الجزائر

أباء للبيع




الكثير يعرف عن قصة الإمام والعالم المسلم العز ابن عبد السلام الذي باع الأمراء العثمانيين في السوق وفعل ذلك بفعل فتوى شرعية مفادها أنه لا يجوز شرعا أن يحكم الأمة عبيد، حيث كان هؤلاء الأمراء مجرد عبيد في الدولة الإسلامية ولكنهم كانوا أكثرية في الجيش فاستولوا على الخلافة وصاروا هم أصحابها، واستطاع ابن عبد السلام أن ينزلهم للأسواق ويبيعهم للناس ليتم بعدها عتقهم ويعودون للحكم، الحكاية شيقة لمن يريد أن يبحث عنها، وربما ستتكرر حكاية العز ابن عبد السلام مع أولياء التلاميذ هذا العام، وربما سيضطر التلاميذ لبيع أوليائهم في الأسواق وعرضهم لمن يريد أن يشتري عبدا يصلح للعمل مثل البعير ليل نهار، ولكنه لا يصلح ولا يعرف كيف يجمع المال، وهكذا قد يحصلون مستحقات الدخول المدرسي، إلا أن الأمراء العثمانيين أفضل حال وأوفر حظ من أولياء واباء التلاميذ لأن هؤلاء الأمراء وجدوا من يشتريهم ويعتق رقابهم، بينما الأولياء لا يوجد من يدفع فيهم دينارا ولا درهما، والأكثر من هذا لن يجدوا من يعتق رقابهم ويسد ديونهم التي ورثوها عن رمضان وعيد الفطر ، في انتظار ديون أخرى تخص مستحقات الدخول المدرسي، هكذا هو حال الآباء وأولياء التلاميذ ليس لهم حظ حتى في بيع أنفسهم، ومن يدري ربما الحل أن يكف هؤلاء عن إرسال أبنائهم للمدارس ويعلمونهم ليس السباحة والرماية وركوب الخيل، ولكن بيع " المعدنوس، والحشيشة" في الأسواق حتى يتم تحصيل النزر القليل لسد رمق الحياة .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)