poesiealgerie

إشكالية مصطلح الأدب النسائي في الوطن العربي / بين التأسيس والاستقبال



إن غياب التحديد الدقيق والكامل لمصطلح الأدب النسائي، وغياب الإطار النظري المصاحب قد ساهم في شيوع مفاهيم مختلفة، منها ما يُطرح حول وضع النص الإبداعي النسوي مقابل النص الرجالي، بحيث يتّم تقسيم الأدب على أساس الهوية الجنسانية لمنتج النص. وفي اعتقادنا مصطلح الأدب النسائي يفيد عن معنى الاهتمام وإعادة الاعتبار إلى نتاج المرأة العربية الأدبي وليس عن مفهوم ثنائي، أنثوي/ ذكوري، يضع هذا النتاج في علاقة اختلاف ضدّي/ تناقضي، مع نتاج الرجل الأدبي. و المصطلح، بهذا
المعنى، يحيلنا على تاريخ الأدب العربي، حيث ساهمت فيه المرأة منذ عهود قديمة، تعود إلى ما قبل الفتح الإسلامي. إلا أن مساهمتها أُهملت بسبب من معايير قيميّة ربطت بين الفنون والآداب وثقافاتهما وبين نظام قبلي قوامه القوّة، أو سلطة على رأسها رجل ينزع إلى التسلّط.
و الأكيد أن التعبير عن المرأة تطور تطوراً كبيراً ومع ازدياد عدد الأديبات والشاعرات العربيات الشهيرات، شعبيات كن أم مدرسيات، بدأ سؤال يطرح نفسه، وأمامه علامة استفهام كبيرة هل لدينا أدب نسائي ؟ أو بالأحرى، هل يوجد فعلا أدب نسائي؟ ومن ثم يفترض أن يكون هناك أدبا رجاليا بالمقابل؟ وما هي خصائصه و صفاته ومميزاته التي تدل عليه؟ أي بمعنى هل يكفي أن تكتب المرأة موضوعا أدبيا حتى نصنفه بأنه أدب نسائي؟ أو تصنيفها ككاتبة أو أديبة أو شاعرة نسوية؟ وهل يصح ويكفي الكتابة في شؤون المرأة، على تعدده وتباينه، حتى نصفه بأنه عمل يتعلق بالأدب النسوي!؟
هذه الأسئلة وغيرها، تسعى مداخلتي الموسومة " إشكالية مصطلح الأدب النسائي في الوطن العربي بين التأسيس والاستقبال " إلى الإجابة عنها مناقشة، في البدء، المصطلح ومشيرة إلى حتمية الفهم الصحيح لطبيعة الأدب لأنه لا يمكن أن يختلف عند الرجل أو المرأة، ولا يمكن أن نسمي غير الأدب أدبا لمجرد أن كاتبه امرأة أو رجل.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)