الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)



الفقيه سيدي ابو الطاهر عمارة الشريف بن يحي بن عمارة الشريف الحسني، هكذا من خط يده رحمه الله ن يكنى أبا الطاهر له علم و أدب و فضل و نبل، تقضي، في بعض النواحي ببجاية، وكان متقدما في علم العربية و الأدب.
وله تأليف في علم الفرائض منظوم، و تواشيحه في نهاية الحسن، وبها يضرب المثل، و كثيرا ما يقو ل الناس عندما يتشطط الإنسان على الإنسان في الطلب: "و أغني لك موشحا لعمارة" و قد ذكر لأي أن شعره قد جمع في ديوان، ولكني ما اطلعت عليه، وقد رأيت بعض القطعة مستحسنة من شعره، و أنا أذكره سببها قبلها، وذلك أن بجاية كانت بلد غزاة، وكانت أجفان إسحاق بن غانية تصل أيضا من ميورقة و هو بقية اللمتونيين، فوجه له من مراكش من قبل خليفتها من يطلبه بالبيعة و الدخول تحت الطاعة فامتنع من ذلك و كان بين يديه ولداه علي و يحي، فقال للروسل: وأنا لا أرهم ولا يروني و لكن قل الموحدين يهيئون ما ينفقون على رأس هاذين، و أشار إلى و لديه، فانفصل الرسول عنه و تجهز الولدان بعد كبرهما في طوائف فيها بعض الفرسان، و وصل إلى شاطئ بجاية، و كانت البلد شاغرة من الجيش فتلقاهم، الناس عاى عادة تلقيهم، و لما و صلت له الخيل مستعدة و الناس ما عندهم من شأنهم خبرن طلعوا على جبل الخليفةن ودخلوا من باب اللوز غلى قصبة البلد، و لم يكن فوق باب اللوز سور في ذلك الزمن، و طلبوا الناس بالبيعة فبايعوهم، وكان الشريف أبو الطتهر عمارة رحمه الله ممن امتدحهم، و أنشدهم بين أيديهم، وربما عرض في بعض مقاله جريا على عادة الشعراء أمثاله، ثم إن الموحدين تجهزوا برا و بحرا من فوزهم ليسأصلوا من البغاة شأفة أمرهم، فانفصل علي ابن غانية عن الحال و تبع الموحدون الناس بها ظهر منهم من مقال أو فعال، وكان من جملة الأمر أنه لما خطب لهم قال الخطيب، في خطبته: و الحمد الله الذي أعاد الأمر إلى نصابه، و أزاله من أيدي غصابه، فاشتهدت و طأتهم على أهل العلم، واعتقلوا أناسا منهم، وكان في جملة من اعتقل الشريف أبو الطاهر عمارة، ولما و صل الموحدون خرج إلى لجهة التي كان فيها قاضيا، فوجه إليه وجيء، به مصدفا في الحديد، فبقي معتقلا مع أصحابه مدة من الزمان، و هو يروم أن بقول فلا يجد للقول سبيلا إلى أن سمع منشدا ينشد سحرا لعلي بن الجهم:
عيون المها بين الرصافة و الجسر
جلبن الهوى من حيث أدري و لا أدري
التي منها هذه القطعة الأولى، فتلقاها بالقبول و شفع فيه و في أصحابه جده النبي الأمي خير شفيع و اكرم الرسول، وهي هذه:
سلام كعرف المندل الرطب في الحمر
و إلا كما هب النسيم على الزهـر
فلله من مقلـــة بعــــبرة
تعبر فوق الخد عن كامن الســـر
و قد راعني إيماض برق بذي الغضا
كما ابتسم الزنجي عن بهج الثغــر
بدالي أن الليل أورس زنـــاده
و لا نار إلا نور برق له يســـرى
و ما طائر فوق الغصون مسـرح
كمن بات مقعد الجناحين في وكـر
فلم أنس توديع البنين مصفــدا
و اًصغرهم يجري و أدمعه تجــري
أبا زيد إني بالحسين و سيلــتي
و جدي شفيع الناس في موقف الحشر
و كانت له رحمة الله ابنة تسمى عائشة، كانت أدبية أريبة فصيحة لبيبة، وكان لها خط حسن، رأيت كتاب الثعالبي بخطها في ثمانية عشر جزءا، و في خاتمة كل سفر منه قطعة من الشعر من نظم والدها رحمه الله، إذا ختم السفر و تم التاريخ كتب بخط يده: و قال عمارة بن يحي بن عمارة الشريف الحسني، و تكتب ابنته القطعة بخطها، وهي نسخة عتيقة ما رأيت أحسن منها و لا أصح، و لقد رأيت منه نسخا كثيرة منتقدة إلا هذه النسخة، ولقد يجب أن تكون هذه النسخة أصلا لهذا الكتاب حيث كان، ويقع التصحيح منها، وهذه النسخة من جملة الخزانة السلطانية ببجاية، أبقاها الله و حفظها و من الغريب أني رأيت هذا الكتاب في سفر واحد، رأيته بحاضرة قسنطينة عند إمام جامع قصبتها المحروسة، و هو لا بأس به، و من شعر الشريفة عائشة رحمها الله:
أخــــذو قــلبي وساروا
و اشتيــــافي أودعـــــوني
لا عــــــد إن لم يعودوا
فاعــــذروني او دعـــــوني
و يقال: إنها يعثت بهما إلى أن الفكون شاعر و قته و قالت له: عارضها أو زد عليها، فكتب إليها معتذرا عن الجواب الاقتصار عليهما هو الصواب.
و لها أيضا:
صدني عن حلاوة التشييع
اجتنابي مرارة التـــوديع
لم يقر خير ذا بوحشة هذا
فرأيت الصواب ترك الجميع
و لها في معنى المداعية و قد خطبها رجل من الأشراف، كان أصلع فلم تحبه إلى مرادهن وقالت هذه الأبيات تداعب صاحبتها من الفتيات:
عذيـــري من عاشق اصلع
قبيح الإشـــارة و المــنزع
يروم الـــزواج بما لـو أني
يروم به الصفــــع لن يصفع
برأس حويــــج إلى كيـة
و وجـــه فقير إلى بــرقع
و لها رحمها اللهن طرائف أخبار و مستحسنات أشعار لكن هذا الموضع لم يقصد به هذا المعنى، فيقع منه الإكثار، و إنما المقصود منه صورة التعريف بالرجال، و ذكر بعض شواهد الحال اهـ.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)