الجزائر - A la une

أسئلة العربية «سهلة» للعلميين و»مركزة» للأدبيين


تباينت آراء المترشحين لاجتياز امتحان البكالوريا بالعاصمة، حول أسئلة المواضيع المطروحة في أول يوم من الامتحان، الذي جرى في ظروف استثنائية، فممتحني الشعب العلمية وصفوا أسئلة اللغة العربية ب»السهلة»، أما الشعب الأدبية فقالوا أنها «مركزة» ولكنها لم تخرج عن المقرر المدرسي.سألت «الشعب» عيّنة من الممتحنين عن انطباعهم، حول أسئلة المواد الممتحنة فيها في اليوم الأول من بكالوريا 2020، وأجمع أغلب الممتحنين من شعبة العلوم التجريبية، أن موضوع اللغة العربية المبرمج في الحصة الصباحية كان سهلا والقصيدة الشعرية، ما سهل عليهم إيجاد الحلّ.
وأكّد تلاميذ شعبة اللغات الأجنبية أن الأسئلة مركّزة، وتعتمد على الفهم أكثر من الحفظ وكانت مباشرة ووفق دروس الفصلين، خاصّة وأنّهم كانوا متخوّفين أن تكون أسئلة المواضيع، لم تدرس خلال الموسم.
نفس الانطباع صرّح به التلميذ محمد الذي يعلّق آمالا كبيرة على بقية المواد، لاسيّما الأساسية منها على غرار اللغة الفرنسية، الانجليزية من أجل النّجاح.
وأبدى هؤلاء عزمهم على رفع التحدّي والتغلّب على الصّعاب، من خلال مواصلة المشوار إلى غاية الانتهاء من الامتحانات، التي ستدوم 5 أيام وستعلن نتائجها شهر أكتوبر المقبل.
تدابير جديدة لتوجيه التلاميذ
ولأنّ امتحانات البكالوريا جاءت هذه السنة في ظرف استثنائي، فرضته جائحة كورونا، حرصت وزارة التربية الوطنية على توفير الوسائل والإمكانيات عبر 2261 مركز لتطبيق البروتوكول الصحي الذي صادقت عليه اللجنة العلمية لرصد ومتابعة الوباء لمنع تفشيه بالوسط المدرسي، خاصة مع الأعداد الكبيرة للتلاميذ، إلى جانب وضع إجراءات رقابية صارمة لمنع ظاهرة « الغش « والحفاظ على مصداقية الشهادة.
وكشف سعيد شعابني، رئيس مركز إجراء الامتحانات بثانوية المجاهد حسين أيت احمد ببلدية باب الزوار التابعة لمديرية التربية «الجزائر شرق « في تصريح ل «الشعب»، عن تطبيق إجراءات جديدة لصالح تلاميذ البكالوريا سواء في الشق البيداغوجي أو الصحي.
وأشار أن البرتوكول الصحي، يتضمّن تطهير المراكز قبل التحاق التلاميذ، تنظيف دورات المياه وتعقيم القاعات إلى غاية وصول الممتحنين الذين يتمّ إخضاعهم للكشف الحراري 4 مرات، الفحص الطبي، التطهير باستعمال المعقمات، التوجّه نحو الخريطة المدرسية للاطلاع على أرقام القاعات والالتحاق المباشر بها ومنع أيّ تجمّعات تنقل العدوى.
وأضاف المتحدث الذي وجدناه بمركز إجراء الامتحان الذي عرف إقبال عدد كبير من التلاميذ رفقة أوليائهم، إلى جانب عناصر الشرطة لتنظيم حركة السير ومنع الاكتظاظ الذي يعرقل عمل الحراس والمؤطرين، أن جميع الترتيبات اتخذت لتطبيق البروتوكول الصحي طبقا للتعليمات الرسمية لوزارة التربية، حيث تمّ تجنيد الموظفين لاستقبال التلاميذ في ظروف حسنة، مطمئنا الأولياء أنهم في أياد آمنة ولا داعي للقلق.
ولاحظت «الشعب» دقائق قبل إعلان جرس الدخول رفقة رئيس المركز، حضور التلاميذ قبل الوقت المحدّد، أيّ الساعة الثامنة والنصف صباحا، حيث توجّه هؤلاء إلى ساحة المركز للإطلاع على أرقام قاعات الامتحان، كانت دقائق بسيطة غير أنها قد تكون فاصلة في المشوار الدراسي لآلاف التلاميذ الذين حاولت «الشعب « التقرّب منهم لمعرفة مدى جاهزيتهم للامتحان.
حاولنا الحديث مع أحد الممتحنين الذي رفض الحديث إلينا في البداية بسبب الارتباك والتوتر، وقال بنبرة خوف «ربي يسهل لنا الأمور» وفي سؤالنا عن تحضيراتهم بعد قطيعة 6 أشهر قال نحاول و»الباقي بيد الله « كانت إجاباتهم قليلة وحديثهم أقل، غير أن نظراتهم ونبرة صوتهم معبّرة أوضحت مدى الخوف والتوتر النفسي الذي يعيشه هؤلاء بدقائق قبل الامتحان.
قاعتان لاستقبال مرضى كوفيد
الملاحظ في بكالوريا دورة سبتمبر 2020، أنها لم تقتصر على الجانب العلمي وعدم التمكن من استكمال السنة الدراسية، حتى الجانب الصحي لعب دوره في التأثير على نفسية التلاميذ المتخوفين من العدوى.
وصرح رئيس المركز في هذا الصدد، أنه يتتبع الوضع الصحي للممتحنين إلى جانب تحويل قاعتين للعزل للمرضى والمشكوك في إصابتهم من أجل إجراء الامتحان في ظروف عادية شأنهم شأن بقية الممتحنين لعدم حرمانهم من هذا الحق.
بمشاعر ممزوجة بالخوف والرغبة في افتكاك تأشيرة ولوج الجامعة، تقدّم الممتحنون نحو ساحة المدرسة، أين أعطيت لهم شروحات حول البرتوكول الصحي ومدى تطبيقه سواء من طرفهم أومن طرف الطاقم التربوي، خاصة وأن الخبراء والطاقم الطبي التابع للجنة أكد على ضرورة التزام المترشحين والأساتذة بكافة الإجراءات الوقائية لتفادي انتشار الفيروس في أوساطهم وضمان نجاح الدورة التي جاءت في ظروف صعبة .
احترام التباعد الاجتماعي داخل القاعات
وأكد رئيس المركز بخصوص الإجراءات الوقائية داخل حجرات الامتحان، ضرورة احترام التباعد بين الطاولات بمتر على الأقل، والعمل على توفير الكمامات وأجهزة الكشف الحراري والأكياس البلاستكية وحاويات النفايات بالأعداد والكميات الكافية التي تضمن نظافة المحيط المدرسي.
وإلى ذلك توفير المحاليل المطهّرة عند مدخل المركز وفي القاعات لاستعمالها من طرف المترشحين، الحراس والمؤطرين، مع ضرورة توفير الغسول في دورات المياه والمرافق الصحية، هي إجراءات يحرص مسؤول المركز على توفيرها والوقوف عليها.
وقال المتحدث بخصوص عدد الممتحنين داخل قاعات الامتحان، أنها لا تتعدى 20 تلميذا في كل قسم وأحيانا أقل، مشيرا إلى توزيعهم بطريقة تضمن إجراء الامتحانات وفق تدابير صارمة تكفل الامتحان في جوّ من الهدوء والسكنية.
مرافقة نفسية تربوية للممتحنين
ولعلّ أهم ما أكدت عليه وزارة التربية الوطنية، حسبما جاء على لسان مدير المركز المرافقة النفسية للممتحنين من أجل تخفيف الضغط النفسي عليهم، خاصة وأنهم مرّوا بفترة صعبة جراء عدم استكمال الدروس وفترة الحجر الصحي التي وقفت عائقا أمام تحصيلهم العلمي.
ولعب الأولياء دورا كبيرا في تحضير أبنائهم نفسيا، حيث أكّد العديد ممّن تحدّثت إليهم «الشعب» أنّ وضعهم النفسي أصعب من أبنائهم، لأنهم وقفوا على كل كبيرة وصغيرة طيلة فترة القطيعة التي حرمت أبناءهم من المراجعة والدروس الخصوصية إلى غاية فتح حصص المراجعة الجماعية بالمؤسسات التربوية التي استطاع أبناءهم من خلالها الدخول في جوّ الدراسة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)