آخر عرض في المنافسة لمهرجان المسرح المحترف بالعاصمة

كان مسك ختام عروض المهرجان الوطني للمسرح المحترف أمس الأول مسرحية "للبيع " من إخراج محمد اسلام عباس ونص قاسم محمد ومن اقتباس أحمد مداح ، سينوغرافيا مبروك بدريالمسرحية التي كانت من إنتاج المسرح الوطني الجزائري ، ومن تمثيل وهيبة بعلي منال سيلامين ، محمد اسلام عباس ابراهيم جاب الله جعفر بن حليلو وآخرين كشفت عن هستيريا المرض وحرقة الخيانة التي تبدا برحلة بحث الشقيقين "أحمد مداح و حفيظة بن رازي" عن والدهما الذي اختفى ولا يعرفان مصيره ، وقد تحول العالم من حولهما الى مكان موحش لا يؤمن سوى بالمادة التي طغت على العواطف الإنسان وأصبح الإنسان يباع ويشترى في المزاد العلني، وتتسارع الأحداث في رحلة البحث الطويلة عن الأب المقعد الذي لاحول لهلا ولا قوة إلى غاية أن يكتشف الابن والابنة أن ثمة عصابة تتاجر بالأب مرغمة اياه على التسول ، وفي غمرة الأحداث تظهر الفتاه المتسولة التي يحاول الجميع من أصحاب النفوذ والجاه المتاجرة بجسدها للتحول إلى ضحية في عالم لا يؤمن سوى بالخطيئة والفساد ضاربين عرض الحائط عزة النفس والكرامة الإنسانية. تلك ادراما الاجتماعية والتي كانت في الأصل للمرحوم أمحمد بن قطاف مقتبسة من نص "أب للبيع أو للكراء" للمخرج المسرحي العراقي محمد قاسمحاول من خلالها المخرج أن يكشف عن أفات بدأت بالفعل تنخر هذا المجتمع في إشارة الى ظاهرة التسول وبيع النفس البشرية بمقابل أو من غير مقابل ، متمثلة في الأب المعاق حركيا و الرضيع ، الذي أصيب بجلطة واختفى بعد اختطافه.
كذلك قصة أخرى تنهش الأحاسيس باختفاء طفل يبلغ 4 سنوات ، والشكوك التي تحوم حول اختطافه من قبل عصابات تتاجر بالأعضاء ، ليتحول الأب الذي يبحث عن طفله إلى ضحية المتسولة التي امتلكته ولم يعد بإمكانه أن يخلص نفسه إلا إذا اشتراه أبناؤه ،ونجح الجميع في إيصال معاناة إنسانية في حبكة فنية والتي تعكس معها أفات اجتماعية ظهرت وأخرى تظهر سببها الإنسان وأول ضحاياها هو الإنسان ، وبالرغم من بساطة الديكور إلا انه استطاع أن يضفي جمالية على الركح .