الجزائر - A la une

30 عائلة عالقة في شاليهات الموت ببني مسوس


30 عائلة عالقة في شاليهات الموت ببني مسوس
وعود متكررة بالترحيل منذ 24 سنة30 عائلة عالقة في شاليهات الموت ببني مسوسناشدت أزيد من 30 عائلة مقيمة بالشاليهات الواقعة بمركز العبور سيدي يوسف ببلدية بني مسوس السلطات المحلية والولائية وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل إنصافهم وإنهاء معاناتهم مع الأوضاع المزرية والتي أقل مايقال عنها إنها كارثية للغاية التي يعيشونها داخل تلك الشاليهات المهترئة التي تعمها الفوضى وتنعدم فيها أدنى ضروريات الحياة الكريمة.مليكة حراثأكد هؤلاء السكان ل(أخبار اليوم) بعد تنقلها لعين المكان أنهم يعيشون مأساة حقيقة وحياة بلا معنى داخل سكنات وصفوها بالزنزانات أو إسطبلات للحيوانات منذ ترحيلهم يوم 12 أفريل 1992 بعضهم قدم من القصبة والبعض الآخر من بلدية واد قريش بسبب هشاشة سكناتهم على أن يتم ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد 6 أشهر فقط وهذه الوعود تلقوها من طرف الوالي المنتدب سنة 2010 إلا أن مكوثهم مر عليه عقود كاملة دون أن يراوحوا مكانهم الذي بات ملجأ للثعابين التي تغزو بيوتهم خصوصا بعد ارتفاع الحرارة الوضع الذي زرع الرعب والقلق الدائم الذي حول حياتهم إلى جحيم حقيقي حسبهم وتزيد معاناتهم داخل هذه الشاليهات أزيد من 22 سنة يتقاسمون المكان مع الجرذان والعزلة والتهميش وسط صمت السلطات التي لا تبالي بانشغالاتهم ومدى الجحيم الذي يواجهونه ولا ترد على طلباتهم رغم قيام هؤلاء بتقديم عدة شكاوي حول معاناتهم سواء على مستوى البلدية أو الدائرة أو الولاية حسبهم وهذا ما أدى إلى تذمر هؤلاء واستيائهم جراء تلك اللامبالاة خصوصا أنهم يتلقون في كل مرة وعودا دون أن يتم تجسيدها على أرض الواقع. ولم تتوقف معاناة تلك العائلات إلى عند هذا الحد بل يضاف إليها انزلاق التربة الذي يهدد حياتهم خصوصا في فصل الشتاء أين تشهد تلك الشاليهات انزلاق التربة مما يدفع العائلات إلى قضاء ليال بيضاء في العراء.وفي هذا الصدد اشتكى أغلب السكان من تدنى مستوى معيشتهم في تلك الشاليهات التي تفتقر إلى أبسط شروط الحياة الطبيعية من النقص الفادح في مياه الشرب وانعدام الغاز الطبيعي ناهيك عن الضيق الذي تعاني منه تلك العائلات خصوصا بعد أن كبر أولادهم وأصبحوت بحاجة إلى بيت أكبر ليسعهم جميعا حيث أكدت لنا بعض العائلات أن أفرادها لا يجدون أين ينامون. كما اشتكت تلك العائلات من الرطوبة القاتلة لكون المنطقة قريبة من الغابة والوادي وهذا ما تسبب في تعفن تلك الشاليهات وتعرض سكانهم إلى أمراض الربو والحساسية التي أكدت أغلب العائلات أن كل أفرادها يعانون من هذه الأمراض فضلا عن مادة الأمينوت التي نخرت أجسادهم فضلا عن انتشار الروائح الكريهة الناجمة عن وادي بني مسوس التي أصبحت هاجس تلك العائلات خصوصا عندما يتعلق الأمر بالأطفال إلى جانب انتشار الحشرات المؤذية والبعوض نتيجة الأوساخ والفضلات التي تتراكم في الحي مما نغص على تلك العائلات النوم والراحة. كما أبدى في السياق ذاته تخوفهم الشديد من لدغات الثعابين التي تنتشر بصورة مذهلة سيما خلال هذه الأيام الأخيرة التي عرفت ارتفاع الحرارة وفي هذا الصدد يقول السيد دحمان مقيم بذات الشاليهات إن حياتهم أصبحت على كف عفريت وأنهم حرموا من نعمة النوم والراحة إزاء المخاوف المتربصة بهم فانزلاق التربة من جهة كون تموقع الشاليهات بمنحدر والثعابين التي تقاسمهم المكان من جهة أخرى وعن كثرة الثعابين يقول ذات المتحدث إن مصدرها تواجد الشاليهات قرب الوادي والغابة في آن واحد وأردف قائلا إننا نواجه شتى أنواع الذل والعزلة منذ قدومنا من بلدياتنا المذكورة فالموت داخل سكناتنا السابقة كان أرحم من الموت البطيء كما أن تلك العائلات اشتكت من ارتفاع درجة الحرارة داخل الشاليهات خصوصا في فصل الصيف والعكس بالنسبة لفصل الشتاء أين تواجه تلك العائلات مرارة البرد وقسوة الجو وما يزيد من معاناتهم هو عدم توفير هذه الشاليهات على التدفئة.ووسط هذا التذمر والاستياء رفعت تلك العائلات شكاويها وانشغالاتها عبر صفحاتنا للسلطات المعنية من أجل الرد عليهم وتنفيذ وعود ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحميهم من حياة البؤس التي طال أمدها وتنتشلهم من عمق المعاناة والأمراض الصحية والنفسية التي تفتك بهم أو منحهم رخصة بناء ومساعدات تساهمية لبناء سكنات ملائمة تحفظ ماء الوجه وكرامتهم كبشر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)