الجزائر - A la une

12بالمائة فقط من أطفال الجزائر يرضعون طبيعيا



12بالمائة فقط من أطفال الجزائر يرضعون طبيعيا
في الوقت الذي بات الغرب يحثّ على اعتماد الأمهات الرضاعة الطبيعية وانطلق التحضير لبداياتها بالمستشفيات، ترفض الأطقم الطبية وشبه الطبية عندنا تشجيع ذلك، والنتيجة موت ملحوظ في أوساط الرضع بتسجيل 26.1 وفاة لكل 1000 ولادة وهو رقم مرتفع، حسب البروفيسور جميل لبّان الذي يرجع السبب إلى سوءتكوين الوافدين الجدد من أطباء الأطفال، في وقت تسجل الجزائر مليون ولادة سنويا.يحتفل المجتمع الدولي كل سنة من الأول إلى السابع أوت الحالي، بفعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية التي تحث منظمة الصحة العالمية سنويا على الإقبال عليها وتشجيعها. وحرصا منها على توفير كل الظروف المواتية للأم حتى لا تنقطع عن إرضاع مولودها وتقلص مدة الرضاعة الطبيعية، سعت منظمة الصحة هذه السنة إلى اعتماد مبدأ تشجيع الرضاعة في مكان العمل، وهو الشعار الذي اختير هذا العام للأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.وعن الموضوع، أكد بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، تحصلت “الخبر” على نسخة عنه، أنه رغم التوصيات التي حثت عليها في كل مرة مختلف البحوث الدولية التي تثبت قيمة الرضاعة الطبيعية لصحة الطفل والأم على حد سواء، لا يتم اعتماد تلك الرضاعة بشكل كامل، بدليل عدم تجاوز النسبة 38 بالمائة فقط من الأطفال في جميع أنحاء العالم من الصغار الذين يستفيدون من رضاعة طبيعية حصرية خلال ال6 أشهر الأولى من عمرهم، وفي الجزائر لا تتجاوز النسبة 12 بالمائة من الصغار الذين يحظون برضاعة طبيعية، وهو ما أكدته نتائج تحقيق ميداني وسط الأمهات بالجزائر بيّن التراجع الملحوظ للرضاعة الطبيعية عند النساء الجزائريات.وعن سبب هذا التراجع، أكد البروفيسور جميل لبّان، رئيس مصلحة المواليد الجدد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أنه يكمن أساسا في انعدام إرادة سياسية حكيمة لتغيير الوضع “بدليل أن تجربة المستشفيات أصدقاء الرضع التي تعتمد بنسبة 100 بالمائة على حليب الأم فقط، والتي اعتمدناها في 1995 بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، لم تنجح رغم توفيرنا آنذاك لكل الشروط الخاصة بها”، مشيرا إلى أن فشلها راجع إلى عدم توفر أشخاص مقتنعين بالفكرة، والنتيجة عدم وجود أي مستشفى صديق للرضع، يحدث هذا في الوقت الذي تحصي فرنسا التي تعتبر من أكبر الدول المنتجة للحليب الاصطناعي 23 مستشفى صديقا للرضع يعتمد فيه على الرضاعة الطبيعية بنسبة 100 بالمائة.وأضاف لبّان أن المشكل لا يكمن في رفض الأمهات الجزائريات اللواتي يقصدن الطبيب طوال فترة الحمل الفكرة، موضحا أن الطبيب ذاته هو الذي من شأنه أن يشجع الأم على الرضاعة الطبيعية ويشرح لها مزاياها ومنافعها من باب التحسيس للفعل “لكنه لا يفعل” يقول لبّان، ناهيك عن الظروف التي تتم فيها الولادة عندنا والتي بات يطبعها اختناق مراكز الولادة بآلاف الأمهات، خاصة أن الجزائر تسجل سنويا مليون ولادة، كل تلك الظروف ساهمت في إبعاد فكرة ترسيخ الولادة الطبيعية، ليضيف موضحا أنه كان من المفروض أن تحتل الرضاعة رتبة الأولوية قبل السرطان وغيرها من الأمراض، لأنها تمثل الأمان بالنسبة للصغير والأم على حد سواء، كونها تقيهما من مختلف الأمراض، يحدث هذا في الوقت الذي انخفضت ذات الرضاعة حتى في الساعات الأولى للولادة، حيث أكدت نتائج تحقيق ميداني بادرت به الجمعية الجزائرية لأطباء الأطفال الخواص سنة 2013، أن إرضاع الطفل لبّ الحليب في ال4 ساعات الأولى التي تلي الولادة لم تتعد نسبة ال50 بالمائة، مرجعين السبب إلى فصل الرضيع عن أمه في ساعاته الأول بمختلف مراكز التوليد بالجزائر خلافا لما يحدث بمراكز الولادة عبر العالم. كما أضافت النتائج ذاتها أن 73 بالمائة من الرضّع يتلقون عناصر أخرى غير حليب الأم، مثل الماء المسكّر والمصاصة.هو ما يردده دوما أطباء الأطفال والطاقم شبه الطبي على مسامع كل أمّ عند الولادة بمختلف مستشفياتنا يقول البروفيسور لبّان، مشيرا إلى أن الدفعات الجديدة لأطباء الأطفال عندنا لم تتلق تكوينا كافيا ونوعيا يسمح لها بالتكفل بالمواليد الجدد، ما يسمح لنا بتقليص نسبة الوفيات ضمن هذه الشريحة التي قال لبّان إنها باتت تدعو للقلق، بتسجيل 22 وفاة في ال1000 لمن تتراوح أعمارهم بين 0 و12 شهرا و26.1 وفاة وسط ذوي 0 إلى 4 سنوات، علما أن 80 بالمائة من الوفيات، يقول محدثنا، تسجل في الفترة الممتدة بين اليوم الأول والسادس الذي يلي الولادة، في حين تقل النسبة في الأشهر التالية والتي يكتسب خلالها الرضيع مناعة بفضل اللقاحات التي يتلقاها.وأكد رئيس مصلحة المواليد الجدد أن الحل يكمن في الرجوع إلى الرضاعة الطبيعية واعتماد تجربة المستشفيات أصدقاء الرضع، خاصة والجزائر تملك الإمكانات اللازمة لذلك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)