الجزائر

أحمد الدان القيادي في حركة البناء يؤكد في حوار ل السياسي :


دافع نائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان عن مبادرة الجزائر للجميع التي عرضتها الحركة على الأحزاب السياسية مؤخرا،مؤكدا أن الهدف منها هو تامين الاستقرار الوطني والتوافق على معالم المستقبل من خلال الاستماع والحوار بين الجميع ،فيما حرص على إبراز أنها فكرة المرحلة لأنها بعيدة حسبه على استعراض القوة بين شركاء الساحة . و قال الدان في حوار ل السياسي إن مجلس شورى الحركة سيناقش نهاية الخريف المقبل موقفه الرسمي من الرئاسيات المقبلة حيث تم طرح خيار التحالف حول مرشح توافقي أو ترشيح إطار من الحركة ،بينما شدد على إلزامية المشاركة في هذا الموعد الانتخابي المصيري ، كما تطرق الرجل الثاني في حركة البناء بالتفصيل إلى ملفات الوحدة مع حركة حمس ، و توجهات الحركة بين الخطين الإسلامي و الوطني،فضلا عن مستقبل تكتل الاتحاد بعد التشنجات الأخيرة .التقيتم عددا من الأحزاب مؤخرا لعرض مبادرتكم الجزائر للجميع ،كيف كان التجاوب معها من قبل الطبقة السياسية الوطنية ؟
اعتقد أن مبادرة حركة البناء الوطني التي حملت عنوان الجزائر للجميع تستمد مجموعة كبيرة من أفكارها من هذا العنوان وهو الحرص على مشاركة الجميع في مستقبلهم من خلال الحوار السياسي بين مكونات الطبقة السياسية بعيدا عن الاصطفافات التقليدية او الذهاب إلى استعراض القوة بين شركاء الساحة بل إن حركة البناء الوطني تبحث عن صناعة بيئة أكثر جدية وأكثر صراحة وأكثر ديمقراطية وتنافسية من خلال تامين الاستقرار الوطني والتوافق على معالم المستقبل من خلال الاستماع والحوار بين الجميع.
هل لمستم رغبة لدى الطبقة السياسية للذهاب نحو وفاق وطني قبيل الرئاسيات ؟
أغلبية الذين التقيناهم كان بيننا وبينهم انسجام في الرؤية حول التشخيص لوضع البلاد والحرص على التوافق ولكن أيضا لكل حزب مقاربته المتعلقة بالرئاسيات القادمة كمحطة مؤثرة على المستقبل وهذه الرؤى يمكن أن تتقارب عبر الحوار وهذا هو البعد الذي تضيفه المبادرة الجزائر للجميع لأننا إما أطراف تدعوا الرئيس الى العهدة الخامسة وهو لم يعلن ترشحه لحد الآن ، وهناك أطراف أخرى ما تزال تدعوا إلى الانتقال الديمقراطي من وجهة نظر مختلفة عن مقاربة العهدة الخامسة ، وهناك أطراف أخرى تدعوا إلى مرحلة انتقالية لأنها ترى الأزمة كبيرة وتتطلب فترة توافقية طويلة ، وحركة البناء الوطني ترى ضرورة جلوس الجميع إلى حوار سياسي حزبي حر ومسؤول لا يحمل المسؤولية لأية جهات أخرى ولا يبتعد عن الالتزامات الدستورية والقانونية بل يسعى الحوار إلى تعبئة قوى الوطن كلها من اجل جزائر الغد الأفضل لان التحدي السياسي حقيقي والجزائر تستحق ما هو أفضل.
هل يعني انتظاركم لما تفرزه الساحة قبل تسجيل موقفكم من رئاسيات 2019 ، أن حركة البناء لن تقدم مرشحها الخاص لهذا الموعد ؟
حركة البناء الوطني تعمل على تفعيل الحوار مع الآخر بغض النظر عن موقفها من الرئاسيات لان الجزائر مقدمة عندنا على حركة البناء الوطني ونحن مستعدون للتضحية بكل شيء من اجل الجزائر واستقرارها ورفع الغبن عن المواطنين ، وحماية الديمقراطية والتعددية ، والحوار مع كل الأطياف السياسية إعطانا أملا كبيرا في ادوار أفضل للطبقة السياسية والأحزاب لتامين مستقبل البلاد وتجنيبها الانجرار إلى أجندات وتهديدات أصبحت واضحة . وأما قرار الحركة تجاه الرئاسيات فبالتأكيد سيناقشه مجلس الشورى نهاية الخريف سواء بالرشح أو بالتحالف لان المجلس والمؤتمر كان خياره الابتعاد عن سياسة المقاطعة ومخرجاتها.
رصد مراقبون للقاء الافلان مع البناء و مع حمس ، تباينا كبيرا في تعاطي الحزبين مع المساءل السياسية ، هل يجهض هذا الاختلاف الإيديولوجي مساعي الوحدة التي أعلنتم عنها مؤخرا ؟
الوحدة مع حمس مشروع أوسع من الاستحقاقات الانتخابية ونحن لا نزال حريصين على الوحدة وقد قدمنا للإخوة في حمس كل التسهيلات للوصول إلى انجاز الوحدة في الواقع لان أبناء الحركتين مهتمون بقوة بهذه الوحدة ، وبالتأكيد ستكون هناك أسباب تشوش على الوحدة وقد كانت ضمن حوارنا الأخير مع حمس وتشكلت لجنة لمتابعة الملف وتقديم تصورات حوله للقيادة في الحزبين ، وسنظل حريصين على الوحدة إن شاء الله وفق مقتضيات المنهج الذي تركنا عليه الشيخ نحناح من الاعتدال والوسطية والمشاركة والحضور في احتياجات واهتمامات الجزائر التي تحتاج اليوم كل أبنائها المخلصين وتحتاج المصارحة على المستقبل بعد المصالحة على الماضي ، والابتعاد عن سياسات التخوين والإدانة ، وبعيدا أيضا عن احتكار الوطنية او احتكار الحقيقة او الإسلام او الوطنية فالجزائر للجميع هي فكرة المرحلة .
تحدثتم خلال اللقاء مع قيادة الافلان عن اتفاقكم على الخط الوطني،هل يعني هذا أن الحركة تحاول محو خلفياتها و توجهاتها الإسلامية على غرار حزب تاج المنفصل أيضا عن حمس ؟
العيب في احتكار الإسلام وليس في الانتماء له واعتقد أن صفة الإسلامية ليست عيبا بل هي محل اعتزاز وفخر لان الجزائر ارض الإسلام ، والشعب الجزائري كله شعب مسلم معتز بإسلامه ، وهناك أحزاب في أوربا تسمى الحزب المسيحي ولا احد يتكلم معها وهناك أفكار قومية عالمية مرتبطة بأديانها وهي تعتز بدينها ولا احد ينكر عليها . ونحن نحرص على التعاون والتكامل بين الوطني والإسلامي وغيره من القوى النافعة للجزائر كخيار مستقبلي يجمّع قوى الوطن ويعطي الأمل في الاستقرار ضمن حماية المكتسب الديمقراطي لان التقسيمات التقليدية بين إسلامي ووطني ولائكي هي تصنيفات قديمة واليوم لابد من قراءة جديدة للمؤثرات الجديدة في الساحة حسب التطورات الواقعية لحماية ثوابت واستقرار الوطن والمواطن بعيدا عن العواطف والأهواء والأمزجة والمجاملات .
في ظل حديثكم عن تطابق الرؤى في عديد المسائل مع قيادة الافلان مؤخرا ، هل هنالك إمكانية لانضمامكم إلى مبادرته من أجل دعم الاستمرارية للرئيس بوتفليقة ؟
نحن قدمنا الأفكار المتعلقة بالاستقرار الوطني صناعة بيئة آمنة للديمقراطية والتعددية وكانت مجالا للتوافق حولها ونحن نقلنا إليهم مبادرتنا وهي كانت محل نقاش الاجتماع وسنعمل على تجميع الرؤى والأفكار المطروحة بين يدي المبادرة لمناقشتها في مؤسسات الحركة إن شاء الله لاستكمال المراحل القادمة للمبادرة.
ما هي الخيارات المطروحة على مستوى الحركة في الرئاسيات المقبلة ، و متى يتم الفصل نهائيا فيها ؟
الخيارات المطروحة أمام الحركة تنقسم إلى قسمين في الغالب إلا إذا رأى مجلس الشورى رأيا آخر حسب المستجدات من الأحداث حين انعقاده وهذان الخياران - اما التحالف مع مجموعة من الأحزاب او القوى حول مرشح توافق وبرنامج يحقق جزائر الجميع التي تضمن كرامة المواطن وتؤمن الاستقرار وتكرس الديمقراطية التشاركية بين مكونات الساحة الوطنية - واما الترشح بمرشح الحركة لان حركة البناء خزانتها مملوءة بالإطارات الوطنية والكفاءات الشابة المتخصصة ولها رصيد نضالي ويمكنها أيضا أن تكون لها تحالفات حول مرشحها ويمكن أن يرى مجلس الشورى رأيا آخر في حال ظهرت تطورات ومقاربات أخرى او برزت على الساحة أي أفكار أخرى تقدم عروضا لصالح الوطن والمواطن لان الجزائر ليست عقيمة عن الأفكار ولا المقترحات التي يمكن من خلالها تجاوز أي انسداد او أزمة بعيدا عن الذهنيات الأحادية والرؤى الاقصائية الضيقة او الانحباس في المقاربات التقليدية المحدودة.
بالعودة لتكتل الاتحاد هل ستتفقون على أي شيء بخصوص الرئاسيات المقبلة ؟ أم أنه صار من الماضي بسبب المشاكل و تبادل الاتهامات مؤخرا بين الأحزاب المشكلة له ؟
مكونات الاتحاد التقيناها في إطار المبادرة وتلقينا منهم تجاوبا حول الإطار العام للمبادرة ولا يزال بيننا وبينهم حوار حول المستقبل ولكن الموقف من الرئاسيات لا يزال خاضعا لمؤسسات كل حزب لأننا لم نشكل في الاتحاد هياكل ومؤسسات مشتركة ولهذا سيكون التنسيق مع مكونات الاتحاد ضمن الرؤية العامة للتنسيق مع كل مكونات الطبقة السياسية الأخرى ولم يطلب منا أي طرف من أطراف الاتحاد التنسيق في الرئاسيات لحد الآن لان الإخوة في النهضة أمام مؤتمر سيحدد سياستهم المستقبلية بالتأكيد واما الإخوة في العدالة فإنهم لم يعلنوا هم أيضا موقفا واضحا من الرئاسيات وكل المواقف ستدرس في المؤسسات الرسمية للحركة إن شاء الله.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)