بلماضي وLes bras cassés وما أكثرهم في الجزائر!

🔴أجزم أن جمال بلماضي لو كان يدرب منتخبا آخر غير الجزائر🇩🇿 لحمل حقيبته وغادر قبل أن يدلي بتصريحاته المثيرة في حق مسؤولي ملعب البليدة ومعهم القائمين على الملاعب والرياضة الجزائرية ككل.
وقد قال الكثير لمن يتابع، وختم مُلخصًا :"كان يفترض أن نطلب من الفيفا نقل مباراة جيبوتي التي نستقبلها في الجزائر 🇩🇿خارج البلاد لأننا لا نملك ملعبا واحدا صالحا!!"
▪️وأجزم أيضا أن بلماضي لو كان في تجربة أخرى لرحل قبل اليوم، بسبب عقليته ودقته وتنظيمه ورغبته الدائمة أن يتحرك كل شيء بسيرورة احترافية تفتقر إليها منظومتنا الكروية ككل، وقد حدث وأن دفعه (أمر ما) وقع قبل شهور للمغادرة وفكر في ذلك ولكنه لم يفعل.
▪️ما يمنعه من مغادرة تدريب "الخضر" أنه يدرب منتخب بلاده التي يحب، فضلا عن إيمانه الشديد بمشروعه، وتعبه في تكوين مجموعة حقيقية ورائعة من اللاعبين المتأهبين للتحديات القادمة مع أرقام قياسية حققها من حيث توالي النتائج الايجابية لا يريد سوى مواصلتها، ناهيك أنه ككل مدربي العالم لا يرضيه أن يجني ثمار عمله أحد غيره، أو أن يأتي من يهدم كل ما بناه، ويبدأ من الصفر.
❌قد أبدو مبالغًا في توقع ما كان يمكن أن يحدث جراء غضبه الذي دفعه ليصب جام غضبه على مسؤولي ملعب البليدة ووهران والرياضة ككل في الجزائر، لكن من يعرف هذا الرجل فهو يدرك أن الأمر يتعلق بانسان مختلف تماما.. عملي ومرتب ودقيق إلى درجة المثالية أحيانًا.
❌ويروى أنه في مونديال جنوب أفريقيا 2010 حط بلماضي رحاله منهكا في جوهانسبورغ بعد 10 ساعات في الجو، إذ كان سيحلل مباراة "الخضر" وإنجلترا، فتح هاتفه فوجد رسالة أنه حدث خطأ في الحجز، وسيجري تداركه، وبدل الانتظار كما طلب منه لركوب رحلة "كيب تاون" لاحقا، حمل حقيبته وامتطى الطائرة العائدة إلى باريس ويقال أنه اشترى تذكرة العودة من حر ماله.
وعندما سأله والده عن سبب تفريطه في مبلغ هام جدًا كان سيتلقاه نظير تحليل المباراة أجابه أن المال يأتي في المرتبة الأخيرة ولا يمكنه أن يسبق الاحترام.
⛔أمثال بلماضي موجودون في الجزائر، في الادارات العمومية ومناصب المسؤولية والوزارات وفي كل مكان تقريبا، لكن ما يحدث أن عملهم المتقن-المنظم مزعج لمن لا يعمل، يخلط أوراق الكسالى، يفضح الرديئين لأنه يدفعهم للعمل، يفضح عجزهم فضلا أنه يوقظهم من سباتهم العميق.
❌وما يحدث دائما عندنا (وللأسف الشديد) هو أن يتفوق هؤلاء الفاشلون في النهاية فهم أكثر عددا وتأثيرًا فيتراجع الكفء والموهوب والشريف الى الخلف تاركًا المجال واسعًا وفسيحًا لـ les bras cassés والرديئين والبيروقراطيين ليعيثوا فسادا.
▪️▪️▪️في وضع بلماضي الأمر انقلب، وها هو يحارب وحده أمثال هؤلاء على كثرتهم ويعريهم ويكشف عجزهم، لكن إلى متى سيصبر ويتجاوز ويتعامل مع الأمور ويجد الحلول؟