقة بالتسيير والأمن، مضيفا أن الغلاف المالي الذي خصص لهذه العملية بلغ ال ‎20‎‏ مليار سنتيم. فيما أوضح المسؤول أن تاريخ الافتتاح الرسمي للقاعة سيُحدّد لاحقا من طرف ولاية الجزائر ضمن رزنامة تظاهراتها المخلدة لعيد الاستقلال الخمسين. كما تجري حاليا عملية تكوين عدد من الشباب في مجال استعمال الكاميرات، أجهزة العرض والصوت، وكذا أعوان للتكفل بالجانب الأمني داخل القاعة.‏
وذكر بوريوينة أن قطاع الثقافة بالعاصمة سيتعزز بإعادة بعث العديد من قاعات السنيما، بعد كل من «سيرا مايسترا» التي تم إعادة فتحها منذ عام، و»إفريقيا» بعد أسابيع فقط منها؛ «الونشريس» (الفرنسي سابقا)، و»الرازي»(الكاميرا) التي تجري أشغال إعادة التهيئة بها حاليا، علما أنه في سنة ‎2003‎، قررت بلدية سيدي أمحمد استرجاع كل الفضاءات السينمائية التابعة لها والبالغ عددها خمس قاعات هي؛ «سييرا مايسترا»، «إفريقيا»، «الونشريس»، «الرازي»، «ألفريد دوميسي» وكذا قاعة أخرى حولت عن طابعها في مطلع التسعينيات هي قاعة ‏«النهضة».
للإشارة، فإن بلدية سيدي أمحمد أوكلت مهمة تسيير قاعات السينما المتواجدة بإقليمها إلى مؤسسة «فنون سيدي أمحمد « التي أنشئت مؤخرا، والتي تضم مجلس إداري يتشكل من جمعيات ثقافية ورجال من عالم الثقافة، إضافة إلى منتخبين اثنين.‏
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)