أدرار - Revue de Presse

البردة والقصائد الوترية في أدرار



في مناطق أدرار، يخرج الشباب والشيوخ والأطفال إلى المساجد، طيلة الأيام العشرة التي تسبق المناسبة، لأداء صلاتي المغرب والعشاء، وحضور حلقات الإنشاد الديني التي تعرف هنا بـ''البردة والقصائد الوترية''. وفي قصور منطقة توات، تتحول الزوايا، على غرار زاوية سيدي الحاج محمد بالكبير إلى مزار يقصده العام والخاص، لتخليد هذه المناسبة بتلاوة وتجويد القرآن، والتنافس على تقديم الصدقة بطهي الطعام للضيوف وعابري السبيل والفقراء والمحتاجين.
وعشية المناسبة، تنظم حملات لتنظيف المساجد وتعطيرها بالبخور والجاوي، وإشعال الشموع في زاوياها طيلة عشرة أيام كاملة. وفي قصر أولاد إبراهيم على بعد 5 كلم جنـوب عاصمة الولاية أدرار، يجتمع سكان المدينة، وهم يرتلون القرآن جماعيا في حلقة دائرية، ويؤدون المدائح الدينية في منظر مهيب، يشبه إلى حد كبير منظر الحجيج في يوم عرفات، حيث يشهد القصر حركة غير عادية يصنعها الصغار والكبار برقصة برزانة الشهيرة، والتي تستمر إلى غاية طلوع الفجر. وتقوم النسوة بالغناء الشعبي على مستوى الأسر ودق الطبول، فيما تكتفي أسر أخرى بالمدائح، فيما تعكف اللجان الدينية على تنظيم مسابقات تجويد القرآن وحفظه.
ولا يختلف الاحتفال بالمولد في تمنراست عن أدرار، فهو يبدأ أسبوعا كاملا قبل يوم المولد، بمجموعات من القصائد التي تمدح النبي (صلى الله عليه وسلم )، مثل البردة للبصيري، ابن مهيب، الأوجلي. وفي الليلة التي تسبق المولد يتم إحياء الليلة بسرد القصائد من صلاة المغرب إلى ما بعد منتصف الليل، ويتم خلالها عرض وجبة العشاء على الحاضرين، فيما يوزع الباقي على الفقراء والمحتاجين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)