أرحام قطَّعها الخصام و أقارب في الدم أباعد بالذَّمِّ

إن الجرائم المرتكبة اليوم في الوسط الأسري يشيب لهولها الولدان لشدة فظاعتها و بشاعتها ففي مجتمع محافظ متمسك بتعاليم دينه نجد بعضا من المنتسبين إليه يضرب والديه و يعنفهما لأتفه الأسباب بل قد يصل الأمر حد القتل و المحاكم شاهدة على ذلك و الأمر سيان بالنسبة للعلاقات بين الإخوة و الأشقاء فقد يتناحرون و يتقاتلون على كيفية توزيع الميراث أما العلاقة بين الأزواج فحدث و لا حرج فتلم مأساة يصعب سبر أغوارها .إن ما يحدث اليوم داخل الكثير من الأسر و العائلات من مشاكل تأخذ وصف الجرائم في كثير من الأحيان لهو جدير بالاهتمام من لدن الجهات المسؤولة المطالبة بالتحرك بسرعة لتحليل و تحديد مكمن الداء و أسبابه قبل كتابة وصفة الدواء و وضع هذه الأسرة أو تلك العائلة تحت العناية الاجتماعية و المراقبة النفسية لتفادي مضاعفات و تأثيرا سلبية على المجتمع بأكمله . إن دق ناقوس الخطر لم يعد كافيا أو مجديا ما دام هذا الخطر قد استوطن بيوتنا و فكك روابطنا الأسرية و أحرق نسيجنا الاجتماعي بل لا بد من استئصال هذا الداء من جسد مجتمعنا و لن يتأتى ذلك إلا بنظرة شاملة و جذرية لماهية الأسرة بعيدا عن التعريفات التقليدية التي انتهت صلاحية استهلاكها في الزمن المعاصر .