أدوار الأم أدخلتها البيوت العربية

ووري أمس، بالقاهرة جثمان الفنانة القديرة السيدة كريمة مختار بعد تشييعه من مسجد عمرو بن العاص بعد صلاة الجمعة، هذه الفنانة التي أفتكت لقب الأم عن جدارة من جمهورها العربي فهي التي كانت «أم العيال» و»ماما نونة» وهي التي تدفقت في أدوارها الأمومة في أرقى معانيها وبخصوصيتها العربية التي تظل الأجيال تحن إليها من فرط صدقها، لا يتتبع أحد من جمهورها أدوارها إلا وأحس أنها أمه وشعر بالدفء وبالدلال الذي تهبه وهي تبتسم لترسم إشراقة حرم منها الكثيرون.توفيت الفنانة أول أمس بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز ال 82 عاماً. ولدت الفنانة كريمة مختار واسمها الحقيقي عطيات محمد البدري في 16 جانفي سنة 1934 بمصر وحصلت على بكالوريوس فنون مسرحية. تزوجت من المخرج والممثل الراحل نور الدمرداش، وأنجبت منه 4 أبناء، وحصلت على جائزة النقاد عن دورها في فيلم «ومضى قطار العمر».بدأت مسيرتها الفنية خلال برنامج الأطفال الإذاعي الشهير «بابا شارو» في فترة الخمسينات، ومن خلاله اشتهرت كصوت إذاعي مميز يجيد تقديم الأعمال الدرامية عبر أثير الإذاعة، حتى عرض عليها المشاركة في بعض الأفلام السينمائية إلا أن أسرتها رفضت ذلك العرض، فاقتصر عملها على الإذاعة حتى جاءتها الفرصة مرة أخرى بعد زواجها من المخرج نور الدمرداش عام 1958 الذي سهل لها المشاركة في فيلم «ثمن الحرية».ومن أهم أفلام الراحلة «الحفيد» و»رجل فقد عقله» و»الليلة الموعودة» و»سعد اليتيم» و»الفرح.»وكان تجسيدها لشخصية «ماما نونا» في مسلسل «يتربى في عزو» الذي عرض كغيره من أعمالها على التلفزيون الجزائري نقطة تحول، فقد دخلت كل البيوت العربية نتيجة حنانها الزائد وتدليلها المبالغ فيه لابنها حمادة (يحيى الفخراني).جسدت الراحلة الأم الطيبة البسيطة التي لا ترفض لأبنائها طلب، أحبها المشاهدون العرب لأنهم وجدوا فيها نموذجا أصيلا للأم العربية.للإشارة، فقد كشف الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين عن آخر كلمات الفنانة الراحلة كريمة مختار حيث قالت «أنا أديت رسالتي وليس في حياتي ما أخجل منه»، موضحًا أنها كانت أما لكل الممثلين.