الجزائر - A la une

50 صورة عن الجزائر المستقلة


50 صورة عن الجزائر المستقلة
خمسون صورة بالأبيض والأسود، عرضت مؤخرا بقصر "رياس البحر" للمصوّر الإيطالي بابلو فولتا، التي التقطها عن الجزائر حديثة الاستقلال، وتتفرّع إلى مواضيع مختلفة حول الخريف الأوّل للاستقلال، العرض العسكري، القافلة النضالية، المعركة ضد المرض، عبر السهوب والمسرح الشعبي بعين طاية.ضمّ كلّ فرع من فروع معرض بابلو فولتا، مجموعة من الصور تعبّر بإسهاب عن الموضوع المتناول، كما تمثّل المرحلة الأولى للجزائر حديثة الاستقلال، من بينها صور التقطها بابلو، حينما كان الأوروبي الوحيد ضمن القافلة التي نظّمتها جبهة التحرير الوطني وكلّفت بإيصال رسائلها إلى القرى والمناطق المعزولة.البداية بتسع صور عن موضوع "التعريف الأوّل بالاستقلال"، مثل صورة "الفرع النسوي لجبهة التحرير الوطني بالجلفة"، وتظهر مجموعة من النسوة يرتدين اللباس التقليدي ويحملن العلم الجزائري، وتبرز صورة أخرى عملية مراقبة بيطرية لثور وأخرى عن ميناء الجزائر خلال توديع العائلات لذويها المهاجرين إلى أوروبا وتبرز امرأة ترتدي الحايك حاملة ابنها وأخرى بنفس اللباس ممسكة بطفلها.أمّا صور العرض العسكري، فتضمّ 11 صورة أغلبها تعبّر عن مشاهد للعرض العسكري بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بحضور عدّة وفود أجنبية داعمة لاستقلال الجزائر، مثل صورة عن رجال يحملون أعلاما برسومات حول بعض شهداء الجزائر وهم ديدوش مراد، بن مهيدي وبن بولعيد، وصورة أخرى لمنصة الوفد الصيني وثالثة عن جمع غفير التم حول بن بلة أوّل رئيس للجزائر المستقلة.وبدورها، ضمّت مجموعة "القافلة النضالية"، ثماني صور عن القافلة التي أرسلتها الجبهة للقرى المعزولة لتفقّد حاجات الناس والتأكيد على استمرارية الثورة وهذه المرة متعلّقة ببناء البلد بعد الاستقلال، من بينها صورة لبن بلة، رفقة أعضاء المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني وهم يحيون بساحة الأمير عبد القادر، انطلاق القافلة المشكّلة من عشرين سيارة مجهّزة بمكبّرات الصوت وشاحنات صغيرة لعرض الأفلام.كما شملت المجموعة الأخيرة، ثلاث صور عن مهمة من مهام القافلة والمتمثّلة في حملة لمحو الأمية، من بينها صورة تبرز رجلا يقوم بتدريس جمع من الشباب في الهواء الطلق وخلفه توجد سبورتان، بالمقابل، صورّ بابلو أحد المبادرات الأولى للجزائر المستقلة والتي تمثّلت في محاربة الأمراض وهذا من خلال تكوين مساعدي العلاج بالمناطق التي تنتشر فيها بكثرة الملاريا، السلّ، التهاب الرئة، الرمد الحبيبي وغيرها، وفي نفس الوقت لا تتوفّر على أدوية وأطباء، من بينها صورة أمّ الرضيع المريض وخالته تنتظران في إحدى غرف فيلا، من يتفقّد حالة الطفل، وتظهر الأم نازعة "حايكها" ربما من حرارة المكان أمّا الخالة فقد حافظت على ردائها.كما ضمت مجموعة "عبر السهوب"، ست صور عن التواصل مع السكان الرّحل الذين عاشوا العزلة أثناء الاستعمار وبعد الاستقلال أيضا، وفي صورة نرى جمالا تعبّر عن اضطرار قافلة الجبهة للتخلي عن السيارات ومواصلة الطريق على ظهور الإبل، كما تبرز أيضا منطقة جبل عمور، أما الصورة رقم41 فهي عن فرسان جبل عمور الذين اشتهروا بملاقاة القوافل في أجواء احتفالية تشريفية من خلال إطلاق النار ورفع الراية الوطنية، ونشرت هذه الصورة سنة 1963 في يومية "الجزائر الجمهورية".وفي الأخير، اختار بابلو، المسرح الشعبي بعين طاية (الجزائر العاصمة) لالتقاط مجموعة من الصور، حيث تشكّلت بعد إعلان الاستقلال، فرق مسرحية جالت أرجاء الوطن، ومن بينها مسرح عين طاية، الذي عرض أعماله في أكثر من ولاية، من خلال تصميم ملابسه وأقنعته ومن دون الاعتماد على الديكور، وكانت معظم عروضه تقام في الهواء الطلق.للإشارة، بابلو فولتا مصوّر إيطالي ولد سنة 1926، عمل في روما كمساعد مصوّر كاميرا في فيلم "بريد القلب" لفريديكو فيليني، وصدرت له لأوّل مرة صورة بأسبوعية إيطالية شهيرة، كما جاب على متن دراجة نارية جزيرة سردينيا، وصوّر بها شعائر غير معروفة لدى العامة.استقر بابلو بباريس سنة 1957، وعاش فيها مدة ثلاثين سنة، كما تطوّع سنة 1963 لإنشاء مركز للتكوين السمعي البصري في جزائر ما بعد الاستعمار، وساهم في تأسيس الوثائق الأولى عن بدايات بناء البلد الحرّ، ليستقر في الأخير بعد تعاونه مع التلفزيون والراديو الإيطالي في جنوب سردينيا إلى غاية وفاته سنة 2011.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)