الجزائر

أزمة العرب في قممهم..



منذ سنوات ونحن نتقزز وتشمئز نفوسنا من توالي انعقاد القمم العربية بانتظام كبير ولكن في ظل استمرار أوضاع دار لقمان على حالها إلى درجة أنها أصبحت عادة والعادة، كما هو معلوم، تولد الضجر والسكون..
درجة أصبحت معها مشاركة الرؤساء والقادة في دورات جامعة الدول العربية تأتي من باب مجاملة زعيم الدولة التي تحتضن القمة الدورية ليس إلا، فلا الشعوب ولا الرؤساء صاروا يأملون تحقيق شيء من اجتماعات طبع الروتين على أشغالها ونتائجها بعدما أصبحت اللقاءات ترفع كما تفتتح دون الخروج بقرارات أو حلول للمشاكل التي تطرح.
حينها تعالت أصوات عاقلة نبهت لهذا الوضع وتحركت من أجل نفض الغبار على الجامعة وتحديث آليات عملها المتآكلة، وكان من بينها الجزائر التي بذلت في هذا الاتجاه جهودا معتبرة بمناسبة احتضانها لقمة 2005، غير أن تعنت بعض الأنظمة المسيطرة على الجامعة ومقرها وأدواتها وقف بشدة ضد كافة محاولات التغيير، وذهب إلى حد اتهام الجزائر بالبحث عن دور ريادة وزعامة.
ولأن الطبيعة ترفض الفراغ فقد تحولت الأنظمة المناوئة للتغيير إلى أدوات في يد الدول الغربية المهيمنة تسير من خلالها شؤون الجامعة والشعوب العربية عن بعد، وتتحكم في مصيرها، فأصبحت الجامعة تتخذ قرارات، نيابة عن الغرب، تؤدي إلى استباحة تدخل قوات الناتو رغم وجود اتفاقية عربية للدفاع المشترك! وتقسيم البلدان وحتى الشعوب العربية باسم الحرية والتحرر وحماية الأقليات!.
كيف يمكن للبلدان العربية أن يمسها الخير من اجتماعات وقمم أصبحت تعقد في ظل حماية الأساطيل الحربية الغربية، وتحت فضاء يخضع لسيطرة أقمار الحلف الأطلسي؟! قمم تجتمع لتدعو الدول العربية إلى التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض! وهل من الصدف أن تشهد المنطقة العربية دائما زيارات لمسؤولين غربيين عشية انعقاد كل قمة؟!.
فقد وصل الأمر ذات مرة بوزيرة الخارجية الأمريكية أن اجتمعت بوزراء بضعة دول عربية عشية انعقاد إحدى القمم، وقيل حينها أن الاجتماع كان بمثابة قمة مصغرة ضبطت جدول أعمال القادة العرب ووضعت الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها!.
قطعا لن يعتدل حال الجامعة العربية ولن يستقيم مادامت تتحكم فيها زمرة من الدول، ومادامت هذه الدول أداة طيعة في يد الغرب، ومادامت القرارات السياسية هي الفاصلة فيما يقوم الاتحاد الأوروبي ويسير بدقة كالآلة بفضل برلمانه.
لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)