اليك يا جزائري

جزائري لك أهدي قلبي جزائري، نسمات تروي لك حبي جزائري، فأنت أمي التي أعشق وناظري، و أنت روحي التي أملك وحاظرري، قسما يا قرة عيني و ساعدي، خذي قلبي، خذي روحي، واسعدي جزائري...
هي صرخات أطلقها شهيد يابوس من لواعج لواعج صدره، ومن أعماق أعماق قلبه، ليفجرها ثورة عارمة في أعماق الأوراس. ما همته نفسه، ما همه ولده، ولا زوجه، بل همته جزائره.فهل يوجد غيرك يا بطل يستحق الثناء؟ وهل يوجد غيرك من يستحق الاحتفاء؟ وهل يوجد مثلك يا رمز الأباء؟
عذرا عذرا ألف عذر يا صائن نفسي و كرامتي، عذرا يا صانع فخري و همتي، فقد تيبست على شفتي الكلمات لأنها عجزت عن رسم بطولتك، وجف الحبر لأنه شعر بالخجل أمام سيل دمائك الجارية، في كل شبر من يابوس الطيبة.أذكرك حين أهرع الى مدرستي بفخر و اعتزاز، أحتضن لغتي و عقيدتي، أذكرك حين أشم عطر الليلك و الياسمين في بلدي، وحين أرى براءة الأطفال و تعانق الأغصان، وحين أسمع هديل الحمام و خرير الماء في بلدي.
أذكرك حين أجري و ألعب و أمرح و أفرح، وحين أرتشف أغاني الحرية، و حين تنتابني ثورة الثورة علي تراتيل مفدي زكريا:
تأذن رب: ليلة قدر و ألقى الستار على ألف شهر
وقال له الشعب أمرك ربي و قال له الرب أمرك أمري
فما عساني أقول فيك؟ وما أهديك؟ أهديك وردا؟ والله ... والله ورود العالم كلها لا تكفيك. أأرويك عطرا؟ والله ان العطر يسري فيك. ولك مني ألف ألف تحية، يا من أهديتنا شمس الحرية، و فرشت لنا بدمك حياة هنية، ووسدتني مجدا أفخر به حتى المنية.