poesiealgerie

ربيعة جلطي : تعرية الذات وفضاءات البوح الشعري..



لن نسلك في هذه المقاربة سبيل الدرس الآكاديمي التقليدي، وإنما سنترك جانبا القوالب الجاهزة التي اعتاد الدرس أن يتلبسها في مثل هذه المواقف ليناقش محمولات العبارة الشعرية في القصيدة.
ونبدأ مما يصرح به الشاعر نفسه من بوح يحاول أن يبرر به القول والفعل معا. إنه حين يكتب يكتب في خلوة، ولكنه حين يقبل على جمهوره يقوم بتعرية الذات وفضح أسرارها أمام جمهور متعطش للأسرار والأخبار.. إن العلاقة التي تقوم بين الملقي قصيدته والمتلقي، لا تقوم أساسا على جماليات اللغة والصور والعروض، وإنما تقوم على مقامات البوح وما يعمرها من غريب وجديد.. ولا تكون اللغة إلا خادمة لذلك السريان الخفي بين لسان يدفع وأذن لا تشبع.
وكم يكون الأمر مثيرا حينما يكون الباث امرأة.. إنها ذلك الكائن العجيب الذي لا تنقطع أسراره، وكأنها تتجدد بتجدد الأيام مع شروق سموشها وتوالي لياليها.. إنك تسمع لها وكأنك تسمع حديثها لأول مرة، سواء تغزلت أو اشتكت، أو رثت، أو وصفت.. إن حديثها دوما.. شاءت أم أبت حديث مبطن بأسرار.. أو هكذا نريد له أن يكون لئلا يسقط في التسطيح والسذاجة.
وحين نقارب ربيعة جلطي من هذه الزاوية نريد للقوالب الجاهزة والأحكام الناجزة أن تتوارى بعيدا عن كل همس يند من كتلة النص، لنسمعه بينا واضحا من خلال حفيف الكلمات وحشرجة الحروف، وكأننا أمام فضاء تلعب فيه رياح يوسف غضوب بأوراق خرفه، تلهو بهن هنيهة وتعود
تجمعها بعد شتات..
إن النص عند هذه الشاعرة وأخواتها .. يسلك عادة هذه الطريقة في النشر والطي.. في الكتم والبوح.. في إغراء الآخر والصد عنه.. إنها أبدا امرأة أهدت للكلمات شيئا من غنجها وتنعها.. وشيئا من و قاحتها وتبذلها...




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)