50 عائلة تبحث عن الاستقرار

يعاني سكان دوار اللبابخة الذي يقع بقرية حمام ربي على بعد كيلومترات من الحمام المعدني الشهير المعروف وطنيا و دوليا عددا من المشاكل التي أرقت ساكنته و جعلتهم يطلقون نداءات متتالية قصد النظر إلى وضعيتهم التي بقيت على حالها و التي جعلت من البقاء و العيش بهذا الدوار أمرا صعبا بل و تحديا كبيرا لهم نظرا لقسوة الظروف من جهة و من جهة أخرى صعوبة مختلف الأوضاع المتداخلة و التي جعلت الشباب يفكرون مليا في هجرة هذا الدوار الذي يقع تقريبا بمنطقة جبلية و سياحية بامتياز.خدمة الأرض لا تحفز الشباب
أثناء تغطيتنا و تفقدنا و وقوفنا على كل مشاكل سكان دوار اللبابخة اكتشفنا بساطة عيش أهل هذا الدوار التاريخي و الذي يبقى جبله شاهدا على معارك ثورية طاحنة حسب أهل المنطقة و الذين أكدوا أن حبهم لهذا المكان و تواجدهم فيه و البقاء فوق تربته يغنيهم عن أي مكان آخر لكن الظروف و النقائص التي يشهدها الدوار جعلت أبناءه يغادرونه تباعا و هو ما أكده أحد السكان الذي بدا مستاء لهجرة عدد من الشباب لمسقط رأسهم رفقة عائلاتهم الصغيرة المنطقة و البحث عن مستقر بالمدن الكبرى بسبب هذه النقائص و منها اهتراء الطريق و غياب مسلك و عدم وجود المياه و الفلاحة التي لم تعد تستقطب الكثير من الشباب بسبب قلة مياه السقي
ماء الشرب أبرز المطالب وسقي بالصهاريج
خلال نزولنا إلى دوار اللبابخة بإحدى مناطق الظل بامتياز بمنطقة سيدي بن يمينة كانت أولى مطالب سكان هذا الدوار الذي تعيش فيه قرابة الخمسين عائلة هي توفير مياه الشرب التي ظلت غائبة عن الدوار بعد غلق البئر التي كانوا يستسقون منها ، و رغم أنهم يعتمدون في سقي المياه على طرق بدائية منتظرين كل أسبوع قدوم الجرارات المحملة بالصهاريج من أجل استعمالها في الشرب و السقي و قضاء مختلف حاجاتهم المنزلية و هو الوضع الذي وقفنا عنده خلال تفقدنا لهذه المنطقة الجبلية المعزولة بولاية سعيدة .
تجمع سكاني بلا طرقات و لا مسالك
ثاني مطالب هذا الدوار و التي ألح عليها كثيرا كل السكان من كبيرهم إلى صغيرهم هو الطريق المهترئ و غياب مسلك يوصل إلى بقعتهم التي تعاني منذ سنوات قد خلت من هذا الإشكال و رغم كل النداءات التي تم إطلاقها في كل مكان حسب السكان من أجل تدخل المعنيين لتعبيد الطريق أو النظر إلى وضعيتهم لكن بقي الحال على ما هو عليه مؤكدين أن أبرز ما ينغص عليهم معيشتهم و ينكدها هو غياب الطريق المؤدى إلى دوارهم و في حال شق طريق معبد ستحل معه تقريبا أغلب المشاكل التي يعيشونها يوميا.
خسائر في حليب البقر بسبب عزوف الموزعين عن المنطقة
من جهتهم فلاحو المنطقة تأسفوا لضياع كميات كبيرة من الحليب التي يتم إتلافها يوميا بسبب غياب الموزعين و الناقلين الذين يعزفون عن القدوم إلى الدوار بفعل الطريق المهترئ و هو ما أكده غالبية المربين كما يخشون على ضياع مركباتهم جراء الطريق الذي تبقى حاله تؤرق السكان و الفلاحين و يبقى ضياع الحليب يوميا بكميات كبيرة يكلفهم خسائر لا تحصى حسب الفلاحين.
قلة مياه السقي وراء تلف مئات الأشجار المثمرة
الأشجار المثمرة و الفلاحة التي تميز منطقة سيدي بن يمينة هي الأخرى معرضة للضياع و تتحول إلى أراضي بور بفعل غياب مياه السقي و خاصة بالنسبة لمئات الأشجار المثمرة و في هذا الشأن أوضح لنا السكان أن المئات من الأشجار المثمرة من اللوز و التين ضاعت بسبب الجفاف و قلة المياه التي تبقى السبب رقم واحد في ما وصلت إليه الفلاحة بهذه المنطقة ذات التربة الخصبة .
النقل المدرسي منعدم و المدرسة تبعد عدّة كيلومترات.
كما أن اهتراء الطريق و غياب مسلك معبد جعل المشاكل تتفاقم و أطفال المنطقة يعانون بفعل غياب النقل المدرسي عن دوارهم فهم كل صباح يتنقلون لعدة كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل الوصول إلى أقرب نقطة طريق قصد الركوب و الالتحاق بمقرات دراستهم و هو الوضع الذي صعب على تلاميذ المنطقة حياتهم اليومية خلال أوقات الدراسة و خاصة في أوقات الشتاء و نزول الأمطار و انخفاض درجات الحرارة .
مناشدة الوالي لزيارة المنطقة
السكان الذين التقينا بهم و كان لنا معهم حديثا شيقا نظرا لبساطتهم و طيبتهم أكدوا لنا أن مطلبهم الأساسي حاليا هو زيارة السلطات المحلية و على رأسها والي ولاية سعيدة لمنطقتهم من أجل الوقوف على غبنهم و مختلف ما يعانون يوميا من مشاكل أرقت كثيرا من معيشتهم و صعبت عليهم حياتهم البسيطة مؤكدين أن مطلبهم الوحيد حاليا و الشغل الشاغل هو ايجاد طريقة لمد دوارهم بالمياه و حل مشكل الطريق الذي يبقى حلما حسبهم ينتظر التجسيد على أرض الواقع .