أجواء المخيم الصيفي بشاطئ عين ابراهيم بسيدي لخضر

150 طفلا من بينهم 15 معوزا من ولاية مستغانمكانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا عندما حطّينا الرحال بشاطئ عبن ابراهيم الكائن بسيدي لخضر بولاية مستغانم الساحرة التي تنتظر بشغف زوارها ومصطافيها الذين أتوا من كل حدب وصوب ليستمتعوا بزرقة مياه البحر الصافية ونسمات العليل المنعشة ، ترجلنا قليلا على الرمال الذهبية مستمتعين برؤية العائلات الجزائرية وهي مسترخية تحت مظليات جميلة بألوان زاهية وبجانبها مأكولات صيفية منوعة ، وفجأة لمحنا عددا كبيرا من الأطفال يسيرون في خط مستقيم وهم ينشدون أغاني صيفية جميلة ، يتقدمهم شاب في مقتبل العمر ، وقبل أن نتجه إليه قصد التحدث معه ، حتى حمل في يده حبلا طويلا وطلب من الأطفال التمسك به قصد الدخول مجموعات إلى البحر وبانتظام ، عرفنا حينها أننا في مخيم صيفي وكم كانت الفرحة كبيرة لأننا أخيرا سنعيش لحظات التخييم و نرصد كل لحطة يعيشها هؤلاء الأطفال على شاطئ عين ابراهيم . متعة في السباحةأجمل ما يمكن رؤيته في هذا المخيم الصيفي الذي تشرف عليه مؤسسة " نافطال" الجهة الغربية هو فرحة الأطفال الذين كانوا يقفزون هنا وهناك مستمتعين بلحظات صيفية يقضونها في رحاب منطقة سيدي لخضر الرائعة ، إذ لم تكن قهقاتهم تفارق مُحيّاهم البريء في كل خطوة يخطونها نحو موجات البحر الهائجة تارة والساكنة تارة أخرى ، ورغم إدراكهم أنهم تحت أعين مدربيهم إلا أن تصرفاتهم العفوية كانت تقلق المشرف عليهم الذي كان يصرخ في كل مرة حاملا صفارته : وين راك رايح ؟ ما تفوتش الخط ، ولّي هنا وشدّ في خوك .. !!، وبعد فترة من الزمن ، خرج الأطفال مصطفين من البحر واتجهوا نحو المخيم وهم يغنون ويمرحون ، فتارة ينشدون للوطن و تارة أخرى يغنون للبحر والصيف . طبيب نفسي لأول مرة في التخييم دخلنا المخيم الصيفي الذي كان مكتظا بالأطفال والمنشطين الذين كانوا يستعدون لتنظيم مباراة في كرة القدم بين المخيمين الصغار ، فاستقبلنا مدير المخيم السيد " بن قربة محمد سعيد " بصدر رحب ووجه بشوش ، وعبر لنا عن سعاته بتسييره لهذا المخيم الذي يضم حوالي 152 طفلا قدموا من مختلف ولايات الوطن على غرار تندوف ، بشار، مستغانم، تلمسان ووهران من بينهم 15 طفلا معوزا من ولاية مستغانم ، حيث قال إن المخيم الصيفي الذي تشرف عليه مؤسسة " نافطال " الجهة الغربية يعمل على تطوير مهارات الطفل الفكرية والبدنية من خلال مسابقات و أنشطة فنية و كذا ألعاب رياضية تجرى على الشاطئ يشرف عليها حوالي 50 منشطا ، كما يساهم المخيم في تعزيز قدرات الاطفال على تحمل المسؤولية وبناء علاقات صداقة خارج مدينتهم و مدرستهم وكذا الانفتاح على الآخرين ، مشيرا أن هذا الأخير هو أيضا فرصة للترفيه و الترويح من خلال ألعاب ممتعة ومسلية ، وعن فترة التخييم أكد محدثنا أنها تضم ثلاث دورات الأولى تمتد بين 22 جويلية إلى غاية 4 أوت ، والثانية من 4 أوت إلى 18 أوت لتنتهي الدورة الثالثة يوم 31 أوت المقبل ، مبرزا أن البرنامج يحمل في لبه الكثير من الأنشطة الرياضية والفنية وكذا الفكرية كألعاب الشاطئ وبناء القصور بالرمال و الأشغال اليدوية بعد تقسيم الأطفال إلى 10 أفواج ، مع العلم أن المخيم الصيفي قد شهد هذا الموسم وجود طبيب نفسي وهذا لأول مرة في تاريخ التخييم ببلادنا – على حد تعبيره – إضافة إلى الطبيب العام طبعا .