الجزائر - A la une

أحلام بسيطة ولكنها ممنوعة



أحلام بسيطة ولكنها ممنوعة
في دردشة دارت بيني وبين أحد الزملاء صارحني بأحلامه الإعلامية، وقال أنه يلم بأن ينجز أفلاما وثائقية حول البراري الجزائرية وحول حيواناتها، أي أنها محاولة لإظهار بعض المخفي من البراري في بلادي على شاكلة ما تنتجه قناة ناشيونال جيوغرافيك ذائعة الصيت، ولو بطريقة اقل احترافية، والتجربة تلوى التجربة ستنتج شيء جيد مع مرور الوقت، ورغم أن الزميل يملك الوسائل اللازمة من معدات تقنية وكاميرات ودراسات حول البرية الجزائرية في كل ربوع الوطن، إلا أنه لحد الآن ما يزال عاجزا عن تجسيد حلمه، حين سالته عن سر هذا العجز والتأخر في انطلاق هذا المشروع رغم سهولة تجسيده، فتح لي الزميل كما من العراقيل النفسية والواقعية، على رأسها أنه في حال حاول التصوير داخل غابة او برية لن يجد مكانا يركن فيه سيارته ولن يأمن اللصوص، وفي حالة استطاع الدخول في أحراش الغابات او الجبال لا يعرف أي مفاجأة ستواجهه ليس من الحيوانات التي خلقها "سيدي ربي" ولكن من بعض البشر الذين أبوا إلا ان يتحلوا إلى حيوانات، ففي بلاد العالم يخرج الناس ويخيمون في الطرقات وفي الغابات لا يخافون على انفسهم إلا من الذئاب والدببة والضواري، وعندنا هذه الكائنات اختفت وانقرضت والمتبقي منها يفر من البشر، والأمر الآخر حتى وان نجح صديقي في كل هذا فإن السلطات الرسمية ان وجدته يصور او يعمل تفتح معه تحقيق له بداية وليس له نهاية عن سر التصوير وماذا يفعل في منطقة نائية. المهم قبل ان يكمل زميلي حلمه، قلت له يا صديقي ابقى مع تغطيات وانقل ما يقوله الوزراء ورؤساء الاحزاب وتحول الى ببغاء تقول ما يقولون، وان اردت ان تحقق حلمك فما عليك سوى ان تطير وتحلق بعيدا عن هذه البلاد كما تفعل الطيور التي كنت تنوي تصويرها .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)