أدرار - 01- Généralités


تاريخ و لاية أدرار
نبذة تاريحية:
- لم تكن منطقة أدرار في نظرة العالم الخارجي في الفترة ما بعد الفتح الاسلامي للمغرب العربي سوي واحة مخضرة يقصدها أصحاب القوافل العابرة للصحراء نحوي أفريقيا الغربية ( السودان الغربية)أي نذاك

- ونظرا لبعد المنطقة عن مركز العمران فقد أصبحت بمثلي عن مسرح النزعات والحروب التي شهدها المغرب العربي لذلك اتخذها الاهالي ملجأ لهم فرارا من الاعداء حيث فضلوا المكوث بالصحراء رغم قساوتها علي الخضوع لمحاكهم وظلت مفتوحة أمام للجرات القبائل المختلفة منذا بداية الفتح الاسلامي للمغرب العربي وحتي القرن الثامن عشر الميلادي وطانت العاصمة الاولي للاقليم هي مدينة تمنتيط نظرا لتميزها العلمي والديني والعمراني ثم أنتقلت العاصمة الي تيمي مع نهاية القرن السابع عشر ميلادى وقد دخل الاستعمار الفرنسى الي هذا الاقليم بعد محاولات عديدة بآت بالفشل نظرا لطبيعة هذا الاقليم القاسية ومقامة الاهالي مع بداية القرن العشرين

التعريف بالمنطقة (أدرار)
ولاية فلاحية معروفة منذ القدم بزارعتها ذات الطابع المعشى كما أنها منطقة ثقافية وسياحية من الدرجة الاولي لانها معرفة بحفظ القرآن الكريم ومناظرها السياحية الخلابة وصناعتها التقلدية المختلفة والمتنوعة اضافة ألي انها تدخر بامكانيات سياحية اثرية هائلة من خلال معالم موثقا وطنيا(قصرتمنطيط وقصبة ملوكة)

وتتموقع ولاية أدرار في الجنوب الغربي من الوطني علي بعد 1500كلم من العاصمة تقدر مساحتها بـ 427968كلم2 ويبلغ عدد سكانها بـ 320000 نسمة ويحدها شمالا ولاية البيض ومن الشرق غرداية وتمراست ومن الغرب بشار وتندوف ومن الجنوب جمهورية المالي ومورتطانيا.

ماقبل التاريخ

تاريخ ولاية أدرار هو جزء من تاريخ الصحراء الذي يرجع إلى عصور ماقبل التاريخ وخير شاهد على ذلك غاباتها المتحجرة بمنطقة أولف وبهضبة

تادميت

العصر الحجري القديم الأوسط بحدود 40 إلى 60 ألف سنة قبل أن يتعرف الإنسان على الكتابة.[4] وذلك يثبت بأن ولاية أدرار كانت منطقة رطبة تقطعها العديد من الأنهار والأودية التي كانت تمتد إلى غاية النيجر كما كانت منطقة آهلة بالسكان. وبالعرق الكبير. ويرجع تاريخها إلى

تشهد النقوش الحجرية المنتشرة عبر العديد من المواقع بالولاية على الحياة اليومية لإنسان ماقبل التاريخ بالمنطقة وما كان يحيط به من حيوانات، غابات وسفانا. ويظهر من خلال هذه الرسوم أن الإنسان في تلك الحقبة كان يعتمد على الصيد كمصدر رئيسي للحياة وذلك قبل أن يترشد إلى استخدام النار. يوجد كذلك آثار للأدوات الحجرية التي مهدة لبناء حضارة ماقبل التاريخ بالصحراء الهقار، الطاسلي،توات، قورارة والساورة إلى غاية الأطلس الصحراويالنعامة والبيض ومنطقة القصور،

تاريخ اليهود بأدرار

موجات الهجرات التي يشير إليها المؤرخون في منطقة الجيتول في الجزائر الحالية (توات أدرار ومزاب) بين132 و135 ميلادية هي:

أول تحرك كان لمجتمعي البربر المتهودون واليهود الفارين من برقة، إخترقوا الجيتول هربا من الرومان ليستقروا في توات ومزاب.

سكان من سوريا المهودة عبروا من برقة خلال القرن الثالث.

خلال القرن السابع مجتمع يهودي يقدم من شبه جزيرة أيبيريا.

مجتمع يهودي قادم من يثرب بشبه الجزيرة العربية خلال فترة الفتوحات الإسلامية ببلاد المغرب ليستقر بتوات ومزاب. المعلومات مصدرها

أ.ج.ب مارتان وجاكوب أوليال وحسبهما خلال القرن الأول للميلاد إستقرت مجتمعات يهودية بإقليم الجيتول وأسست قصور بأرض توات بالمناطق المحددة التالية:

تخفيفت ، تمنطيط،تماسختو تسفاوتالذي أسس سنة 517.

إعتنق اليهود القدامى الإسلام وسكنوا منطقة تمنطيط حيث كانوا حرفيين

الحقبة الإسلامية

وصل الإسلام إلى توات بفضل التجار وبعض الدعاة فاعتنقه أهلها وكان ذلك مزامناً لوصول جيوش المسلمين إلى المغرب العربي ودخول الإسلام اليه على يد الصحابي عقبة بن نافع الفهري القرشي سنة 46هـ الموافق 666م . إرتد أهل إقليم توات بعد ذلك إلى النصرانية من جديد، جاء في كتاب تاريخ الجزائر العام عبد الرحمان الجيلالي

أن عقبة بن نافع قال : للشيخ بعد هزيمة الكاهنة على يد حسان بن النعمان في عهد عبد الملك بن مروان سنة :82هـ الموافق 701م عاد أهل توات إلى الإسلام لتنشط بها الحركة العلمية والفقهية وخير شاهد زواياها وعلمائها. يقع بتمنطيط أقدم مسجد بالولاية وذلك بقصر تيلوت ويعود تاريخه ل 106هـ الموافق 725م

فترة الاستعمار الفرنسي

دخل الاستعمار الفرنسي ولاية أدرار مع مطلع القرن العشرين. كانت أدرار إحدى مناطق الولاية السادسة للثورة مر بها الكثير من القادة الثوريين أمثال عبد العزيز بوتفليقة القائد السياسي والعسكري للولاية السادسة. شهدت العديد من المعارك نذكر منها:

15/10/1957 انتفاضة حاسي صاكة.

6/11/1957 معركة تسلقة.

27/11/1957 معركة حاسي غنبو.

ديسمبر 1959 عملية قصر تاغوزي.

13/3/1960 معركة دماغ لعبيد.

8/10/1960 معركة بوغرافة.

10/10/1961 معكرة حاسي قرقور.

20/10/1961 معركة الضبابة

أسست فرنسا العديد من المنشآت العسكرية وأعطت المنطقة عناية خاصة لتكون فيما بعد مركزا لتجاربها النووية الأولى بمنطقة حمورية برقان وهي:

13/02/1960 هي أول تجربة نووية فرنسية والأولى بالمنطقة سمي اليربوع الأزق

04/1960 التجربة الثانية وسميت اليربوع الأبيض.

27/12/1960 التجربة الثالثة وسميت اليربوع الأحمر

25/04/1961 التجربة الرابعة وسميت اليربوع الأخضر

الإستقلال

مع إعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962 أعلن المغرب نيته استرجاع أراضيه المتمثلة في أقاليم ولاية أدرار الثلاث بالإضافة إلى ولايات بشار تيندوف كما يدعي. أدى هذا الوضع إلى نشوب حرب عرفت بحرب الرمال في أكتوبر 1963 .

تم إمضاء وقف إطلاق النار النهائي بتاريخ 20 فيفري 1964 بوساطة من منظمة الوحدة الأفريقية. و بقى الجيش الفرنسي متواجداً بقاعدة رقان النووية وفقاً لإتفاقيات إيفيان. بعد انقلاب هواري بومدين في 19 جوان 1965 على سلطة أحمد بن بلة قام بإنهاء التواجد العسكري الفرنسي بالجزائر عام 1969 توات لدى المؤرخين والرحالة

ابن بطوطة: زار ابن بطوطة توات وقال عنها في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار :«وقصدت السفر إلى توات ورفعت زاد سبعين ليلة…ودخلنا بودة وهي من أكبر قصور توات وأرضها رمال وسبخة وتمرها كثير…».

ابن خلدون: ذكرها في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر قائلاً :«وفواكه بلادالسودان تاتي من توات وتيكوارين…»، وخص تمنطيط بقوله :«وطن توات وفيه قصور متعددة تناهز المئين آخذة من الغرب إلى الشرق وآخرها من جانب الشرق يسمى تمنطيت رهو بلد مستبحر في العمران وهو ركاب التجار المترددين من المغرب إلى بلد مالي من السودان لهذا العهد ومن بلد مالى إليه بينه وبين ثغر بلد مالي المسمى غار المفازة المجهلة لا يهتدى فيها للسبل ولا يمر الوارد إلا بالدليل الخريت من الملثمين الظواعن بذلك القفر يستأجره التجار على البذرقة بهم بأوفى الشروط‏.»[14]

عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي: قال عنها في كتابه الرحلة العياشية وهي وصف طريق الحج من أولاد عياش موطنه حتى الحجاز :«ودخلنا اول عمالة توات وهي قرى تسابيت وزرنا بأول قرية منها قبر الولي الصالح سيدي محمد بن الصالح المعروف بعريان الراس…»

ابن حوقل: قال عنها في كتابه صورة الأرض :«وبين بلاد السودان وأرض المغرب سكان من البربر ومفاوز وبراري متقطعة، قليلة المياه، متعذرة المراعي لا تسلك إلا في الشتاء….

الحسن الوزان: قال عنها في كتابه وصف أفريقيا عن منطقة قورارة :«وتيكورارين منطقة مأهولة في صحراء نوميديا، بنحو مئة وعشرين ميلا من شرق تسابيت، حيث يوجد ما يقارب من خمسين قصرا أو أكثر من مئة قرية بين حدائق النخيل. سكان هذه المنطقة أغنياء لأنهم اعتادوا الذهاب كثيرا بسلعهم إلى بلاد السودان وهنا مجمع القوافل لأن بلاد البربر ينتظرون تجار بلاد السودان….كان بعض اليهود الأغنياء يقيمون بتيكورارين، ثم تدخل أحد فقهاء تلمسان فأدى ذلك إلى نهب أموالهم وتقتيل معظمهم من طرف السكان…».

: قال عنها :«توات هي الصحراء بها قصور متعددة أخدت من المشرق إلى المغرب آخرها من جانب الشرق تبلكوزة فتيميمون وشروين وتمنطيط وواد الحناء،وتشمل على قصور ذا ت نخيل واشجار…».

القاضي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق: قال :«توات هي صحراء في اعلى المغرب ذات نخيل واشجار وعيون بينها وبين سجلماسة 13عشر يوما…..وعدد قصورها في القرن الحادي عشر مئتا قصر أوسطها بودة وتيمي وتمنطيط».

احمد الادريسي الطاهري: ذكرها في كتابه نسيم النفحات بقوله :«توات ارض ذات سباخ، كثيرة الرمال والرياح لايحيط بها جبال ولا أشجار شديدة الحرارة المفرطة لايكاد ينبت فيها الا النخيل وبعض الاشجار القليلة لفرط حرارتها…».

وتتكون أدرار من أربعة مناطق جغرافية هي:
01- توات: وهي منطقة تقع في الجنوب الشرقي لآدرار

02- تيدكلت: وهي منطقة في الجنوب الشرقي أدرار

03- تنزروفت: وهي منطقة تقع في جنوب أدرار

04- القرارة: وهي منطقة تقع في الشمال من أدرار

قرى دائرة أدرار:
القري المتوجدة في هذا البلديات تناهز الاربعين قرية ومدينة أدرار هي مقر الولاية وقديما كانت منطقة أدرار أكبر مدن المقاطعة وعاصمة للاقليم منذ بداية القرن الثامن عشر وهي الآن قلب الاقليم ومركز نشاطه لماتمتاز به توسط الموقع وازدهار الاقتصاد وهي كذلك مركز اشعاع للعلم والثقافة وزاوية الشيخ محمد بلكبير شهادة علي ذلك فلا توجد زاوية توازيها في الوطن كليه كما أنها نقطة وصل بين الجرائرين والدول الافريقية ومطارها يربط جنوب البلاد وشرقها كما يربط الجنوب الشرقي والغربي

وتشتمل ولاية آدرار على ثمانية وعشرون بلدية هذا بالنسبة للنظام الاداري

توجد بالولاية ثلاثة مطارات تربطها مختلف أنواعها الاتصال بمدن الوطن وكذا دوائر وبلديات الولاية التي تقدر عددها بـ 11 دائرة و 28 بلدية الطرق الوطنية 2188 كلم، الفرق الولائية 650 كلم، طرق البلديات 429 كلم ، وتقدر الشبكة الهاتفية بالولاية بـ 22269 خط هاتفي بنسبة تغطية تقدر بخط واحد لكل 12 ساكن.

آولف تديكلت :
الموقع الجغرافي:

تقع بلدية أولف شرق ولاية أدرار وهي تمثل الجهة الغربية من هضبة تديكلت بين دائرتي عرض 28° و 30° و 26° شمالا و خط طول 0.30° و 1.30° شرقا تتربع على مساحة 3020 كلم2 وتبعد عن الجزائر العاصمة بـ:1225 كلم.

المعالم السياحية بأولف ” تديكلت”:

حسب مميزاتها الجيولوجية تزخر المنطقة بالعديد من المواقع الأثرية والطبيعية ونكر منها:

1- المغارات والنقوش : بعين بلبال .

2- كتابة تيفيناع : بكدية أولف الكبير .

3- القصور والقصبات : قصر الشيخ سيدي عيسى وقصبات أولاد شبل والحاج أحمد دحا.

4- الغابة المتحجرة :شرق أولف.

5- الخزنات الشعبية للمخطوطات : كخزانة أحمد العالم وخزانة سيدي العابد وخزانة مولاي هيبة، وخزانة دادة سيدي أمحمد وسيدي عبد الكريم.

إضافة إلى ضريح سيدي أبي الأنوار والغابة المتحجرة شرق أولف.

محطة المخطوطات في أولف:
وتتجلى في :

1- خزانة أولاد بولحية في زاوية حينون التي أسسها الشيخ محمد بولحية وهي الأن بيد أولاده.

2- خزانة أولاد الطالب على بختي وحفيده الشيح أحمد بن سيدي مبارك والخزانة الأن بيد أحفاده.

3- خزانة زاوية مولاي هيبة التي خلفها الشيخ أبي الأنوار والتي نجهل بيد من هي وما مكانها.

اختلف المؤرخـون في أصل التسمية (توات)
وتاريــخ اختطاطها ، بل وحتى في رسم حدودها ، فهناك من اعتبر أن “السبب في تسمية هذا الإقليم بتوات على ما يُحكى أنه لما استفتح عقبة[1] بن نافع الفهري بلاد المغرب العربي، ووصل لصحرائه الى منطقة ادرار، ثم عاد لواد نـون ودرعة وسجلماسة[2] ، وصل خيله توات ، ودخل بتاريخ 62هـ، فسألهم عن هذه البلاد يعنى توات ، وعن ما يسمع ويفشى عنها من الضعف ، هل تواتي لنفي المجرمين من عصاة الجزائر قديما ، ينزله بها أو يجلّيه بها ، فأجابوه بأنها تواتي ، فأنطلق اللسان بذلك أنها تواتي ، فتغير اللفظ على لسان العامة لضرب من التخفيف”[3] وهو رأي انفرد به العالم محمد بن عومر (ت.ق13هـ).في حيـن نراه يـورد إلى هذا رأياً آخـر أكثر تداولاً وهـو الرأي الـذي أسهب في تفسيره وشرحه الشيخ سيد البكري (ت.ق14هـ) حيث يقول:” في سنة 518 هـ حيث غلب المهـدي[4] الشيعي سلطان الموحديـن على المغرب . بعث قائدَيـه علي بن الطيب والطاهـر بن عبـد المؤمن لأهل الصحراء وأمرهمـا بقبض الأتوات ، فعٌـرف أهل هذا القطر بأهل الأتـوات ، لأن السلطان قبلـه منه في المغرم”[5] ونرى البكـري (ت.ق14 هـ) يعلـق على هذه الرواية ويقول:” وهذه الروايـة أصحّ ولهذا اللفظ مسند في العربية. قـال في المصباح[6]: “التوت هو الفاكهه والجمع أتوات” ، فعرف أهل هذه البلاد بأهل الأتوات ، فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه… فصار توات بعد حذف التعريف والمضاف… وصار هذا الاسم على هذا القطر الصحراوي من ادرار إلى عين صالح[7]”

1- هو عقبة بن نافـع الفهري ولد في السنة الأولى قبل الهجرة ، ولاه يزيد بن معاوية على إفريقيا سنة 62هـ وتوفي بمدينة بسكرة بالجزائر . (معجم مشاهير الجزائر . بوعمران الشيخ وآخـرون . جامعة الجزائر 1995م ، ص365-366).
2- واد نون ودرعة وسجلماسة مدن تقع في المغرب الأقصى وتعتبر سجلماسة من أكبر العواصم التاريخية وأقدمها ارتباطاً بمنطقة توات. تأسست سنة 140 هـ 757 م. (الموسوعة الجزائرية للأعلام البشرية والحضارية . ص 62 ).
3-نقل الرواة عن من أبدع قصور توات : محمد بن عمر بن محمد بن المبروك الجعفري . ص04. مخطوط موجود بخزانة باعبد الله ، وخزانة بودة أدرار .
4-هو محمد بن عبد الله بن تومرت المعروف بالمهدي بدأت مبايعته على الخلافة سنة 515 هـ وتوفي سنة 524 هـ (الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى:أحمد بن خالد الناصري . الدار البيضاء المغرب 1997م).
5-درة الأقلام في أخبار المغرب بعد الإسلام: محمد بن عبد الكريم البكري . ص 06 (مخطوط موجود بخزانة المطارفة أدرار).
6-المصباح المنير . أحمد بن محمد الفيومي . ج 1 . ص 108 . ط 4 . المطبعة الأميرية القاهرة 1921 .
7-درة الأقلام في أخبار المغرب بعد الإسلام . محمد بن عبد الكريم البكري . ص06.
وهذا التفسير اعتمده كثير من المؤرخين[1] واعتُبر الرأي الأرجح في المسألة على ما يذكر الرواة . في حين راح البعض[2] الآخر ينحى بالكلمة نحواً بعيداً عن كل هذا وذاك وفي كل يبقى الاختلاف الأساسي في أصل اشتقاق الكلمة نفسها هل هو من الفعل واتى يواتى ، أو هو اسم للمغارم ، أي الأتوات ، أو هو غير هذا وذاك، وإنما هو اسم أعجمي يحمل دلالات خاصة تبعاً للغته الأم ، البربرية أو التكرورية[3] أو التارقية[4] أو العربية.
والمؤكـد في كل هذا أن منطقة توات ضاربة في أعمـاق التاريخ” ويرجـع تاريخ عمارتهـا إلى ما قبـل الإسلام[5] وكانت تسمى بالصحراء القبلية ، ثم كثرت عمارتها بعد جفاف نهـر قيـر[6] في غضـون القـرن الرابع الهجري”[7]. ولا أدل على ذلك من كثـرت الحديـث عنها في كتـب المؤرخين والرحالة العـرب والأعاجم كابـن حوقـل والحسـن الوزان والكرخي واليعقـوبي وابن بطوطة[8] (ت.779هـ) وابن خلـدون[9] (ت.808هـ) وأبـو سالم العياشي[10] (ت.ق11هـ) وعبـد الرحمـان السعـدي[11]، والقـاضي الفع محمـود كعـت[12]والرحالة الحاج بن الدين الأغواطي[13](ت.ق13 هـ) بالإضافة إلى الرحالة الألماني جير هارد رولف (GERHARD ROLF)[14] والمؤرخان الفرنسيان مارثان (MARTIN)[15] وبرنــارد( [16] BERNARD) .

1-مثل المؤرخ محمد بن عمر في مخطوطه نقل الرواة ومولاي أحمد الإدريسي في مخطوطه نسيم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات (المخطوط موجود بخزانة كوسام أدرار ) والشيخ محمد باي بلعالم في محاضرته حول المنطقة.
2-ذكر السعدي أن أصل الكلمة تكرورية ” لأن الإنسان الأول الذي تخلف هناك توجع في رجله، وتوطن هناك فسمي الموضع باسم تلك العلة.” تاريخ السودان ، عبد الرحمان السعدي . تحقيق هوداس، ص07 ، مطبعة بردين باريس ، 1964م . أما العالم مولاي أحمد الإدريسي في مخطوطه نسيم النفحات وإضافة إلى رأيه السابق يرى بأنها سميت توات لأنها تواتي للعبادة . ينظر ص 12.
3-التكرورية لغة أهل تمبكتو بأرض مالي .
4-التارقية لغة الطوارق من سكان الصحراء .
5-ذكر عبد العزيز بن عبد الله في معلمته حول الصحراء (أن أولاد ميمون في مدينة تمنطيط كان عندهم مسجد يحمل محرابه تاريخ 106 هـ ، كما أكد على وجود كتابات تدل على أن قصر أولاد حمال بني قبل الهجرة بمائة وخمسة أعوام 517 م حسب ما وجد مكتوباً على جدران مسجد القصر). الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية . كما ذكر الباحث الفرنسي برنارد (BERNARD) في بحثه عن تاريخ المنطقة أن عمارة المنطقة بدأت قبل 50 سنة قبل الميلاد. التسلسل الزمني لأحداث توات (معالم عن التاريخ) ، مركز البحث العلمي غرداية (د.ت).
6-هو واد كبير ابتداؤه من ناحية بلاد المغرب ويمتد إلى الصحراء إلى قريب من توات لينعطف يميناً في رمال كثيرة وهو من أطول أودية المغرب مسافة وأقلها فائدة وأكثرها مخافة . الرحلة العياشية ماء الموائد.ص18 الجزء الأول . ط 2 . تحقيق محمد حاجي . مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر. الرباط 1397هـ . 1977 م.
7-الشيخ باي بلعالم . من محاضرة له للتعريف بمنطقة توات . مكتبة (ج.أ.د.ت أدرار).
8-ذكرها في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار . ص 699 و 700 . دار صادر بيروت.
9-ذكرها في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر المعروف بتاريخ ابن خلدون . الجزء السادس . ص 59 .المطبعة الخديوية بولاق . مصر. 1384 هـ
10-ذكرها في رحلته ماء الموائد الجزء الأول . ص 20 . وزار المنطقة خلال هذه الرحلة التي دامت قرابة خمسة عشرة عاماً من سنة 1059 إلى 1074 هـ .
11-ذكرها في كتابه تاريخ السودان . ص07 وما بعدها .
12-تناول بعض أعلام المنطقة في كتابه المشهور بـ: تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس، ص15 ، تحقيق: (هوداس) و (دلافوس) ، مطبعة بردين ، باريس 1964 .
13-ذكرها في رحلته التي كتبها سنة 1242 هـ والتي زار من خلالها مناطق داخل الوطن وخارجه ، ومنها منطقة توات وتيميمون وقد ترجمت إلى لغات عدة . ينظر كتاب تاريخ الجزائر الثقافي من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر هـ . أبو القاسم سعد الله . ج2 . ص 401 . ط 2 الجزائر 1985 .
14-زار المنطقة سنة 1864 م وتحدث عنها في كتاباته . المصدر السابق . ص 64 .
15-زار المنطقة سنة 1904 م . وكتب عنها في كتابه الشهير (أربعة قرون من تاريخ المغرب 1504 إلى 1902م) المصدر نفسه. ص 45 .
16-ذكرها في كتابه التسلسل الزمني لأحداث توات (معالم عن التاريخ) ، مركز البحث العلمي غرداية.
أما من علماء المنطقة ورحالتها المعروفين ، فقد كتب عنها الشيخ مولاي أحمد بن هاشم[1](ت.ق12هـ) والشيخ سيدي عبد القادر بن عمر[2](ت.1121هـ) بالإضافة إلى الشيخ سيدي عبد الرحمان بن باعومر التنلاني[3](ت.1189 هـ) والشيـخ محمد بن عبـد الكريم بـن عبد الحـق[4](ت.ق14هـ)، والشيخ مولاي أحمد الإدريسي الطاهري[5](ت.ق14هـ) والشيخ سيدي أحمد النحوي[6].
عُرفت منطقة توات على مر التاريخ بأنها أرض أمان واطمئنان وهو ما كان عاملاً أساسياً في توافد عدد كبير من العلماء[7] إليها من كافة الأقطار العربية والإسلامية ، على الرغم من كثرة جدبها ، وقلة رزقها . فهي معروفة بأنها “ذات سباخ ، كثيرة الرمال والرياح ، لا تحيط بها جبال ولا أشجار ، شديدة الحرارة المفرطة ، لا يكاد ينبت فيها إلا النخيل وبعض الأشجار القليلة لفرط حرارتها”[8]. وهي إلى هذا “لا تنكأ ظالماً ولا تمنع غانماً ، وهي أضعف بلاد المغرب قاطبة . غالب أهلها ضعفاء متضعفـون ولقلة ضعف أهلها ، وهضم قوة النفوس ، كثر فيهـا الصالحون والزهاد وأرباب القلوب”[9]. وهذه كلها عوامل شكلت الشروط الأساسية والمواتية لقدوم العلماء ، والزهاد ، واستقرارهم بالمنطقة . ومع مرور الأيام ازداد التواصل وتوسع ، وتكثفت معه أشكال التفاعل الحضاري ومن ثم انكبت النفوس على الطروس ، وراحت الأقلام تترجم الأحاسيس والمشاعر وتعبر في دهشة وإعجاب عن واقع هذا التفاعل ، ومن ثم كان لنا هذا العمر الزاخر بالمؤلفين والمؤلفات ، وفي شتى المعارف ، والعلوم وأستخدمت جل هذه العلوم والدراسات في خدمة كتاب الله ، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام .



[1]تحدث عنها في رحلته التي دونها سنة 1113 هـ . المخطوطات داخل الخزانات الشعبية خلال القرن التاسع عشر (19 م) و بداية القرن العشرين (20م) ، بتوات وقورارة ، وتديكلت. محاضرة للأستاذ مبروك مقدم. ج.أ.د.ت أدرار، الجزائر 1987م.
[2]تحدث عنها في رحلته المعروفة برحلة الشيخ عبد القادر بن عمر.المخطوط موجود بخزانة باعبد الله أدرار.
[3]تحدث عنها في رحلته المعروفة برحلة الشيخ عبد الرحمان بن باعومر ، ص01 وما بعدها . المخطوط موجود بخزانة باعبد الله أدرار.
[4]تحدث عنها في رحلته الشهيرة (درة الأقلام في أخبار المغرب بعد الإسلام) ، ص06 وما بعدها.
[5]تحدث عنها في مخطوطه نسيم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات ، ص12 وما بعدها.
[6]تحدث عنها في كتابه . لذاذ الأقوات في من حضر وعبر بأرض توات . أخبرني بذلك الشيخ الحاج أمحمد الكنتي.
[7]مثل الشريف مولاي سليمان بن علي في القرن السادس الهجري والعالم محمد بن عبد الكريم المغيلي وأبو بكر العصموني في القرن التاسع الهجري والعالم العبدلاوي بن الطيب المغربي في القرن العاشر الهجري والعالم سعيد قدورة الجزائري في القرن الحادي عشر الهجري وغيرهم . محاضرة الأستاذ مبروك مقدم حول تاريخ المنطقة. ص 65 – 66. (م.ج.أ.د.ت. أدرار) . وذكر محمد بن عبد الكريم في مخطوطه درة الأقلام، ص08 وما بعدها ، أنه في سنة 890 هـ ورد ولد الباي من طرابلس وطاف بتوات ومعـه عشـرة من العلمـاء ، كل واحد منهم يحفظ خليل وبعض أصول المذهب ومتضلع في كتب بن الحاجب وعلم المعاني والبيان ، وتبعهم علماء توات في رحلتهم داخل المنطقة .
[8]نسيم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات ، ص12 . مولاي أحمد الإدريسي الطاهري.
[9]درة الأقلام في أخبار المغرب بعد الإسلام . محمد بن عبد الكريم البكري . ص08.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)