Blog

هدية روراوة للصحفيين في عيدهم


 يبدو أن محمد روراوة، ومنذ أن ظفر بكرسي في المكتب التنفيذي للفيفا، ضيع الكثير من تواضعه وحسن تقديره للأشياء، حتى صارت الجزائر تبدو وكأنها أصغر من طموحاته، وحتى اختزلت كرة القدم الجزائرية داخل خانة ضيقة جدا عنوانها ''خدمة المسيرة الدولية للحاج''. وجاءت زيارة كبير سدنة الفيفا، جوزيف بلاتير، إلى الجزائر لتفضح ''الدوخة'' التي اعتلت رأس الحاج وعششت فيه. فهذا الأخير قرر أن يدعو رئيسه إلى مأدبة عشاء في إقامة جنان الميثاق أمام ''مدرجات فارغة''، فلم توجه الدعوة للصحافة الوطنية ولم تحضرها إلا مجموعة صغيرة جدا من الإعلاميين المقربين، نكن لهم كل الاحترام والتقدير، ولا نحملهم وزر غيرهم.
كان الأمر سيبدو عاديا ولا غبار عليه لو أن بلاتير جاء إلى الجزائر في زيارة خاصة للحاج روراوة، الذي يحق له أن يدعو إلى بيته من يشاء ومتى يشاء وكيفما يشاء، لكن كبير سدنة الفيفا جاء إلى الجزائر لمشاركتها احتفالها بخمسينية تأسيس الفاف، وهو كما نرى عيد ميلاد كل الجزائريين وليس عيد ميلاد الحاج وحده.
وكان الأمر سيبدو غاية في المنطق لولا عشرات المآدب المنظمة في نفس الإقامة على شرف زعماء دول ورؤساء حكومات ووزراء، وكانت الصحافة تدعى إليها فتحضرها لتعطي صورة جميلة عن جزائر الصحافة المتعددة والحرة نسبيا. ولم نجد تفسيرا لسلوك الحاج إلا في أحد الاحتمالات الثلاثة، فإما أن يكون قد قرر عدم الاعتراف بوجود هذه الصحافة التي صنعت بعض أمجاده، عندما وقفت على قلب رجل واحد تدافع عن حظوظ منتخبنا الوطني في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، ولا زالت إلى اليوم ترن في أذني قصص زملائنا الصحفيين والتقنيين والمصورين الذين اخترقوا الويلات، ضربوا وتشردوا وجاعوا وضاعوا لنقل الحقيقة.. حقيقة ''الحفرة'' في القاهرة، وحقيقة الإنجاز في أم درمان.
الاحتمال الثاني قد يكون في ''حشمة'' الحاج بصحافة بلده، التي لم تبلغ بعد مستوى الجلوس إلى مائدة يدعى إليها السيد جوزيف بلاتير ومرافقوه، فربما لا يجيد الصحفي الجزائري التأنق بارتداء بذلة ''سموكينغ'' والأكل بالشوكة والسكين، والحديث وفق ما تقتضيه قواعد البروتوكول وأصول ''الإيتيكيت''.
أما الاحتمال الثالث، والذي قد يختصر سابقيه، فقد يكون إرادة الحاج تكريم الصحفيين الجزائريين في عيدهم المصادف للثالث ماي بعدم دعوتهم لمأدبة العشاء.. وفي كل الحالات، وجب أن يشهر حكم المباراة في وجه روراوة إنذارا، لأنه، ومنذ جلوسه على كرسي المكتب التنفيذي للفيفا، لم يعد يحترم أبسط قواعد اللعبة وأخلاقيتها، كيف لا وهو الرجل الذي لا يرد له طرف، يفعل ما يشاء، يَسأل ولا يُسأل؟





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)