وأثبتت الأيام صواب الموقف؟

اجتمع زعماء أحزاب البؤس السياسي في مقر “حمس” ودعوا إلى إفساد موقف الحكومة الجزائرية من الأزمة المصرية بدعوتهم الحكومة إلى اتخاذ موقف مؤيد للإخوانᴉ وضد الانقلاب على الإخوان وحدث هذا في ندوة قالوا عنها إنها سياسيةᴉ هذه الأحزاب لم تجتمع لتدارس الوضع السياسي في الجزائر المهترئ، فالأحزاب تعرف أن مجلس الوزراء لم يجتمع مدة 9 أشهر ᴉ وتعرف أن البرلمان شبه معطل تماما، وتعرف بأن الحكومة تقوم فقط بالبريكولاج في إطار تصريف الأعمال، ومع ذلك لم تجتمع هذه الأحزاب حول هذه المواضيع واجتمعت فقط لتحاسب الحكومة على موقفها الحيادي في أزمة مصر وأزمة تونس.ᴉ وطالب المعتوهون في السياسة الحكومة بالتدخل في الشأن الداخلي لمصر وتونس ونصرة الإخوان؟ᴉ
هؤلاء لا يعرفون بأن المصريين كلهم إخواننا.. وليس إخوان مصر فقط هم إخواننا؟ ᴉ هل إخوان مصر عقدوا اجتماعات حزبية للضغط على مبارك لاتخاذ موقف من أزمة الجزائر؟ᴉ والجواب “لا” لأن إخوان مصر لا يزايدون على حكومتهم في مسائل السياسة الخارجية؟ᴉ مواقف هذه الأحزاب في القضايا الداخلية ومع ذلك يهربون إلى اتخاذ مواقف في مسائل دولية تشغل بال الرأي العام لأجل مسائل شعبوية آنية.
موقف الخارجية الجزائرية من أزمة مصر صحيح ومن الواجب على هذه الحزيبات أن تعتذر على ما بدر منها نحو خارجية بلادهم.. لو صدر عن هذه الأحزاب دعوة الحكومة الجزائرية إلى فعل شيء ما في مصر وتونس وسوريا لأجل إصلاح ذات البين بين الأشقاء في هذه البلدان، لكان موقف هذه الأحزاب منسجما مع مبادئ الجزائر في السياسة الخارجية وهي عدم التدخل في الشأن الداخلي للأشقاء والجيران.ᴉ
عندما عزل بومدين بن بلة سنة 1965 حشرت مصر أنفها في الشأن الجزائري.. وكان رد السلطات الجزائرية على ناصر آنذاك “هل تسألونا عندما ننهي مهام موظف من موظفي الدولة الجزائرية؟ᴉ "أظن أن بن بلة موظف جزائري وليس مصريا؟ᴉ
كذلك الحال اليوم يا أحزاب البؤس السياسي: مرسي موظف مصري وعزله من طرف السيسي أو ليلى علوي شأن مصري لا دخل للجزائر فيه؟ᴉ
أنا لا ألوم هذه الأحزاب لأنها اتخذت مثل هذه المواقف البائسة، بل ألوم وزارة الخارجية التي اتخذت مواقف جيدة في مسائل حيوية مثل ليبيا ومالي وتونس ومصر وسوريا.. لكنها لا تستطيع أن تسوق هذا إلى الرأي العام الوطني بصورة جيدة.
ما كان يضر وزارة الخارجية لو نظمت لقاء مع زعماء هذه الحزيبات البائسة لوضعها في صورة مواقف بلادنا إزاء هذه القضايا الحيوية حتى لا تترك قطعان السياسة تساق بجواق قافلة سير.ᴉ
نحن بلد يعرف جيدا معنى الثورة.. لذلك لا نصدّر الثورة للناس ولا نستورد الثورات من الناس.. ومن يقول إن ما يحدث في مصر وتونس سينعكس على الجزائر هم قوم لا يفهمون شيئا.. فلا كانت الجزائر إذا اخترقها انقلاب السيسي أو ديمقراطية مرسي أو الغنوشي؟ᴉ
فانتبهوا لأنفسكم ولا تزايدوا على بلدكم في الموقف الصح الذي اتخذته سياستها الخارجية وأثبتت الأيام صواب هذا الموقف؟