الجزائر - A la une

44 سنة من المعاناة داخل جحور.. والسكان ينتظرون نصيبهم من الترحيل



44 سنة من المعاناة داخل جحور.. والسكان ينتظرون نصيبهم من الترحيل
لم تكن العائلات القاطنة بمركز العبور بحي ديار العافية في بلدية بوروبة بالعاصمة، تدري بأن ترحيلها إلى هذا المركز في سنة 1971 مؤقتا ولمدة 8 أيام فقط، في انتظار منحها سكنات اجتماعية لائقة، سينتهي بها الأمر إلى المكوث في هذا المركز 44 سنة كاملة، في ظروف غير إنسانية، بعدما تناستهم السلطات المعنية، ورغم عمليات الترحيل المتواصلة التي تشهدها ولاية الجزائر، إلا أن هذه العائلات التي يقارب عددها اليوم حوالي 300 عائلة لم تأخذ نصيبها من العملية بعد."الشروق" تنقلت إلى مركز العبور بديار العافية في بلدية بوروبة، حيث وقفنا على الظروف المعيشية القاسية التي يتخبط فيها السكان، وعلى رأسها ضيق المساكن التي تشبه الجحور، ما دفع بالكثير من العائلات إلى بناء طوابق إضافية فوق الأسطح دون وضع الأعمدة ومراعاة المعايير المعمول بها في تشييد المساكن، وهو ما ينذر بسقوطها فوق رؤوسهم في أي لحظة، وتزداد مخاوف السكان أكثر عند حدوث الهزات الأرضية، ما جعلهم يعيشون في كابوس حقيقي، وهنا ذكر أحد المواطنين أن الحي تعرض لشرارة كهربائية ولولا التدخل السريع للجيران وإطفاء الحريق لحدثت الكارثة.ورجع بنا عمي "محمد"، وهو من قدماء القاطنين بديار العافية إلى تاريخ ترحيلهم إلى هذا الحي في سنة 1971 والذي يعد أول مركز عبور في الجزائر، حيث تم نقلهم من تيليملي والأبيار للإقامة بصفة مؤقتة لمدة لا تتجاوز 8 أيام، في انتظار ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، غير أن الوضع طال وتوالت الأيام والأسابيع والشهور وحتى الأعوام، ونسيهم أو تناساهم المسؤولون، لتصل اليوم مدة إقامتهم في هذا"المحتشد" 44 سنة، ... نصف قرن كانت كافية ليذوق القاطنون في هذا الحي طعم المعاناة والتهميش والإهمال، ويفقدون كرامة الحياة، في ظل مشاكل عديدة أثرت على نفسية الكثيرين منهم وجعلتهم يعزفون عن الزواج بسبب أزمة السكن الخانقة، حيث أن هذه العائلات التي كانت في ذلك الوقت تضم مثلا 4 أفراد في مسكن من غرفتين، وجدت نفسها بعد 44 سنة تضم أكثر من 10 أفراد معظمهم في سن الزواج، يتقاسمون غرفتين لا تتوفران على أبسط شروط الحياة، وهو الوضع المزري الذي دفعهم لإجراء بعض أشغال التوسعة لهذه الجحور بإمكانياتهم الخاصة، حيث وسع البعض مساكنهم فوق قنوات المياه والأرصفة، فيما اضطر آخرون اللجوء للإقامة عند الأهل والأقارب في مناطق أخرى بالعاصمة. قال بعض السكان التقتهم "الشروق" في الحي، إنهم ليسوا سكان فوضويين أو يقيمون بطريقة غير شرعية في هذا المكان، حيث أنهم يسددون بشكل منتظم فواتير الماء والكهرباء، وحتى السلطات المعنية على دراية بوضعيتهم وأحصتهم في كذا مرة، كما أن ظروفهم المعيشية الصعبة يعلمها العام والخاص، بداية من الأميار الذين تداولوا على رئاسة المجلس الشعبي البلدي، وصولا إلى الولاة المنتدبين للحراش، وكذا مصالح ولاية الجزائر التي تتهرب -على حد قولهم- من هذه القضية وتحيلهم في كل مرة على رئيس البلدية، الذي يوجههم بدوره إلى الوالي المنتدب للحراش، وبين هذا وذاك تتواصل معاناتهم في هذا المحتشد وتتفاقم من يوم لآخر، وأضاف السكان أنهم أودعوا ملفات للاستفادة من سكنات اجتماعية لدى مصالح الولاية والدائرة، كما شكلوا لجنة لمتابعة هذا الملف، إلا أنهم تفاجأوا في وقت سابق بترحيل 10 عائلات فقط، ثم توقفت العملية لأسباب مجهولة. من جهته اعترف رئيس بلدية بوروبة مولود صايت، بالظروف المأساوية التي تقيم فيها هذه العائلات، مؤكدا أنهم يستحقون فعلا الترحيل إلى سكنات لائقة، ودعا في تصريح ل"الشروق" السلطات الولائية للتدخل وإيجاد حل لهم، خاصة وأنهم يقيمون بطريقة قانونية في هذا الحي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)