الجزائر

أرخيلة
أشاد كل من القانونين قسنطيني وأرخيلة، بخصال الفقيد بوعلام بسايح المستشار الشخصي لرئيس الجمهورية، مؤكدين أن الرجل شخصية فريدة من نوعها ومتميزة من حيث تحليه بالثقافة الواسعة، من خلال ما أنتجه من مؤلفات أدبية وتاريخية، ونضاله المستميت منذ الثورة التحريرية إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية، والتي اكتسبها بفضل انتمائه إلى جبهة التحرير الوطني، كما أنه أثبت جدارته في كل المناصب التي تقلدها خدمة للوطن.وصف المحامي عامر أرخيلة، المرحوم بوعلام بسايح، بالشخصية ذات الأبعاد المتعددة والمثقف المرتبط بقضايا المجتمع والأديب الفذ من خلال ما أنتجه والمؤرخ المتميز عبر كتاباته التاريخية، وكذا الدبلوماسي المحنك والسياسي الهادئ، حيث كان له دور في حقن دماء الإخوة اللبنانيين في اتفاق الطائف، مضيفا في تصريح خص به جريدة «الشعب» أن البعد الاستراتيجي لهذه الشخصية ظهرت بفضل تكوينه الجامعي وانتمائه لجيل تميز بمساره النضالي ضد الاستعمار، وصاحب قضية كان يبحث عن تحقيق الذات الجماعية وليست الفردية.وأوضح أرخيلة في هذا الإطار، أن الفقيد أتيحت له الفرصة للمساهمة في الثورة كمجاهد وفي مسيرة البناء المؤسساتي للدولة الجزائرية، حيث كان ينتمي إلى أمانة المجلس الوطني للثورة الذي يعد مرجعا أعلى لمؤسسات الثورة التحريرية بداية بمؤتمر الصومام خلال الفترة 1959 -1962، وكانت له ملفات جعلته يكون على دراية بمختلف التنظيمات والمؤسسات إبان حرب التحرير الوطني، التي تميزت بالمناورات الديغولية لإجهاض الثورة قائلا: «الفقيد كان في موقع سمح له بتزويد المفاوض الجزائري بالمعطيات وكل ما يخص الصراع الفرنسي الجزائري».وأشار الأستاذ الجامعي إلى أنه، بعد استرجاع السيادة الوطنية استفادت الجزائر من خبرة بسايح الذي ابتعد عن الصراعات التي حدثت على مستوى جبهة التحرير الوطني وفضل البقاء محايدا ملتزما بخدمة الجزائر التي أعطته الفرصة لتقلد عدة مناصب، مضيفا أن الفقيد كان عضو في الأمانة العامة لوزارة الشؤون الخارجية خلال الفترة 1971-1979 التي تعتبر فترة ذهبية للدبلوماسية الجزائرية وثرية بالعمل النضالي المكتسبة من مبادئ الثورة، وهذا عبر مواقف الجزائر الثابتة على الصعيدين العربي وحركة عدم الانحياز ومناصرتها الدائم للقضية الفلسطينية. وحسب أرخيلة، أنه تعرف على الراحل حين كان عضو في القيادة المركزية لجبهة التحرير الوطني سنة 1980، قائلا: «كنت أتشوق للحديث معه لما يتميز به من ثقافة وكلمات مختصرة ومعبرة ، حتى النقاشات والصراعات التي عرفتها جبهة التحرير لم يكن طرفا فيها، خصاله مكنته من أن يحظى باحترام الجميع»، مؤكدا أن اختياره من طرف رئيس الجمهورية لترأس المجلس الدستوري سنة 2005 لم يكن قرارا اعتباطيا، بل كان مبني على نضال الرجل في مجال حقوق الإنسان وتقرير المصير كممثل للثورة والدبلوماسية الجزائرية.وأعرب المحامي عن شرف انتماءه للمجلس الدستوري الذي ترأسه الفقيد في فترة من الفترات، مبرزا مساهمة بسايح في الحقل الثقافي من خلال إصدارته الثلاثة المتميزة وهي كتاب بعنوان «من يوغرطة إلى الذكرى ال50 لاسترجاع الاستقلال»، كتاب «الأمير عبد القادر»، وإعداده لسيناريو بوعمامة قائلا: «أصوله تنتمي إلى أولاد سيدي الشيخ، لا عجب أن تكون له هذه الصفة المتوارثة عن أجداده وجيل من الطلائع».وتأسف في هذا الشأن، عن فقدان الجزائر في شخص بسايح قامة متميزة ورجل سياسة ودبلوماسي رغم رحيله جسديا لكنه باقي بإنتاجه الفكري، وحسب أرخيلة أنه بالرغم من المناصب التي تقلدها الفقيد والعمل الدائم إلا أن هم الكتابة لم يغادره، قائلا: «ما أحوجنا اليوم لأمثال بسايح في الوضع الذي تمر به الأمة العربية من حالة التمزق والاقتتال الذاتي».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)