ملامح من الشعر النسوي بين المغرب والجزائر

يتميز الشعر النسوي عموما بزخم عاطفي وغنج أنثوي، لكنه لا يبتعد عن شعر المرحلة الذي يمتح من واقع مرير وتسكنه هواجس القيم المطلوبة مثل الحرية والعدل والمساواة وما الى ذلك. فهو على حرارة نبضه وشدة ارتعاشاته وكثافة استيهاماته ذو أبعاد تاريخية وانسانية لا تخطئها العين الفاحصة.
وفي الوطن العربي والمغاربي وخاصة في الجزائر والمغرب شاعرات كثيرات حفرن أسماءهن في سجلات الشعر الحديث والمعاصر بشظف وشغف، وفرضن أصواتهن في الدواوين المنشورة وغير المنشورة
وعلى المنابر الثقافية والاعلامية المختلفة؛ ويمكن القول بأن للكثيرات منهن حظا وافرا في إثراء وتطوير تجربة الشعر العربي المعاصر برمته ، ولا يمكن بالطبع حصر أسمائهن أو حتى التمثيل لهن بما يكفي، وانما تجوز الاشارة فقط الى بعض النماذج ومحاولة استقراء بعض الملامح التي يمكن اعتبارها بمثابة القواسم المشتركة بينهن مثل " نبرة التمرد والاحتجاج" ومثل " الإشادة بدور المرأة وإسهاماتها " ومثل " الغلو العاطفي وكثافة الاستيهامات " وما الى ذلك....
ولعل مقاربة بعض الأشعار من ذلك قد تفيد بأن تميز الشعر النسوي بهذه الربوع هو تميز موضوعاتي بالأساس، أي أن التيمات المتحكمة في جذور التصورات والتي ينبثق عنها الكيان الشعري هي ألصق ما تكون بوجدان المرأة المغاربية وهمومها ورؤيتها للعالم؛ أما البناء الفني فهو خاضع عموما لنظرية الشعر ومقوماته ، ولذلك تلاحظ اختلافات كبيرة في مستويات الابداع التي تركب في الاجمال مطية الشعر المنثور أو قصيدة النثر الميسورة ولا تقارب التفعيلة الا لماما، ولعل ميزان الذهب يحضر
أكثر في دكان الصائغ منه في رياض عبقر.....