الجزائر - A la une


cnn يتساءل
" هل تحررت الهوية الجزائرية من أثقال 132 سنة من الإحتلال الفرنسي؟" ، اختارت النسخة العربية لموقع القناة الإخبارية الأمريكية cnn كعنوان لتقريرها الذي تناولت فيه الذكرى ال 61 لثورة أول نوفمبر، والذي استهلّه الكاتب الصحفي الجزائري حمزة عتبي بإستظهار محاولات الإحتلال الفرنسي للجزائر طيلة ما يزيد عن القرن طمْس الهوية الجزائرية بممارسة عملية المسخ الثقافي واللغوي الذي ارتكن إلى محوِ الشخصية الجزائرية المتكونة بفعل التراكمات التاريخية، إلا أن كل هذه المحاولات انتهت ذات ليلة من نوفمبر بشرارة ثورة أطلقها شعب اكتوى بنيران الظلم والطغيان، لتندلع حرب تحرير مظفرة دامت 7 سنوات كان ثمنها مليون ونصف المليون من الشهداء.وجاء في تقرير الموقع أن الجزائريين، استيقظوا غداة الاستقلال، على هول معركة أخرى، حول موضوع الهوية، الأمر الذي يرفض الباحث في الحقل الديني سعيد جاب الخير ربطه بما يسمى "الإستعمار الثقافي" لأن "حركة الأفكار والثقافات حرة "، وهو ما يسمح -حسبه- "بوجود شيء اسمه التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك بين الشعوب والأديان والثقافات، وكذلك الحال بالنسبة إلى مسألة الهوية".فإذا كان الاحتلال الفرنسي لم يتمكن طيلة 132 سنة من مسخ هوية الشعب الجزائري، فكيف يمكنه ذلك بعد أن استرجعت الجزائر سيادتها الوطنية؟ - يتساءل الباحث -، ويرى الباحث في حديثه ل CNN بالعربية، أن المشكلة لا تكمن في الاحتلال أو في مستعمر الأمس، وأنه يلقي اللوم على " الدولة الوطنية الجزائرية التي انخرطت في مشروع تحديثي منقوص وحداثة منقوصة وبالتالي لم تنجح حتى الآن في إنتاج المواطن"، متأسفا على الثورة التحريرية التي " لم تحقق سوى الهدف العسكري".أما أستاذ علم الاجتماع بجامعة مستغانم الدكتور مصطفى راجعي، فهو يرى " أن تأثير الإرث الفرنسي لا يتجلى لدى الجزائريين ولكنه يظهر في إدارة الشأن العام التي مازالت تسير وفق التقليد البيروقراطي المركزي الموروث عن الثورة الفرنسية".ويُجمع الباحثون على أن موضوع الهوية على درجة كبيرة من الحساسية والتعقيد، نظرا لتشعبه وتشابكه وهذا ما ذهب إليه الباحث الدكتور عبد القادر رابحي الذي يقول بأنه: "لا يصوغ الهوية فرد وفقا لرغبته الملحة لأنها أعقد من أن يتولاها فرد واحد مهما كانت عبقريته و قدرته على ذلك"، موضحا أن "حركية المجتمع هي التي تصوغ الهوية مع الزمن مراعية عناصره الأساسية التي هي اللغة و الدين والتاريخ و الانتماء الحضاري".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)