نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ الألباني -رحمه الله-
العلامة الشيخ
العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.
مولده ونشأته
* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.
* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.
* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
تعلمه الحديث
توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به :
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" و هو مطبوع مراراً، و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب "الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.
كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).
نشاط الشيخ الألباني الدعوي
نشط الشيخ في دعوته من خلال:
أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:
- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.
- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.
- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.
- فقه السنه لسيد سابق.
ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
صبره على الأذى ... و هجرته
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
أعماله وانجازاته
لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:
1) كان شيخنا -رحمه الله- يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار -رحمه الله- مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي - رحمه الله- إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.
2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.
4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.
5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 ه ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
6) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.
7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام" .
8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".
9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب انشغالاته العلمية الكثيرة.
11) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.
12) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة، ربت على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
13) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م ، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.
ثناء العلماء عليه
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)
وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.
وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:
فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.
العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي
قول الشيخ عبد العزيز الهده : "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".
وقال الشيخ مقبل الوادعي:
والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]
آخر وصية للعلامة المحدث
أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.
وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.
وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...
و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت..
وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).
27 جمادى الأول 1410 هـ
وفاته
توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.
و قد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين:
الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله و التي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته رحمه الله فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.
بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه، بالإضافه إلى قصر الفترة ما بين وفاة الشيخ ودفنه، إلا أن الآف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
تعطير الأنام بترجمة العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
بقلم: أبو عبد الله العياشي بن أعراب رحماني
إنَّ الحمد لله نحمدُه، ونستعينه ونَستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فهذه ترجمة مُختصرة للإمام العلَّامة المحدِّث الفقيه الشيخ: محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله، استلَلتُها من رسالتي التي قدَّمتها لنَيل درجة الماجستير سنة 1433هـ، والتي هي بعنوان: "القواعد الحديثيَّة في مقدِّمة كتاب: (تمام المنَّة، في التعليق على فقه السنَّة)؛ للشيخ الألباني رحمه الله - دراسة تحليلية".
التعريف بالشيخ الألباني:
المبحث الأول: شخصية الألباني وحياته العامَّة:
• المطلب الأول: اسمه ونسَبه:
هو محدِّث العَصر الإمام العلامة محمد بن نوح نجاتي، الشَّهير بمحمد ناصر الدين الألباني، المكنى بأبي عبدالرحمن أكبر أبنائه[1].
• المطلب الثاني: مولده:
وُلد الشيخ الألباني في مدينة أشقودرة عاصمة ألبانيا يومئذٍ، عام 1332هـ، الموافق لـ 1914م[2].
• المطلب الثالث: نشأته:
نشأ في أُسرة "متديِّنة يغلب عليها الطَّابع العِلمي، فقد تخرَّج والده الحاج نوح نجاتي الألباني في المعاهد الشرعيَّة في العاصمة العثمانية - الأستانة - قديمًا، التي تُعرف اليوم بإسطنبول، ورجع إلى بلاده لخِدمة الدِّين وتعليم الناس ما درسه وتلقَّاه، حتى أصبح مرجعًا تتوافد عليه الناس للأخذ منه، وبعد أن تولَّى حكمَ ألبانيا الملك أحمد زوغو، سار بالبلاد في طريق تحويلها إلى بلاد علمانيَّة تُقلِّد الغربَ في جميع أنماط حياته... فألزَم المرأة الألبانيَّة المسلِمة بنَزع الحجاب قهرًا، وألزم الرجالَ بلبس اللباس الأوربي؛ كالبنطلون والقبعة، كالحال في تركيا من سقوط الخلافة 1922 م إلى يومنا هذا، ومن ذلك اليوم بدأَت هجرة الذين يريدون دينهم، ويخافون سوءَ العاقبة، فتوجَّس والد الشيخ خيفةً وتوقَّع أن يسوء الحال أكثر من ذلك، فقرَّر الهجرةَ إلى بلاد الشام؛ فرارًا بدينه، وخوفًا على أولاده من الفِتَن، فوقع اختياره على مدينة دِمشق، التي كان تعرَّف عليها من قَبل في طريق ذهابه وإيابه من الحجِّ"[3].
قال الشيخ الألبانيُّ رحمه الله في بيان فضل والده عليه من حيث سلامة تَنشئته لمَّا هاجر به من أشقودرة عاصمة ألبانيا يومئذٍ إلى بلاد الشام: "وبهذه المناسَبة يحقُّ لي أن أقول بيانًا للتاريخ، وشكرًا لوالدي رحمه الله تعالى: وكذلك في الحديث بُشرى لنا آل الوالد، الذي هاجرَ بأهله من بلده أشقودرة عاصمة ألبانيا يومئذٍ؛ فرارًا بالدين من ثورة أحمد زوغو - أزاغ الله قلبه - الذي بدأَ يسير في المسلمين الألبان مسيرةَ سلفِه أتاتورك في الأتراك، فجنيتُ - بفضل الله ورحمتِه - بسببِ هِجرته هذه إلى دِمشق الشَّام ما لا أستطيع أن أقوم لربِّي بواجب شُكره، ولو عشتُ عمرَ نوح عليه الصلاة والسلام؛ فقد تعلَّمتُ فيها اللغةَ العربيَّة السورية أولًا، ثمَّ اللغة العربية الفصحى ثانيًا، الأمر الذي مكَّنني أن أعرف التوحيدَ الصَّحيح الذي يجهله أكثرُ العرب الذين كانوا مِن حَولي - فضلًا عن أهلي وقومي - إلَّا قليلًا منهم، ثمَّ وفقني الله - بفضله وكرَمِه دون توجيهٍ من أحد منهم - إلى دراسة الحديث والسنَّة أصولًا وفقهًا، بعد أن درستُ على والدي وغيرِه من المشايخ شيئًا من الفقه الحنَفي وما يُعرف بعلوم الآلَة؛ كالنَّحو والصرف والبلاغة، بعد التخرُّج من مدرسة الإسعاف الخيري الابتدائية"[4].
• المطلب الرابع: ذريته:
قال الشيخ الألباني: "وإنَّ من توفيق الله عزَّ وجلَّ إياي أن أَلهمني أن أُعبِّد له أولادي كلهم، وهم: عبدالرحمن وعبداللطيف وعبدالرزَّاق من زوجتي الأولى رحمها الله تعالى، وعبدالمصوِّر وعبدالأعلى من زَوجتي الأخرى، والاسم الرَّابع ما أظنُّ أحدًا سبَقني إليه على كثرة ما وقفتُ عليه من الأسماء في كتب الرِّجال والرواة، ثمَّ اتَّبعني على هذه التَّسمية بعض المحبِّين، ومنهم واحد من فضلاء المشايخ جزاهم الله... ثمَّ رُزقتُ سنة 1383 هـ وأنا في المدينة المنورة غلامًا فسمَّيتُه محمدًا... وفي سنة 1386 هـ رُزقتُ بأخٍ له فسمَّيتُه عبدالمهيمن، والحمد لله على توفيقه"[5].
وأولاد الشيخ الألباني رحمه الله بالترتيب يكونون كالآتي[6]:
• من زوجته الأولى:
1 - عبدالرحمن، 2 - عبداللطيف، 3 - عبدالرزاق.
• ومن زوجته الثانية: 4 - عبدالمصوِّر، 3 - عبدالأعلى، 5 - محمد.
6 - عبدالمهيمن، 7 - أنيسة، 8 - آسية.
9 - سلامة، 10 - حسانة، 11 - سكينة.
• ومن زوجته الثالثة: 12 - هبة الله.
• وأما زوجته الرابعة: فلم يُنجب منها".
• المطلب الخامس: وفاته[7]:
توفي رحمه الله تعالى آخر عصر يوم السبت، الثَّاني والعشرين (22) من شهر جمادى الآخرة، سنة 1420 هـ، الموافق للثاني (2) من شهر أكتوبر سنة 1999 م، عن عمرٍ يناهز (88) عامًا، صلَّى عليه تلميذُه الشيخ إبراهيم شقرة، واجتمع ساعة دَفنه مَن حضر من إخوانه، وأبنائه، وتلاميذه، وأحبابه، وأصحابه، وأقربائه، مما قدِّر بخمسة آلاف (5000) نفس أو يزيد، دُفن في يوم وفاته في العاصمة عمان، على جبل يسمى الهملان، بجانب المقبرة الأهليَّة الخاصة التي بجانب بيته رحمه الله رحمة واسعة.
المبحث الثاني: شخصية الألباني وحياته العلمية:
• المطلب الأول: طلبه للعلم:
لما استقرَّ في الشام "أول ما بدأ طلبه للعلم بدخول مَدرسة الإسعاف الخيريَّة الابتدائية بدمشق...، واستمرَّ على ذلك حتى أشرف على نهاية المرحلة الابتدائيَّة، وفي هذه الأثناء هبَّت أعاصير الثَّورة السوريَّة بالفرنسيِّين الغزاة، وأصاب المدرسةَ حريق أتى عليها، فانتقلوا عنها إلى مدرسةٍ أخرى بسوق ساروجة، وهناك أنهى الشيخ دراستَه الأولى، ونظرًا لسوء رأي والدِه في المدارس النظاميَّة من الناحية الدينيَّة؛ فقد قرَّر عدم إكماله الدِّراسة، ووضع له برنامجًا علميًّا"[8]؛ حيث "تلقَّى العلمَ منذ صغره على والده؛ فتعلَّم العربية والفقهَ الحنفي، وكذا أخذ العلمَ عن بعض أصدقاء والده؛ كالشيخ سعيد البرهاني؛ حيث قرأ عليه مَراقي الفلاح وبعض الكتب الحديثة في البلاغة، ولقد حُبِّب للشيخ علم الحديث وهو ابن عشرين سنة، وذلك جرَّاء مطالعته مجلة المنار لرشيد رضا، وما كان فيها من أبحاث تتعلَّق بعلم الحديث، ونقدٍ لبعض الكتب بميزان أهلِ الحديث، مما جعل الشيخ رحمه الله تعالى يعكف على عِلم الحديث تعلُّمًا ودرسًا؛ حتى برعَ فيه بشهادة كِبار علماء وقته، المخالف منهم والمؤالِف"[9].
• المطلب الثاني: شيوخه:
لم يكن للشيخ الألبانيِّ رحمه الله العديد من الشيوخ، وإنَّما كانوا قليلين معدودين، فمِن هؤلاء[10]:
• والده الحاج نوح بن آدم الألباني: تعلَّم منه القرآنَ والتجويد والصرفَ، وفقهَ مذهبه الحنفي.
• الشيخ سعيد البرهاني: قرأَ عليه كتاب مراقي الفلاح في المذهب الحنفي، وبعض الكتب الحديثة في علوم البلاغة.
• الشيخ محمد راغب الطباخ: الذي يُعتبر علَّامة حلَب في زمانه، وهو يُعتبر شيخه بالإجازة؛ فقد أجازه إجازةً في الحديث.
• المطلب الثالث: تلاميذه:
كان لرحلات الشيخ الألباني رحمه الله وتنقُّلاته بين الأقطار والبلدان الأثرُ الكبير في كثرةِ تلاميذه الذين أخذوا عنه ونَهلوا من علمه، ومن أبرزهم[11]:
• إحسان إلهي ظهير رحمه الله.
• باسم فيصل الجوابرة.
• حسين عودة العويشة.
• ربيع بن هادي المدخلي.
• علي حسن الحلبي.
• مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
• مشهور حسن آل سلمان.
• محمد جميل زينو.
وغيرهم كثير من أهل الفضل والعلم ممَّن أخذوا عنه، أو ممن لازَموه رحمه الله تعالى.
• المطلب الرابع: مؤلَّفاته:
ترك الشيخ الألباني رحمه الله عددًا لا بأس به من المؤلَّفات النَّافعة، والتحقيقات الرائعة، والتعليقات الماتعة، ومن أبرزها:
• سلسلة الأحاديث الصحيحة[12].
• سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة[13].
• إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل[14].
• تحقيق مشكاة المصابيح لمحمد بن عبدالله الخطيب التبريزي[15].
• التعليقات الرضيَّة على الروضة الندية[16]، وغيرها كثير[17].
• المطلب الخامس: أقوال الأئمة والأعلام فيه:
العلماء هم ورَثة الأنبياء، وهم القدوة والأسوة، "وثناء النَّاس على المسلِم من عاجِل بُشراه، فكيف إذا كان المثنِي عليه هم مِن أهل صَفوة المجتمعات مِن العلماء الرَّاسخين وطلَبَةِ العلم وغيرهم من دُعاة الخير، وقد كان للإمام الألباني رحمه الله تعالى نصيبٌ كبير من ثناء كثيرٍ من أولئك ومحبَّتهم له - إن شاء الله -، ولعلَّ هذا - إن شاء الله تعالى - من عاجِل بشراه نظير ما خدَم السنَّةَ كتابةً ومشافهةً، وغير ذلك من جهوده المباركة"[18].
قال تلميذه علي حسن الحلبي: "فإنَّ إجماع علماء أهل السنة المعاصرين، رحم الله ميِّتهم، وحفظ الله حيَّهم، ليكاد - ولله الحمد - يَنعقد على إمامةِ وأستاذيَّة شيخنا الوالد العلَّامة المحدِّث أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني، المتوفَّى سنة 1420هـ - تغمَّده الله برحمته -، وكلماتهم في ذلك كثيرة مَنثورة، ومشهورة، ومبرورة"[19].
وهذه جملة من أقوال أهل العلم فيه:
♦ قال فيه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "وهو صاحب سنَّة، ونصرة للحقِّ، ومصادمة لأهل الباطل"[20].
♦ قال فيه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: "ما رأيتُ تحت أديم السماء عالمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني"[21].
♦ قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في وصفه: "ذو علم جم في الحديث رواية ودراية، وإنَّ الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيرًا من الناس؛ من حيث العلم، ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثَمرة كثيرة للمسلمين، ولله الحمد"[22].
♦ قال فيه الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: "وارتسام علمية الألباني في نفوس أهل العلم، ونصرته للسنَّة وعقيدة السلف - أمرٌ لا ينازِع فيه إلا عدوٌّ جاهل، والحكم ندعه للقرَّاء، فلا نطيل"[23].
وأقوال أهل العلم في الشيخ الألباني رحمه الله أكثر من أن تُحصى، وحسبنا هذا[24].
تمت بحمد الله
فهرس المصادر والمراجع:
♦ "أحداث مثيرة في حياة الشيخ العلامة الألباني"؛ محمد صالح المنجد، اعتنى به: محمد حامد محمد، دار الإيمان - مصر، ط 1، 2000م.
♦ "الاختيارات الفقهية للإمام الألباني"؛ إبراهيم أبو شادي، دار الغد الجديد - القاهرة، ط 1، 1427 هـ، 2006 م.
♦ "الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر"؛ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان، قدَّم له: عبدالله بن عقيل، دار التوحيد - الرياض، ط 1، 1429 هـ، 2008 م.
♦ "ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني"؛ عاصم عبدالله القريوتي، دار المدني - جدة.
♦ "جهود الشيخ الألباني في الحديث رواية ودراية"؛ عبدالرحمن بن محمد بن صالح العيزري، مكتبة الرشد - الرياض، ط 1، 1427 هـ، 2006 م.
♦ "حصول التهاني بالكتب المهداة إلى محدث الشام محمد ناصر الدين الألباني"؛ جمال عزون، تقريظ: عاصم القريوتي، مكتبة المعارف - الرياض، ط 1، 1428هـ.
♦ "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، مكتبة السراوي - القاهرة، ط 1، 1407 هـ، 1987 م.
♦ "الدرر المتلألئة بنقض الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فرية موافقته المرجئة"، مكتبة الفرقان - الإمارات العربية المتحدة، ط 1، 1423 هـ، 2002 م.
♦ "الردود": بكر بن عبدالله أبو زيد، دار العاصمة، ط 1، 1414هـ.
♦ "الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة محمد ناصر الدين الألباني"؛ عصام موسى هادي، المكتبة الإسلامية، عمان - الأردن، ط 1، 1422 م.
♦ "سلسلة الأحاديث الصحيحة"؛ محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف - الرياض، 1415 هـ، 1995 م.
♦ "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة"؛ محمد ناصر الدين الألباني، دار المعارف، الرياض - المملكة العربية السعودية، ط 1، 1412 هـ، 1992 م.
♦ "صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني"؛ أبو أسماء المصري عطية بن صدقي علي سالم عودة، دار الآثار - مصر، ط 2، 1422 هـ، 2001 م.
♦ "محمد ناصر الدين الألباني: محدِّث العصر، وناصر السنة"؛ إبراهيم محمد العلي، دار القلم - دمشق، ط 2، 2003 م.
[1] ينظر: "محمد ناصر الدين الألباني: محدِّث العصر، وناصر السنَّة"؛ إبراهيم محمد العلي، دار القلم - دمشق، ط2، 2003 م، ص 11، "ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني"؛ عاصم عبدالله القريوتي، دار المدني - جدَّة، ص 3، "الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة محمد ناصر الدين الألباني"؛ عصام موسى هادي، المكتبة الإسلامية، عمان - الأردن، ط 1، 1422 م، ص 7.
[2] ينظر: "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، مكتبة السراوي - القاهرة، ط 1، 1407 هـ، 1987 م، ج 1 ص 44، "أحداث مثيرة في حياة الشيخ العلامة الألباني"؛ محمد صالح المنجد، اعتنى به: محمد حامد محمد، دار الإيمان - مصر، ط 1، 2000 م، ص 8، "صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني"؛ أبو أسماء المصري عطية بن صدقي علي سالم عودة، دار الآثار - مصر، ط 2، 1422 هـ، 2001 م، ص 19.
[3] "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج 1 ص 44، 45، وينظر كذلك: "أحداث مثيرة في حياة الشيخ العلامة الألباني"؛ محمد صالح المنجد، ص 8، "ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني"؛ عاصم عبدالله القريوتي، ص 3، 4.
[4] سلسلة الأحاديث الصحيحة، مكتبة المعارف - الرياض، 1415 هـ، 1995 م، ج 7 ص 615، 616.
[5] سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، دار المعارف، الرياض - المملكة العربية السعودية، ط 1، 1412 هـ، 1992 م، ج 6 ص 629، 630.
[6] "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج 1 ص 81.
[7] ينظر: "أحداث مثيرة في حياة الشيخ العلامة الألباني"؛ محمد صالح المنجد، ص 46، "صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني"؛ أبو أسماء المصري عطية بن صدقي علي سالم عودة، ص 100، "الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر"؛ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان، قدَّم له عبدالله بن عقيل، دار التوحيد - الرياض، ط 1، 1429 هـ، 2008 م، ص 292، "حصول التهاني بالكتب المهداة إلى محدِّث الشام محمد ناصر الدين الألباني"؛ جمال عزون، تقريظ: عاصم القريوتي، مكتبة المعارف - الرياض، ط 1، 1428 هـ، ج 1 ص 23.
[8] "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج 1 ص 45، وينظر: "ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني"؛ عاصم عبدالله القريوتي، ص 4.
[9] "الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة محمد ناصر الدين الألباني"؛ عصام موسى هادي ص 7، 8.
[10] ينظر: المصدر السابق؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج1ص45.
[11] انظر: "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج1ص94 - 106، "صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني"؛ أبو أسماء المصري عطية بن صدقي علي سالم عودة، ص 51 - 62.
[12] طبع عدة طبعات، منها: مكتبة دار المعارف - الرياض، 1415 هـ، 1995 م، سبعة أجزاء.
[13] طبع عدة طبعات، منها: مكتبة دار المعارف، الرياض - المملكة العربية السعودية، ط 1، 1412 هـ، 1992 م، أربعة عشر جزءًا.
[14] طبع عدة طبعات، منها: المكتب الإسلامي - بيروت، ط 2، 1405 هـ، 1985 م، ثمانية أجزاء.
[15] طبع عدة طبعات، منها: المكتب الإسلامي - بيروت، ط 3، 1405 ه، 1985 م، ثلاثة أجزاء.
[16] طبع عدة طبعات، منها: دار القيم السعودية، دار ابن عفان - القاهرة، ط 1، 1423 هـ، 2003 م، 3 أجزاء.
[17] ينظر في ذكر مؤلفاته وتحقيقاته: "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج 2 ص 622، 905، وفيه الكلام بالتدقيق عن مؤلفاته وتحقيقاته وتعليقاته مع بيان موضوعاتها ومناهجها، "صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني"؛ أبو أسماء المصري عطية بن صدقي علي سالم عودة، ص 64 - 92، "ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني"؛ عاصم عبدالله القريوتي، ص 22 - 35، "جهود الشيخ الألباني في الحديث رواية ودراية"؛ عبدالرحمن بن محمد بن صالح العيزري، مكتبة الرشد - الرياض، ط 1، 1427 هـ، 2006 م، ص 50 - 89، "الاختيارات الفقهية للإمام الألباني"؛ إبراهيم أبو شادي، دار الغد الجديد - القاهرة، ط 1، 1427 هـ، 2006 م، ص 21 - 31.
[18] "الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر"؛ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان، ص 217.
[19] الدرر المتلألئة بنقض الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فرية موافقته المرجئة، مكتبة الفرقان - الإمارات العربية المتحدة، ط 1، 1423 هـ، 2002 م، ص 6.
[20] المصدر السابق: عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان، ص 217.
[21] "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج1ص66.
[22] "الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة محمد ناصر الدين الألباني"؛ عصام موسى هادي ص 8.
[23] الردود: دار العاصمة، ط 1، 1414 هـ، ص 344.
[24] ينظر مزيد ما قيل فيه في: "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه"؛ محمد بن إبراهيم الشيباني، ج 2 ص 540 - 563، "ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني"؛ عاصم عبدالله القريوتي، ص 15 - 19.
المصدر: موقع الألوكة
http://www.alukah.net
نبذة عن الشيخ الألباني من الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)
محمد ناصر الدين الألباني
المولد 1333 هـ - 1914م
أشقودرة بألبانيا
العقيدة اهل السنة
الأفكار الحديث
محمد ناصر الدين الألباني (1914 - 1999) أبو عبد الرحمن، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني، الأرنؤوطي. باحث في شؤون الحديث ويعد من الباحثين ذوي الشهرة في العصر الحديث. وتحظى بعض كتبهِ بشهرة.
حياته
ولد محمد ناصر الدين الألباني عام 1333هـ، في أشقودرة، (Shkodër)، العاصمة القديمة لألبانيا، والجدير بالذكر أن والده درس الشريعة في إسطنبول وعاد إلى بلده وأصبح أحد كبار علماء المذهب الحنفي هناك، لكنه اختلف مع توجهات الملك أحمد زوغو الغربية بعد منعه النساء من ارتداء النقاب، فهاجر هو وأسرته إلى دمشق ومعه ابنه محمد.
أتم الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، والتجويد، والنحو والصرف، وفقه المذهب الحنفي، وقد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة.
أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنة وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة، وهيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية والاطلاع على العلوم الشرعية من مصادره الأصلية.
دراسته للحديث
على الرغم من توجيه والده المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي وتحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ لتوجه نحو البحث عن الدليل واتباع السنة واشتغل بعلم الحديث، فتعلم الحديث النبوي في نحو العشرين من عمره متأثرًا بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها محمد رشيد رضا. وكان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل بداية للألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث وعلومه شغله، فأصبح معروفًا بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف والتصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، وكان من أول مؤلفاته كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" وهو مطبوع مرارًا، ومن أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضًا كتاب "الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير" ولا يزال مخطوطًا.
وبعد فترة بدأ في إعطاء درسين أسبوعيا في العقيدة والفقه والأصول وعلم الحديث، وكان يحضر دروسه طلبة وأساتذة الجامعة. كما بدأ ينظم رحلات شهرية للدعوة في مختلف مدن سوريا والأردن. وأجازه محمد راغب الطباخ لتدريس أحد كتب علم الحديث.
واختارته الجامعة الإسلامية في المدينة لتدريس علوم الحديث، لثلاث سنوات (1381 - 1383 هـ)، وبعدها عاد إلى دمشق لاستكمال دراسته للحديث وعمله في المكتبة الظاهرية، حيث ترك محلّه لأحد أخوته.
زار الألباني الكثير من الدول للتدريس وإلقاء المحاضرات، منها السعودية وقطر والكويت، ومصر، والإمارات، واسبانيا، وإنجلترا، وألمانيا. وتخصص الألباني في مجال الحديث النبوي وعلومه وتتلمذ على يديه كثير من الطلبة، ومنهم من غدا من باحثي الدراسات الإسلامية بعد ذلك.
انتقل الألباني من دمشق إلى عمان بالأردن وأقام هناك حتى وفاته.
من مشايخه
ان الألباني حين هاجر والده قد شارف على التاسعة من عمره، فأدخله والده بعض مدارسها وهي مدرسـة (جمعية الإسعاف الخيري)، حتى أتم المرحلة الابتدائية بتفوق. ولما لم ترق لوالده المدارس النظامية من الناحية الدينية أخـرج ابنه الصغير منها، ولم يدعه يكمل دراسته، ووضع له برنامجًا علميًا مركزًا، قام خلاله بتعليمه:
القرآن
التجويد
النحــو
الصرف
فقه المذهب الحنفي
وقد تلقى الألباني على والده القرآن حتى ختمه عليه برواية حفص عن عاصم تجويدًا، ودرسه بعض كتب الصـرف العربية، ودرسه أيضًا في الفقه، ومن الكتب التي درسها له كتاب ((مختصر القدوري)) في فقه الأحناف.
وممن درس عليهم الألباني في صغره أيضًا: صديق والده محمد سعيد البرهاني. حيث درس عليه كتاب (مراقي الفلاح) في الفقه الحنفي وكتاب (شذور الذهب) في النحو، وبعض كتب البلاغة المعاصرة.
وكان يحضر دروس محمد بهجة البيطار –عالم الشام- مع بعض أساتذة المجمع بدمشق.
الإمام ناصر الدين الألباني
أعماله وانجازاته
كان للألباني أعمال وخدمات عديدة منها:
1) كان يحضر ندوات محمد بهجت البيطار مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي—إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.
2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
3) اختير عضوًا في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، للإشراف على نشر كتب السنة وتحقيقها.
4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل والأولاد بسبب الحرب بين الهند وباكستان آنذاك.
5) طلب إليه معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير المعارف في المملكة العربية السعودية عام 1388 ه، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
6) اختير عضوًا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.
7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في إسبانيا، وألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام".
8) زار قطر وألقى فيها محاضرة بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".
9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء للدعوة في مصر والمغرب وبريطانيا للدعوة إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة والمنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها واعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة.
11) زار الكويت والإمارات وألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عددًا من دول أوروبا، والتقى فيها بالجاليات الإسلامية والطلبة المسلمين، وألقى دروسًا علمية مفيدة.
12) للألباني مؤلفات وتحقيقات، ربت على المئة، وترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، وطبع أكثرها طبعات متعددة ومن أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
13) كانت قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م، وموضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً وتخريجاً ودراسة" لمحمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديرًا لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجًا وتحقيقًا ودراسة وذلك في كتبه التي تربو على المئة.
اعتقاله
في أوائل 1960م كان الألباني مراقبا من قبل الحكومة في سوريا، مع العلم أنه كان بعيدًا عن السياسة، وقد سبب ذلك نوعًا من الإعاقة له. فقد تعرض للاعتقال مرتين، الأولى كانت قبل عام 1967م، حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها ابن تيمية[1]، [2] وعندما قامت حرب 1967م، رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين، فأفرج عنه.
لكن بعدما اشتدت الحرب أعيد الألباني إلى المعتقل مرة ثانية، ولكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، وقد قضى فيه ثمانية أشهر، وخلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري واجتمع مع شخصيات كثيرة في المعتقل.. إلى أن استقبله الأردن.
من مؤلفاته
سلسلة الأحاديث الصحيحة
سلسلة الأحاديث الضعيفة
صحيح وضعيف الترغيب والترهيب
تبويب وترتيب أحاديث الجامع الصغير وزيادته على أبواب الفقه
صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته
التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان
إرواء الغليل في تخرج أحاديث منار السبيل
صحيح الأدب المفرد
ضعيف الأدب المفرد
تمام المنة في التعليق على فقه السنة
الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب
التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام.
فضل الصلاة على النبي.
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
فتنة التكفير.
تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد
شرح العقيدة الطحاوية
تحقيق مختصر العلو للعلي الغفار لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
جلباب المرأة المسلمة
الرد المفحم، على من خالف العلماء وتشدد وتعصب، وألزم المرأة بستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقتنع بقولهم: إنه سنة ومستحب
تحريم آلات الطرب
أحكام الجنائز
وله أكثر من 300 مؤلف بين تأليف وتخريج وتحقيق وتعليق.
وصيته الأخيرة
أوصي زوجتي وأولادي وأصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة والرحمة -أولاً- وألا يبكوا علي نياحة أو بصوت مرتفع.
وثانيًا: أن يعجلوا بدفني، ولا يخبروا من أقاربي وإخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري وصديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.
وثالثًا: اختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، وبالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...
وعلى من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، وتعمل عملها، فيكون ذلك سببًا لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه وقد غفر لي ذنوبي ما قدمت وما أخرت..
وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعًا، أو تصويرًا، أو مخطوطًا -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرسًا فيها-. راجيًا من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم. (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين). 27 جمادى الأول 1410 هـ[3]
وفاته
توفي الألباني قبيل يوم السبت في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة 1420هـ، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، في مدينة عمان عاصمة الأردن في حي ماركا الجنوبية, ودفن بعد صلاة العشاء. وقد عجل بدفن الألباني لأمرين اثنين:
الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الألباني والتي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعًا.
بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الألباني إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه، بالإضافة إلى قصر الفترة ما بين وفاته ودفنه، إلا أن الآف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
مضاف من طرف : abdelazizhouria