infoalgerie

غابة "اعكورن" الجزائرية: جنة قرود الماغو



غابة
في مسعاها لمواجهة خطر الانقراض، اختارت القردة من سلالة "الماغو" وهي فصيلة نادرة مهددة بالانقراض، الاستقرار بجهات متعددة في الجزائر حيث وجدت هناك الظروف المناسبة لتكاثرها.
إيـلاف تبرز غابة إعكوران الواقعة بقلب منطقة القبائل الجزائرية التي أضحت موئلا مفضّلا لهذه القردة الوحيدة من نوعها في إفريقيا.
على منوال مناطق المدية، بجاية وجيجل شمال وشرق الجزائر، تعيش قردة الماغو على مستوى على المحور الرابط بين منطقتي عزازقة وبجاية (110 إلى 260 كلم شرقي الجزائر) أين تمتد غابة اعكورن التي تغذيها ينابيع وتتخللها مختلف الأشجار والنباتات.




في هذا المكان الجبلي الفاتن الذي يستوقف المرء لبهائه، تنتشر قردة الماغو بكثافة على طول أشجار البلوط، ويوضح العم مصطفى أحد مخضرمي المنطقة إنّ هذه القردة استوطنت الغابة منذ زمن طويل، سيما مع توافر مقومات الراحة والهدوء والمناخ الطيب.

كما بدا جليا لدى زيارتنا للغابة، ذاك الهوس المتزايد للناس برعاية قردة الماغو الملتصقة بضاحية تعني لها الكثير، بينما أوعز مرافقنا مصطفى أنّ الغطاء النباتي الشاسع لإعكوران وفرّ ملاذا آمنا ليس لفصيلة لقردة الماغو فحسب بل أيضا للطيور الكاسرة كالنسور إلى جانب الثعابين، الذئاب والثعالب.

وتسجل الخبيرة "فطيمة زرقاط" إنّ قردة الماغو التي تختلف عن باقي القردة في العالم من حيث البنية الجسدية سيما في غياب الذيل، تعيش في الجزائر وكذا في مناطق محدودة بالمملكة المغربية، لكنها في تناقص مستمر منذ العام 2004، ما استدعى قرع أجراس الإنذار خشية زوالها نهائيا، بعد الدمار الذي طال وسطها الطبيعي بفعل تنامي حدة الحرائق، علما أنّ قردة الماغو تشتهر بتعايشها مع الصقيع وارتضائها الحياة على الدروب الوعرة وأحراش المناطق الجبلية وكذا الغابية.

ووسط طبيعة عذراء وهواء نقي، تصنع قردة الماغو أو (ماكاكاس سلفالوس) كما يسميها الباحثون، الحدث بتحركاتها وعشقها اللعب بين أغصان الأشجار ومؤانستها للزوار، في هذا السياق، يقول بشير الذي واظب على القدوم رفقة أطفاله إلى إعكوران، إنّ قردة الماغو تمدّ أياديها إلى عشاقها الذين يناولونها أكلات منّوعة بين البسكويت والموز.

بيد أنّ المتخصصين "كمال قادري" و"رفيق والي" يشيران إلى إقدام بعض زوار المكان في إرباك النظام الغذائي الطبيعي للقردة، عبر إفراطهم في تزويدها بأطعمة غير مراقبة كالفول السوداني والخبز، ما تسبّب في موت الكثير منها، في وقت تشير زرقاط إلى كون أفضل غذاء لقردة الماغو هي الديدان، حيث يلتهم القرد الواحد ما يربو عن الخمسين دودة في مواسم الربيع، ما يحيل على أهميتها في تحصين النسيج الغابي.

كما يستهجن محند حميسي أحد أبناء إعكوران، تعاطي بعض الأشخاص بعدوانية مع قردة الماغو من خلال رشقها بالحجارة، ما يضطر هذه القردة للرد بشكل عنيف على المتربصين بها، في وقت تتحدث "كهينة شيطور" عن كون الغابة إياها ظلت تستوعب أصنافا عديدة انقرضت منذ عدة سنوات كالأسود والدببة البيضاء والفهود، وكذا القطط المتوحشة والضباع.

ولا يتردد كمال، رفيق، محند وغيرهم من الغيورين عن التشديد على حتمية إبعاد قردة الماغو عن شبح الانقراض الذي مسّ الأصناف المذكورة آنفا، ويدعو مواطنيهم رياض، نسيمة وعلجية إلى جعل غابة اعكورن مشتلة نموذجية لإحياء هذه القردة، احتكاما لما تملكه تلك الغابة من أشجار ونباتات طبيعية مختلفة ووديان صافية وأجواء حالمة تستقطب قردة الماغو وتغريها بجدوى البقاء والتكاثر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)